٩

5.9K 376 92
                                    


في نفس اليوم كانت ستيفاني ومايلز جالسان معًا في الفترة القصيرة التي تفصل بين الحصص، يتناولان حلوى صغيرة.

"مايلز.. هل أنت بخير؟" قالت ستيفاني حين لاحظت تعابير مايلز المُتجهمة قليلًا.

"أنا.." تمتم، "أنا آسف بشأن هذا الصباح." قال، كفه يغطي نصف وجهه، علامات الخجل واضحة.

"أوه.."

"أعلم أننا صديقان قريبان جدًا،" همس قبل أن يرفع صوته، "لكن ليس لي الحق بأن أتحكم فيما ترتدي."

"لكن.. ارتداء شيءٍ محرجٍ حتى لنفسك.." كان مايلز يواجه وقتًا صعبًا في توضيح وجهة نظره، ولم تتمكن ستيفاني إلا من ملاحظة وجهه الخجول.

وحين لم تُجِب ستيفاني نظر لها من طرف عينه. "هل تسمعينني حتى؟"

~~~

اليوم التالي كانت سايمون وستيفاني يلعبان بالكرة الطائرة في حصة الرياضة.

"إذن،" بدأت سايمون، ملامحها جامدة. "كيف سارَ الأمر بالأمس؟"

توردت وجنتا ستيفاني. "لا تسألي حتى، لقد كان الأسوأ. لن أفعل ذلك مجددًا." قالت بغضبٍ خفيف. 

مر يومٌ فقط منذ "الحادثة"، لكن مايلز تجنبها لمعظمه. لم يأخذها من المنزل، لم يعُد معها من المدرسة، وحين رأته في الصف لم يرُد على سلامِها.

"هل رأى سروالك الداخلي؟" سألت ورمَت ستيفاني كرك الطائرة عليها مُباشرةً بحنق.

ابتعدت ستيفاني عن الكرة قبل أن تصتدم بها. "كيف كانت ردة فعله؟"

"لقد سقط على الأرض." تمتمت ستيفاني بعد صمتٍ قصير، وبدا وكأن سايمون قد خُنقت حين احمر وجهها وكتمت ضحكتها.

كانت سايمون سعيدةً بعض الشيء، هذا حتمًا تقدم، وكانت تعلم جيدًا ما ستفعله اليوم.

بعد انتهاء حصة الرياضة، وجاء موعد الفسحة توجهت إلى طاولة مايلز. كان جالسًا هناك، تعابير وجهه الغريبة مُضحكةٌ لسايمون.

اقتربت منه وقالت: "أرى أنك لم تُخاطب ستيفاني منذ الصباح."

سقطت عينا مايلز على طاولته بشيءٍ من الخجل. كان يُراوده شعورٌ غريبٌ جدًا منذ الصباح.

"إنها وحيدةٌ الآن."

"اصمتي." قال مايلز.

اقتربت أكثر منه، عيناه أمام عيناه مُباشرةً. "غريب رؤيتك منفصلٌ عنها هكذا." همست قبل أن تضيف باستهزاء. "ستأخذ وقتًا حتى تتعافى من هذا، صحيح؟"

شعر مايلز بغضبه يتأجج، ورفع اصبعه السبابة، ودفع جبهة سايمون بعيدًا. "اغربي عن وجهي."

فعلت سايمون ما أمِر عليها، وخرجت ابتسامة تكلف تغطي فمها.

كان مايلز غاضبًا، مُحرجًا، وشيئًا آخر لم يفهمه جيدًا. لكنه رفض أن يشعر بالمهانة من سايمون من بين كل الناس؛ لذا ورغم تردده نهض عن كرسيه وتوجه إلى الرُواق الذي كان مزدحمًا، لكنه استطاع رؤية رأس ستيفاني وسايمون بين الحشد.

سار خلفهما، وانقض على 'ستيڤ'، مُعانقًا رقبته. "ها أنت ذا!" صاح بمرح.

انتفض جسد ستيفاني فزعًا. "ألن تكُف عن التسلل من خلفي هكذا!"

بجانبها، كانت سايمون تبتسم متساءلةً إلى كم من الوقت سيُحافظ على هذا الوضع.

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Aug 31, 2019 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

لاحِظني!حيث تعيش القصص. اكتشف الآن