" دعنيّ أثبت لكَ إذًا... " تمتمتُ بهدوء بينمـا أرجعتُ رأسي للخلف أكثر بينما أستئنفتُ بقية حديثيّ قائلة " أنتَ شخص خطير للغاية تتحكمُ بالرياح ولديكَ سرعة فتاكة يا رجل ، جيد جدًا في التخفي ويصعبُ إيجاد موقعكَ والشعور بهِ"

" دعنيّ أخبرك بأنهُ كان صعب أكتشاف نوعكَ بدون تدقيق وبدون تركيز ، لطالما كنتُ أراقب كل شئ لأحدد موقعكَ وأستمعُ جيدًا للاصوات لتحديد صوت إيقاع خطواتكَ والتي كانت بدون إيقاع مما جعلهُ أمر غريب ومُعقد ، فكيفَ بكائن ليسَ هُناك أصوات لخطوات أقدامهُ؟ ، لا أستطيعُ رؤيتهُ وحتي إذا كنتَ جيد جدًا بل مُمتار بالإختباء فبتركيز و دقة كان مصيركَ أن أكتشف موقعكَ" أجبتُ بتفسير وتوضيح بينما أتذكر عندما كان يظهر ولا يوجد أيّ حبل يصلنيّ لحل اللغز المعقد خاصتهُ.

" ولكن في النهاية علمتُ السبب ، لم يكن الخطأ قلة تركيزيّ أو أنخفاض جودة إحدي حواسيّ بل كان بطريقة تفكيريّ ، وبعدها وجدتُ إجابة لكل سؤال ظل يتراوح في عقليّ بدون إجابة ، علمتُ سبب عدم أستماعِ لصوت أقدامكَ ببساطة لأنكَ لا تملك أقدامٍ صحيح؟" سألتهُ بمرح وأنا أشعرُ بهدوء الرياح وانخفاض درجة حرارة الهواء.

" ولا أستطيعُ رؤيتكَ لأنكَ خفيّ ، لذا نوعكَ يا كائن يا مَن كان مجهول هو شبح! " أسترسلتُ بفخر وأنا أجاوبهُ بثقة من تفسيريّ ، فتحتُ عينايّ وأعتدلتُ في جلستيّ بينما أنتظر رد الفعل خاصتهُ والذي أظن بإصابتيّ!

ولكن إذا أستخدم الحديث فـ أظنُ بأنهُ سيُنكر أو حتي سيسخر من حديثيّ وربما الخباثة وعدم إعطاءِ إجابة واضحة ولكننيّ لم أعتقد بأنهُ سيؤكد حديثيّ!

" أصبتِ أنا كذلك " صوتهُ البـارد المُصاحب عاصفة هواء باردة جعلت جسديّ بأكملهُ يرتجف يليهِ ظهـور سحابة سوداء اللون أخذَت تقترب من موقعيّ وكـ ردة فعل طبيعية أتخذتُ خطواتيّ للخلف بالمُقابـل ، أخذت تلكَ السحابة السوداء في التشكل بينما أخذت الأشجار التي تحيط بنا تتحرك وتُحرك جذورها مما جعلنيّ مُتأكدة بأنهُ ربما يكون أخر يوم أنام فيهِ نوم مؤقت.

" ظـلام وسـراب....أمتزجَ كلاهمـا لـدفن حقـيقة مَـن دُفـن بين حباتِ التُراب....لإحياء ذنب ما كان ذنب علي الإطلاق "

أخـذَ صـوت مُـرعب يتـردد في الأنحاء مما جعلنيّ ألتفتُ حول ذاتيّ بِضياع ، من إين يأتيّ هذا الصوت؟!

لا صوت الشبح ولا صوتيّ ولا أشعرُ بـأحد في الارجاء لذا صوت من هذا؟!

أخذت الاصوات تزداد وكأنها لمجموعة من الأشخاص مما جعل الصوت يتضخم أكثر وأكثر مُتمـتم " كَـون الحقيقة قد كُشـفـت وكَـون الذنب لم يُغتفـر....فصـاحبِ المُعـاهدة سـوف يُعاقب... ومَن كان مُذنب سيكـون صاحبهـا."

أخذت الرياحُ تشتـدد ومعها تزداد دقات قلبيّ بسبب العرض المرعب الذي أشاهدهُ مَـن رياح شديدة و لونهـا أسود و أصوات مُخيفة مُتضخمة الصوت.

تيـلـيكُـونWhere stories live. Discover now