١١.

3.4K 106 5
                                    

كان إثم مقابل لوحته اللي تضم ملامح كاسبر
كان الصوت الوحيد بالغرفه صوت الموسيقى الخافت من جواله
رغم المده اللي تعتبر جداً قصيره إثم حس ب ان كاسبر جزء كان مفقود منه
ومع تشتت تفكيره كان بين ربما تسرعت وهذا اللي جعله صامت
وبين انه ربما يضيع منه
شعور اللي تسأل نفسك كيف تعرف انك وقعت بالحب؟
تجاهل كونه ما اكل وقفل صوت الموسيقى الخافت ب انزعاج
وكان الصوت الوحيد هو ضجيج افكاره وتشتتها.
.
جزء مني عالقٌ في ملامح شخصٍ ما
في لمسات شخصٍ ما
بين يدين شخصٍ ما
والجزء الأخر المليء بالكبرياء كان ينفي ذلك.
.
تراجع كاسبر وقبل لايروح لـ إثم تذكر إنه أبدى إيلان وتجاهله
وبقهر رمى كل اللي قدامه وجلس على الارض
أول مره،
أول مره يطلع بدون علمي
اول مره يفكر بدون مايشاركني
اول مره ينفذ بدوني
حس بشعور غريب
لما تكون تملك شي ومعتاد عليه فجأه يتغير
ربما مايستاهل لكن بحكم الاعتياد ف هو شيئ جداً غريب
ومع صوت تحطم اللي كسره كاسبر انرسم شخص خلفه يتأمله بهدوء
كاسبر:حس بوجود شخص خلفه لكن قبل يلتفت حس ب انفاسه الحاره تلامس رقبته،ورغم القشعريره اللي سرت بجسده التفت ليقابل ملامح لـ أول مره يقابلها
شعر أشقر كخيوط الشمس عيون زرقاء تكمل اللوحه اللي تضم امواج البحر
ملامح واضح انها اجنبيه واول ما انتبه للبسه-أنت خادم هنا؟
ابتسم الخادم قبل يمد إيده ويوقفه-اي خادم هنا
كاسبر:تجاهله وكان بيتوجه لغرفته لكن قاطعه صوت الخادم بصدمه
الخادم:شكلي ماعجبتك
كاسبر:التفت-شتقصد؟
الخادم:ابتسم ابتسامه جميله وهو يرفع شعره الاشقر-ولاشيء
كاسبر:ناظره لفتره وهو يتأمل تفاصيله وجرائته الصادمه
فكه المنحوت وشفايفه اللي كانت مايله للأحمر من كثر مايعضها،جسد اقل مايُقال عنه مثالي
ومع تأمله انتبه لبتسامه الخادم وكأنه يقول خضعت لجمالي أخيراً
لكن تجاهله كاسبر متوجه لغرفته وتفكيره كله ب إيلان وإثم
.
عند إيلان...
اللي دفه رجل الأمن ليقابل مكتب ناي
كان إيلان يشوف اللون الأسوء الكثير والملحوظ بمكتبه
وبملابسه وحتى لون عيونه وشعره
كان يناظر الورق بدون ماينتبه لوجود إيلان بسبب عدم سمعه
لكن مامرت دقيقه ورفع راسه ب انتباه خوف إيلان
إيلان:كان يتأمله وبنص تأمله رفع راسه بسرعه خوفته وطلعت منه شهقه خفيفه وحمد ربه انه مايسمع.
لكن تفاجئ لما نطق إيلان:ليه خفت؟. إيلان:عض شفته ب احراج وبما انه كان يفهمه تكلم-اعتذر جيتك بدون شيء وبدون سابق انذار كنت ابي اشكرك على مساعدتك لي
ناي:مين انت؟
وكيف جيتني لـ هنا؟
إيلان:غمض بـ إحراج-انا اللي ساعدته وكاسبر اللي كان معي تسرع وفهمك خطا و.....
ناي:بجمود وبنبره صارمه-وكيف عرفت مكاني؟.
إيلان:سكت وقبل لاينطق-...
ناي:جاي عشان الكلام الفاضي هذا وله جاي تتعلم العزف؟.
إيلان:وتذكر امكانياته العاليه بالعزف على البيانو-انا عازف على البيانو
ناي:ابتسم ب استهتار-صدق؟
إيلان:حس ان ناي قلل منه-اي
ناي:اذاً سمعني؟.
إيلان:بس انت...
