ابتعدت عن طاولته بخيبة، شدت قبضتيها بغضب ولم تعرف ما تقول، هو لا يفهم حجم الشيء الذي فعلته لأجله رغم كل مخاوفها، قالت من بين أسنانها قبل أن تركض خارجاً "تباً لك"

غادرت أراضي المدرسة وجلست خلف الحائط وهي تحاول ألا تبكي، كانت تمسك حصاة وتحفر بها الأرض بعنف، تمتمت من بين أسنانها "سوف ترى يا فير"
حملت هاتفها وقررت تجاهل بضع حصص اليوم، كانت تتابع الأخبار قبل أن تصدمها رؤية صورة لوك، تقول الأخبار أنه استيقظ منذ ثلاثة أيام، ابتلعت ريقها بصعوبة وتمتمت "هل كُنت تستحق الموت يا ترا؟"
مع صوت قرع الجرس غيّرت خططها واتصلت على الرجل السيء الذي تعرفه "مرحباً خافيير"

"اوه، مثل شخص تلقى رصاصة، أنتِ لا تقولين إسمي كثيراً"

"توقف أنا لست أمزح... أنت قلت أنك ستأخذني في موعد صحيح؟ هل يمكننا أن نذهب الآن؟"

"يا فتاة، هل تحاولين التهرب من المدرسة أم ماذا؟"

"المدرسة سوف تنتهي خلال أسبوعين وليست لدي أي اختبارات بعد الآن لذا فقط سأغادر. لا بأس أستطيع العودة للبيت إن كنت مشغول"

"لا! لست مشغول أبداً، اعتقدت أنكِ تهربين فقط، إنتظري أين أنتِ؟"

"خلف المدرسة"

"إبقي مكانك سوف أصل خلال دقائق"

الآن عندما يكتشف فير أنها غادرت مع خافيير مجدداً سوف يغضب بكل تأكيد ويغتاظ منه وهذا سيجبره على التواصل مع إليزا، وربما قد يحدث شيء أسوأ من هذا ولكن لا يهمها بعد الآن.

نهضت عن الأرض لتتجه لمكان الركن، كانت تراه قادم من بعيد، نظرات العاشق تزيدها نفور وابتسامته تلك تجعلها تشعر بالندم للاِتصال به، هي لا تحب الجلوس معه، لقد تسرعت بسبب غضبها وهي عالقة الآن.

توقفت السيارة أمامها لذا تحركت هي إلى المقاعد الخلفية وجلست ثم ضمت ذراعيها لصدرها بعدم رضى.

"اه هيا الآن! أنتِ لن تصعدي في المقاعد الخلفية وتتركيني هنا وحدي"

تنهدت باِنزعاج على الفكرة التي تكاد تنفذها، كان فير يتصل بها لكنها رفضت مكالمته واستطردت بينما تعيد التواصل البصري مع خافيير "حسناً، ولكن لا تقترب إلي، لا تفعل أي شيء مفاجئ وإلا سأصاب بالإنهيار وأنت لا تريد هذا"

حرك رأسه برفض "بالطبع لا أريد هذا! أتمنى فقط أن تنسي خوفك للحظة... أتوق لمعانقتك" تمتم بالأخيرة لكنها سمعته ما جعل ملامحها تنكمش "أنت تخيفني الآن، توقف"

"حسناً آسف!"

حركت رأسها باِستسلام لتغيّر مكانها وتجلس بجانبه، وضعت حزامها وتنفست الصعداء "إلى أين نتّجه؟"

"لنقُل أنها مفاجأة" ابتسم بخبث ثم قاد بسرعة بعيداً، كانت تزداد توتراً وهي تشاهد مبنى المدرسة يتلاشى عن أنظارها، تنفست الصعداء مجدداً وحاولت صنع أي حجة تجعلها تخرج من هنا.

المُحِبّة لجذب الأنظارWhere stories live. Discover now