المقدمة

148 12 29
                                    


سألني أي وطناً تحدثيني عنه ؟؟؟
أجبته .... أنت ....
أجاب ..... أنا .... وضحي ماذا تقصدين ؟؟؟؟
وضعت يدي على شق صدره الأيسر و قلت .... هذا وطني ..... الذي وعدت به و قد أخلف الميعاد .....
أزالها بقسوة و قال ... هذا عهد قديم الوفاء به ..... قد كنتِ يوماً كوني الذي به أحيى و أتنفس ... و لكن فرق بيننا القدر ...
ضحكت و قلت ... هو أذن عهد قديم قد أخلفته يا أيهاب ..... تذكر أنت من أنهى حكايتي معك بكل أخبار ماضيها ... و الماضي لدي لا يعاد ... و حين أرحل رجاءً لا تعد إلي تبحث عني و اسمع هذا الكلام و تذكر بأنك ... ووضعت يدي على قلبي ... أنت من هجر هذا البلاد ..... فتذكر ما سأردده عليك و ليكن هذا آخر ما تلتقطه أذناك ... وضع أنامله على فمي و استوقفني عن الأكمال .... ضحك و قال ...... لا داعي لمزيدٍ من هذا الكلام .... هذه نهاية شطر من بيت الحياة ... لك شطره الآخر فأكمليهِ بعيداً عني ... فكما قلتي أنا من هجرت البلاد ..... لم رأى بكِ ذاك الوطن الذي كنا نحيى به بعد الآن لتحدثيني عنه بكل أصرار ..... كان شغف ماضٍ واهن فوهم .... أعتقدته عشقاً فأعذريني .... لي وطن الآن أحن إليه بكل وقت منذ غيابي عنه إلى الآن .... أزحت أنامله بكل هدوء و قلت .... عندما يخدعك عقلك و يوهمك قلبك بذاك الوطن أنه هو الوجدان .... وأنني كما قلت مجرد شطر من الحياة .... و تستفيق على حقيقة ذاك الوطن الذي تحن إليه الآن .... ما هو الاّ أنبهار ..... لا تعد و لا تبحث عني ... فأنا رفعت يدي عن أحتلال وطنك هذا .... و هذا عهدي و وعدي لك .... و تأكد أنني لن أزل عن هذا ما دمت على الأرض أحيى .... و لتعلم أنك ليست عندي سوى غريب ماضٍ بالحياة ....كأي انسان لكن كنت و أنتهيت .... فلتخذ صك ملكك هذا لغيري .... مسكت يده ووضعت بها خاتم الخاتمة بيننا و قبضت على يده و تركتها .... أغرورقت عيناي .... و قلت هذا هو صك ما قد ملتكه يوماً مني بالحياة .... لمعت عيناي حزن على وداع على ألم و قلت ..... تلك الحلقة ربطتنا معاً و لم أعد أحتاج إليها فهي ذكرى سوداء .... دمع عيني سقط منهما كاليتيم المغترب ..... ابتسمت بسمة وداع فانهمرت عباراتي تحدث ذاك المهاجر الراحل ..... فأسرع لمسحها .... فعدت للوراء خطوة .... وقلت هذه دمع عيني يتيم أيها المهاجر الراحل .... الفراق أتى .... فدعه من حقه أن يشق طريقه ليسقي تصحر الوطن من الجفاف ... لعل الربيع يأتيه و يزهر به من جديد ....

هذه أنا راحلة يا وطناً كنت لي يوماً .... هنا الآن أنا بكل عنفوان مودعة لك لذكراك كلها وسأترك كل شيء خلفي فلا رجوع لماضٍ باعني و هاجر و تلك دموع التي رأيتها لن ترى غيرها بعد اليوم .... انا و أنت أغراب .... ستأتي إلي يوماً نادمًا .... ستبحث عن وطنك القديم أيها المهاجر ..... لكن يومها سيستوطنه غيرك فربك العالم سيجبر الكسر بخاطري و لن يغفل عن حقاً هدر يوماً بعبده الحامد ......
...............................................

وطن .....
أين أنت يا وطن ؟؟؟؟؟
لما الهجرُ قاتلٌ مُقاتلٌ ؟؟؟؟
قتلني بمقتل ؟؟؟؟؟
لما القسوة موت يا وطن ؟؟؟؟
لما لم أعد ذاك الحنين يا وطن ؟؟؟؟
و أصبحت كالغريب بالمعتقل ؟؟؟؟؟
مد و جز بحر الدمع بعيناي أغرق الألم ....
لست بمحتل غاصب لوطن ....
أنت من هجر ....
أيها المهاجر الراحل ....
فأنت من قتل و جرح ...
فالوداع لك يا وطن العهد و الوعد القديم للأزل .....
سأصاب بعثرات السقوط و سأنهض ....
فاعلم لست سوى غريب ماضٍ الآن ....
أيها المهاجر الراحل .....
قد كنت يوماً وطني ..... الذي عشقته يوماً دون مقابل ...
وداعاً لك يا أول مولدٍ لي بوطن .....

🍂🍁🍂🍁🍂🍁🍂🍁
Asma Ismail.

وطن ...Where stories live. Discover now