٤

6.8K 402 85
                                    

كان موعِد الغداء بالفِعل وكانت ستيفاني جالِسةً برِفقة إحدى صديقاتها المدعوة بـ'سايمون'.

كان مايلز لا يجلس مع ستيفاني في فترة الغداء بل كان يجلس برِفقة أصدقائه الصبيان، والذي لطالما دَعاه للإستغراب. ستيڤ لا يجلس معهم..؟ لماذا؟

نظرت سايمون نحو ستيفاني بينما تأكل شطيرتها بهدوء.

"أنتِ ومايلز دومًا ما تتسكّعان معًا؟"

"نعم، إنه يقلني من المنزل إلى المدرسة كل يوم."

"أنتما دومًا معًا في المدرسة أيضًا."

"أوه.. نعم.."

"إذًا لماذا لا تتشاركان الغداء؟"

صُبغ وجه ستيفاني بالأحمر قليلًا. "أنا أعلم بأن مايلز يرغب بمشاركتي الغداء.. لكن فتى وفتاة معًا.. على الغداء... وحدهما... يبدو الأمر كما لو كانوا... يتواعدان. صحيح؟" كانت تتلعثم بكثرة، بالتّأكيد مايلز لا يمانع مشاركة الطعام مع 'ستيڤ' لكنها كانت ترغب بمشاركته الطعام حين ينظر لها كستيفاني وليس شخصًا وهميًا آخر.

"أنتِ تقولين هذا الآن فحسب." تنهّدت سايمون، كانت سايمون باردةً كالثلج، شعرها الأسود الطويل و بشرتها الفاتحة الشاحبة جعلت من تعابير وجهها أكثر رُعْبًا، وبسبب ذلك لم تتمكن ستيفاني من إستنباط ما تحاول قوله.

كما لو أن سايمون إستشعرت عدم فِهم ستيفاني لما قالته، بدأت بالتوضيح. "أنتِ ترغبين بمشاركة مايلز الطعام، وقضاء الوقت معه طوال النهار. صحيح؟" أرادت أن تعلم.

لم تُجِب ستيفاني ومباشرةً قالت سايمون: "دعِ الأمر لي."

تبًا لقد كُشفَت خدعتي! فكرت ستيفاني بينما تتبع سايمون. "ما- ماذا ستفعلين؟"

"سنحصل على الغداء مع مايلز، أنا، أنت وهو."'

"لا.. لا! أي شَيْءٍ غير هذا!!"

تجاهلتها سايمون وأكملت طريقها.

"مايلز." قالت سايمون ببطئ، ملامحها المرعبة عادت لمكانها.

نظر مايلز لخلفه بتعبيرٍ مبتسم لكن سرعان ما سقطت إبتسامته وتحولت عيناه لباردة. هالةٌ سوداء حطت على كِلًا من سايمون ومايلز.

أوه، صحيح.. مايلز وسايمون يكرهان بعضهما البعض.

"ما هو الأمر، سايمون؟" نظر بكراهيةٍ بينما يتكئ على كرسيه بإنزعاج. جلست سايمون على الطّاولة وبدأت بفتح صندوق غذائها.

"لن أشارككِ الطعام. غادري." زمجر بينما يشاهدها تتخذ مقعدًا. "ستيڤ يمكنه البقاء.. أما أنتِ فلا."

"أكره هذا أكثر منك." غرست شوكتها في طعامها بينما تخترق عيناها عينا مايلز وكأنها تفكر بألف طريقةٍ لقتله.

ستيفاني كانت تشعر بالندم بسبب موافقتها على هذا.

"طعامك يبدو لذيذًا، ستيڤ!" قال مايلز بمرحٍ بينما تلمع عيناه تجاه أكل ستيفاني. كانوا قد جلسوا أخيرًا بعدما ذهبت الهالة السّوداء الخاصة بسايمون ومايلز.

"أترغب بالقليل؟" إلتقطت ستيفاني القليل بشوكتها وقبل أن تضعه في صندوق غذاء مايلز، وضع مايلز شوكتها في فمه مُتلذِّذًا بنكهة الطعام الرائعة.

نظرت ستيفاني بصدمةٍ إلى شوكتها.

لقد أكل من شوكتها.

ماذا تفعل.

يا إلٰهي!

قبلةٌ غير مباشرة!

وجهها تحول لصلصة طماطم وهي تشاهد شوكتها بصدمةٍ. هل تأكل منها؟

على اليد الأخرى، سايمون كانت تشاهد ستيفاني بإبتسامةٍ متكلّفة، لكنها بدت كوحشٍ مرعب، وأقل ما يصف إبتسامتها هو كابوسٌ مخيف قد يطاردك طوال حياتك.

كانت سايمون تستطيع إستنتاج أن ستيفاني معجبةٌ بمايلز الأحمق، وكانت تعلم جيّدًا كيف تساعدها...

-

سأكتب كتابًا حقيقيًّا بعد فترة.
سيكون من فئة الغموض أعتقد :)


لاحِظني!Where stories live. Discover now