٥

1K 143 100
                                    

لوك لم يستمع لي واعتلاني ثم أخذ يحاول نزع ثيابي عني، كنت مذعورة وأصرخ به، لم يستمع لي، كأنه تحول إلى شيطان. تمزّق قميصي…

لم أعرف كيف حدث كل شيء، بعد دقائق وجدت نفسي واقفة أمام الأريكة أرتجف كما لم أفعل من قبل، أحمل في يدي قطعة زينة أسطوانية كريستالية ملطّخة بالدماء.

لوك كان راقد على الأريكة في مكانه وظهره موجّه لي، كان بلا حركة ورأسه وكنزته مليئة بالدماء، تلك دماء... ماذا حدث... لا يمكنني أن أتذكر... أنا مرتعبة...

ارتخت أصابعي لتسقط القطعة من يدي وبقيت واقفة أحدق بجسده المدمم ودموعي لا تتوقف، فُتِح باب الشّقة وسمعت صرخة من خلفي "لوك! ماذا فعلتِ به!"

كان ذلك كيليان، ركض نحو صديقه، كنت أحاول الكلام لكن لم يخرج مني صوت، بدأت أتقهقر للخلف وأنا أراه يضغط على الشقّ في رأس لوك بكلتا يديه، نظر إليّ بطريقة سيئة كأنه يكاد ينقض علي ويقتلني، لم أرَ هذه النظرة في وجهه في حياتي، حمل هاتفه واتصل بالشرطة.

رفعت يدي المرتجفتين إلى ما بقي من سترتي وحاولت تغطية نفسي بهما، كيليان يصرخ بي بقوة ولكني لا أسمع أي شيء، هناك صفير في أذنيّ وكل ما أفعله هو البكاء، تداخلت أضواء سيارات الشرطة على جدران المنزل، تدافع رجال الأمن إلي وكيليان مايزال يصيح بي.

أخذني أحدهم من ذراعي للخارج وكان يقرأ علي حقوقي، لماذا يعاملونني معاملة المجرمة، لست أنا مَن أجرمت... الشرطي أخفض رأسي ودفعني في المقاعد الخلفية للسيارة وأنا أحاول تجميع كلماتي التي تأبى الخروج.

اِنتهى بي المطاف في زنزانة باردة ذات إضاءة تالفة، كانت فارغة ورائحة السجائر عالقة فيها وكنت الوحيدة في ضيافتها، حصلت على سترة من الشرطة، ثم ها أنا أجلس على الأرض وأضم ركبتي إلى صدري وأبكي فقط، كان شرطي يقف في الخارج ويتحدث إلي بينما يقفل القضبان "بما أنكِ قاصِر، تم التواصل مع أهلك وهم في طريقهم إلى هنا"

غادر هو وأنا حاولت التماسك ومسح دموعي، لقد كنت مخطئة طوال الوقت، ظننت أنهما صديقاي، ظننت أنه يحبني، ظننت أن صداقة الفتيان هي ما أبحث عنه، اكتشفت أن صداقة كل البشر فاشلة وكذبة كبيرة.
ماذا ستقول أمي عندما تعرف أني عصيت كلامها، عندما تعرف أنها كانت محقة دائماً بشأن أصدقائي، عندما يعرف أبي أني جعلت من نفسي أضحوكة وظللت أحاول جذب الأنظار إلى أن تعلمت درسي بالطريقة الصعبة…

أنا الفتاة المُحبّة لجذب الأنظار، وضعت نفسي في موقف كهذا، سمحت للآخرين بالبقاء معي، كنت ذات مرة غالية على نفسي ولا أدع أي يكن يقترب مني، بعدها حاولت جرّهم إلي بكل قوتي، وعلى ماذا حصلت في النهاية... تعرضت للتحرش من صديقي المقرب، وها أنا هنا بدل أن يكون هو في هذه الزنزانة.

لماذا لست مثل باقي الفتيات؟ جميعهن ترغبن بجذب الأنظار وتنجحن في هذا بكل سهولة والآن تنعمن بحياة طبيعية، بينما أنا يحصل لي هذا فقط لأني حاولت الحصول على المعجبين، كل ما فعلته أني ادّعيت بعض الخشونة ولفّقت بعض الحكايات حتى يهتموا بي…

المُحِبّة لجذب الأنظارWhere stories live. Discover now