# الجزء الرابع #

Start from the beginning
                                    

قال بقلق : من الجيد أنك تذكرت مكانها !

فنظر للبائع ثم طلب منه أن ينتظرهما ريثما يذهبان و يحضران النقود ... و بالفعل ذهبا بسرعة للمتجر الذي ذهبت إليه قبل قدومها لشقته ... و سألا البائع إذا ما كان قد رأى المحفظة على طاولته أم لا ... إلا أنه أنكر رؤيته للمحفظة تماما ... حاولا معه لكنه أخبرهما أنه لم يرى شيئا و إذا ما تمادى في مشاكلهما و اتهاماتهما فسيبلغ مركز الشرطة عن اتهامهما الباطل له.

في النهاية اضطر كليهما للخروج من المتجر ... فقال بانزعاج : تبا لك كان عليك أن تكوني أكثر حذرا !

أراد أن يكمل توبيخه لها لكن منعته تلك الدموع التي أخذت تنساب على وجنتيها ... فسكت و لم يستطع أن يقول أي شيء ... فهو غاضب منها بالفعل ... بسبب حماقتها ضاعت النقود و ضاعت كاميراته التي و على ما يبدو لا أمل في شرائها.

أشاح برأسه عنها و هم بالمغادرة لكنها احتضنته و هي تقول بصوتها الباكي : لا تغضب ... أعدك أنني سأعمل مرة أخرى فقط لأعوضك عما فعلته لك ... أرجوك لا تغضب مني !

أراد أن يدفعها و يكمل سيره لكن قلبه لم يطاوعه ... فقد كانت لطيفة معه طوال الوقت ... صحيح أنها و كالحمقاء أضاعت المال لكنها لم تقصد فعل ذلك بلا شك.

زفر في قلة حيلة و أبعدها عنه ثم استدار و مسح دموعها و هو يقول بحزن : لا داعي للاعتذار ... أدرك أنك حمقاء و عديمة المسؤولية لذا لن أعاتبك ... كما أنك تعبت في الحصول على المال لذا لا داعي للعمل ... سأعمل أنا و سأحاول الحصول على المال ... هيا توقفي عن البكاء !

ظن أنها ستتوقف عن البكاء بعد كلماته تلك لكنها و على العكس ازدادت بكاء ... فأخذ يحاول تهدئتها : صدقا لا داعي للبكاء ... لأكون صريحا معك لم أعد أرغب في شرائها ... صدقا ليس المال كل شيء ... أنت أهم بالنسبة لي !!

قالت من بين دموعها : و أنت أيضا أهم من كل شيء.

فاحتضنها ثم قال بمرح مصطنع : أعلم هذا ... لذا توقفي عن البكاء.

ثم أمسك بيدها و اقترح عليها العودة لمنزله ... لم ترفض طلبه فسارا معا ... و رغم أنها هدأت لكنها لم تتوقف عن ذرف الدموع ... فقال في نفسه بضجر : تبا من عليه البكاء في هذه الحالة أنا أم هي ؟ ... أنا حقا لا استطيع أن أصدق الفتيات ... مدللات و كثيرات البكاء و رغم ذلك لا أقوى على أن أراها و هي تبكي ... ما هذه الحماقة التي تحدث هنا ؟

وصل كلاهما لمنزله ... فجلسا على الأريكة ... و حين جلوسه أحس بشيء ما ... ابتعد قليلا ثم نظر لما جلس عليه ليجدها محفظة انثوية.

قال لها باستغراب مشيرا نحو المحفظة : أهذه هي محفظتك ؟

نظرت إلى ما في يده بعدم تصديق ثم أخذت المحفظة و فتحتها لتجد بها النقود كاملة ... فقالت له بسعادة : إنها هي ... و لكن أين عثرت عليها !

 قصة || أروع مكان في العالم ؟!Where stories live. Discover now