اسير على عرش الثراء

6.2K 236 84
                                    


البارت الاول : أسيرٌ على عرش الثراء.

انتابني ذاك الشعور الغريب منذ ان طرقت تلك البوابة الضخمة ، شعور بنبؤني أن خلفه سرا دفينا في اعماق الظلام فالبيت نوعا ما هادئ أو لأصل الى الوصف الأدق كان اشبه بقصور الخرافات فكل ما حواه ينم عن الثراء الفاحش كنت اتبع ذلك الرجل الذي علمت انه رئيس الخدم ليرشدني على اهم المعالم في هذا البيت و الذي من الضروري معرفته لخادمة جديدة شعرت في الوهنات الاولى انني قد اتوه في هذا المنزل الاشبه بالمتاهة لو سرت فيه وحدي. كنت اتأمل كل ركن اراه من البيت لالمحه يحمل نوعا من الكئابة و الى هذه اللحظة كل من رأيتهم كانوا خدما فحسب كان ذلك قبل ان يتكلم ذلك الرجل بكلمات معدودة "سنتجه الآن لاعرفك على السيد الصغير " ما دار بخلدي حينها هو انه سيعرفني الى طفل لا يزيد عمره عن العاشرة فاخذت ارسم له شكلا في مخيلتي لاجد انه طفل مغرور مدلل و لكن قاطع حبل افكاري تلك الصورة التي علقت في الدهليز نظرت بتمعن الى تلك السيدة التي تبدوا في حدود الثلاثينيات فائقة الجمال فوقفت للحظات لاتأمل عيناها اللتان لم تخطآمن لون البحر شيئا . اكملت سيري في ذلك الدهليز الطويل في الطابق الاخير بينما كنت اسمع صوت موسيقى من اعذب ما سمعت ، ذلك الصوت كان يزداد كلما اقتربنا الى ان انتهينا الى باب في نهاية الممر منفرد عن جميع الابواب و حيث صار صوت العزف مرتفعا يطرب الانحاء فخيل الى ان هذا السيد الصغير سيحظى بقيلولة في منتصف النهار و لكن الرجل الذي قال ان اسمه بارو فتح الباب دون استأذان لالمح من وراء الباب ذلك الجسد المتناسق الذي استقام في جلسته امام آلة البيان يمرر انامله على مفاتيحه بحركات سريعة و رشيقة و قد أخذ ذلك الشعر الذهبي يهتز و يتطاير في بعض الاحيان كان عزفه يضفي رونقا لتلك الصالة الواسعة والفارغة لا يحويها سوى البيانو في وسطها و ما ان انتهى ذلك العزف الذي هز المكان بمشاعر حملت عبر انغامه حتى انتبه ذاك الشاب لوجودنا فالتفت لتظهر معه ملامح وجهه و شعرت و كانه نسخ تماما عن صورة السيدة التي رأيتها ثم ليقول بصوت جهوري الا انه يحمل من سمات الرجولة :"بارو ! لم اشعر بوجودك " قام بارو بحركة تظهر احترامه الشديد ليقول برسمية :" آسف لمقاطعتك يا سيدي الصغير جئت لاعرفك الخادمة الجديدة كما طلبت " بقيت وهنات احدق بهما لادرك المشهد اخيرا اهذا هو سيدهم الصغير حقا هذا ما خالف تخيلاتي تماما و فجأة يقطع حبل افكاري صوت شهقة ارسلت عاليا " هاه حقا يا بارو هناك وافد جديد الى البيت "

اتمنى تعجبكم و تكتبو رايكم بالتعليقات
ادري انه قصير لكن البارتات القادمة ستكون اطول 😊

 ❢ مّـُعَّزَوّفّْةْ فّْيٌّ عَّمّـُقِّ اٍّلَّجٍّحّْيٌّمّـُ ❢Where stories live. Discover now