"فقط غادري، دعيهم يلعبون" اختفت تعابيره بلا أي مقدمات كأنه شاهد ملاك الموت في شاشة هاتفه، حدقتيه ضاقتا ونهض ثم سحب طوق كلابه قائلاً "نسيت، لدي موعد مهم مع الطبيب يجب أن أغادر"

رحل فقط بعد هذه الحجة، لم تقتنع إليزا أبداً وأخذت تنظر حول المكان، شيء غير طبيعي يجري معه، جلست حيث كان هو سابقاً وبحثت عن فير في تطبيق الشبح الأصفر ولأنها تملك رقمه عثرت عليه بسرعة.

هذا التطبيق يتيح لها رؤية موقعه، فتحت الخريطة لكن موضعه لم يتغير بعد ويبدو أنه مايزال في هذا الشارع، تأففت بملل وهمست لنفسها "ما الذي تفعلينه يا ليز، هذا ليس من شأنك"

سرعانما تراجعت عن فكرة ملاحقته إلكترونياً ووضعت هاتفها جانباً لتلتقط أفكارها مجدداً وردتها إشعارات كثيرة من رقم مجهول لتقلب عينيها باِنزعاج، هذا كيليان بلا شك، فتحت رسائله وكان قد أرسل لها صور لوك وهو مستلقٍ في سرير غرفته التي باتت لا تفرق بشيء عن المستشفى وألحق هذا برسالة "استمتعي بيوم ميلادك يا حقيرة، شخص آخر لن يحتفل به بعد الآن"

"لقد حذرتك يا كيليان" كتبت له ثم حظرته من جديد، هي تعرف أنه سيجلب أرقام جديدة ليزعجها، ولهذا السبب ستأخذ بهذه الرسالة إلى الشرطة، كل ما فعلته أنها تحدثت إلى أهلها وذهبت للقسم، أخذت الشرطة كلامها على محمل الجد هذه المرة بسبب وجود أدلة وبعد شرح الموضوع أخبروها أنه يفترض أن تصل لكيليان رسالة تحذيرية، عقوبته تبدأ من الغرامة المالية إلى السجن، إلا إذا توقف عن إزعاجها وتراجعت هي عن تغريمه.

هكذا أخذت إليزا حقها وتمكنت من إغماض عينيها في الليل، لقد صارت تأتيها أفكار انتقام دموية لم تعهدها في نفسها، كل هذه الأفكار بدأت من أول جريمة ارتكبتها، ذلك الذنب الذي لم تعرف بعد إن كان يقع عليها أم على لوك...

***★****★***

إنه يوم الحساب، لقد استلموا أوراق الاِختبار، إليزا تفوقت باِمتياز لأنها درست أكثر مما ينبغي، سرعانما بدأت الاِستراحة دخلت فصل فير للمداهمة، وقفت في طريقه عندما كان يحاول العبور للخارج وقالت بشكّ "أرِني ورقتك"

ابتلع ريقه وكانت تلاحظ ضيق حدقتيه في تلك العيون الزجاجية "أي ورقة؟ أليس عليكِ أن تقولي مرحباً أو شيء كهذا"

كانت عينيها نصف مفتوحة "ارِني نتيجة الكيمياء يا فير هيا!"

اتجه نحو حقيبته باِستسلام ثم أخرج الورقة، إليزا لحقت به ونشلتها من يده، لقد كانت نسبته ثمانين بالمئة، وضعت يدها على صدرها براحة وقالت بعدما اتسعت ابتسامتها "لقد أثمرت أتعابي! أعطني كفك!"

فير تنفس الصعداء بطمأنينة قبل أن يرفع كفه بالهواء، ضربا الأيدي ببعضهما، كانت تفخر به وتنظر إلى إجاباته بينما فير تحسس كفه بذهول وقال مبتسماً "لقد لمَستِني!"

المُحِبّة لجذب الأنظارWhere stories live. Discover now