لأني أحبك

659 8 0
                                    

" لأنى أحبك "

جلست على فراشها، تبكى وتخفى وجهها بيديها، فهى اليوم تعيش اتعس لحظاتها. رفعت رأسها، نظرت اللى الفراغ بجوارها، هذا هو موضع زوجها، ولكنه اليوم سينام بين احضان اخرى، بدأ من اليوم ستكون لها شريكة بحبه، أو هكذا يظنون، فهو دائما يخبرها انها متربعة بقلبه بلا منازع، ولكنه مضطر كى يرضى والدته التى ترغب فى رؤية أحفاد لها. عندما وصل تفكيرها الى هذه النقطة، زاد بكاؤها، فهاهى تدفع ضريبة عشقها له، أخبرت الجميع انها السبب فى تأخر الانجاب، أخفت عنهم حقيقة انه يحتاج الى علاج لكى يستطيع سماع كلمة " أبى " ، حتى هو أخفت عنه الحقيقة، تحملت نظرات والدته وكلامها اللاذع لها حتى لا يرتكب حماقة ويتخلى عنها مبررا ذلك بأنها ستكون أنانية منه ان وافق على استمرارهم معا وحرمانها من حقها فى أن تصبح أم.

مر شهر على تلك الليلة، حبه لها لم يقل، لم تلاحظ أى تغيير فى معاملته، ولكن قلبها كان يتقطع ألما عندما يبيت بين أحضان زوجته الثانية. أما عنه فلم يكن يشعر بالطمأنينة سوى بين أحضانها فهو يعشقها حد الجنون، لا يستطيع التخلى عنها، عند زواجه ترك لها حرية الاختيار فى تركه او البقاء معه ولكنه كان يمنى نفسه ان تختاره وتظل بجواره برغم شعوره بأنه سيكون ظلما لها وأنانية منه، وقد كان له ماتمنى.

حبه الظاهر لها أشعل نار الغيرة والحقد فى نفس زوجته الثانية، لذا قررت أن تلجأ الى الحيلة والخداع، أخبرته بما يتمنى سماعه منذ سنوات، وتعمدت اخباره امامها وامام والدته، أخبرته ماجعل والدته تطير فرحا وتنظر لها نظرات شامتة حارقة كأنها تخبرها بأنها أرض بور لا نفع منها. 

نظرت حولها نظرات شاردة، ترى أتخبرهم بالحقيقة، أتكون سببا فى محو تلك الفرحة التى رأتها على وجه حبيبها، نعم.... لابد أن تخبره، سيتألم الأن ولكن وقع الألم سيكون أخف، سيتألم أكثر مستقبلا عندما يعلم بخداع زوجته الثانية. أحضرت مايثبت صدق كلامها وهذا سبب التوتر للزوجة الثانية التى اعترفت بخديعتها مع اول قلم منه على وجهها، وما ان سمع اعترافها حتى اخرجها من حياته بلا عودة، توجه الى حبيبته مقبلا رأسها ويديها طالبا منها الغفران. اما عن والدته فقد كانت تشعر بالخذى ولم تقو حتى على النظر فى عينيها.

مرت السنوات، وهاهى تبكى من جديد، ولكن الفارق الوحيد هو ان بكاؤها اليوم بين أحضانه، مهلا.... فهو بيكى أيضا، يحمل بين يديه ورقة تثبت ان العلاج قد أتى ثماره، وأن ثمرة حبهم قادمة فى الطريق.

تمت

قصص قصيرةWhere stories live. Discover now