ناي:رفع حاجبه وناظر برجل الامن-امشي وراي
إيلان:تنهد وهو يشوف ناي الي يمشي قدامه ونطق ليتأكد اذا كان فعلاً اصم-وقف لحظه
لكن كان ناي مستمر بالمشي وهالشي اثبت لـ إيلان انه كان يقرأ شفايفه فقط
مر اقل من دقيقه ليفتح باب كبير يتوسطها بيانو ضخم باللون الاسود مثل ديكور المكان وكراسي لاتعد ولاتحصى للجمهور
جلس ناي ب مقدمه الكراسي:تفضل
إيلان:اللي كان امام البيانو تماماً
.
عند إثم اللي قام ليتأمل اللوحه الكبيره اللي تضم منزله القديم
ورجع لذكرى اقل مايقال عنها بشعه
اقتراب مجموعه اشخاص او وحوش لجسده
ليسمى بينهم بـ عاهر وهو بالحقيقه مُغتَصب
تعنيف طفل ب ابشع الطرق حرق،ضرب،صعق وحتى اذيه الكلام
بسن يحتاج فيه الشخص لحنان ولحضن يحتويه لينبني حلم معلم،طبيب،طيار او حتى رائد فضاء
كان هو ينسلب منه كل شيء
وبلحظه تأمله رجع ليفقد توازنه وتسود الدنيا بعيونه
.
بدون شعور بالوقت
كانت ريحه العطر قويه قادره تقومه من هالسواد
فتح عيونه ليقابل شخص بملامح اقل مايقال عنها جميله
شعر اشقر وعيون زرقاء
إثم:عدل جلسته-مين انت؟
...:ابتسم-ليش عجبتك؟
إثم:كان بيوقف لكن دوخته اجبرته يجلس
...:لهدرجه بايع الحياه انت؟
إثم:غمض عيونه-مين انت مابعيد سؤالي
...:اسمي همس
إثم:اطلبك طلب؟
همس:تفضل.
إثم:كان يناظر جسم همس المثالي-قادر تسندني لين اطلع الحديقه؟
.....
بين خلو المكان كان الصوت الوحيد هو صوت المفاتيح اللي تضرب على مجموعه من الأوتار المعدنيه ليمتلي المكان بصوت عزفه المتمكن لسيمفونيه بيتهوفن العالميه التاسعة اللي كانت تعرف ب اسم الكوراليه
وبعد ما انتهى إيلان من عزفه التفت لملامح ناي الجامده ورغم تأكده إنه ماسمع عزفه الا ان ثبات ناي وتركيزه جعله يشك للحظات بكونه أصم
ناي:عزفك واختيارك لابأس به
إيلان:وتعمد يسأله-احتاج تدريب؟.
ناي:اقترب من إيلان -بنظري شغفك جعلك مؤلف وعازف محترف لذا سؤالك كان المفروض ماتسأله
إيلان:وانتبه لنظر ناي المركز على حركه شفايفه وادرك وقتها انه فعلاً أصم لكن دقيق-وبما إني مؤلف وادركت هالشي بعزفي وشفتني عازف محترف ليه قلت لابأس به؟
ناي:وعيونه ارتفعت لرجل الأمن-يلازمك طول الوقت؟
إيلان:ابتسم-اقدر أخليه يروح لكن كيف اضمن اني ما أتأذى بما اني جليس.
ناي:باخذك لمطعم بما انه وقت الغداء.
إيلان:التفت لرجل الأمن-تقدر ترجع بيهتم فيني.
ناي:رُبما أهملك لا تثق.
إيلان:ضحك-ما أظن. .
مر الوقت اللي جعل كاسبر يوصل لمرحله اشبه بالجنون لينتظر إيلان عند الباب
كان شعوره اشبه ب القهر،الغيره،شعور غريب تملكه لكن وأحرق داخله
ومامر كثير ليدخل رجل الأمن القصر.
رجل الأمن انتبه لكاسبر:تحتاج شي؟
كاسبر:وين إيلان؟
رجل الأمن:قال لي اتركه ليروح مطعم مع شخص خاص.
كاسبر:وحس بشعور الكسر
صمت دام لدقائق
ليغير هالصمت إثم اللي كان خلف كاسبر وسانده همس-ليه طلعت معه وانا المسؤول عنه؟
.
‏ككل المآسي وكل الخطوب
‏ستمضي وتترك بعض الندوب.
برغمِ الليالي التي أرهقتك
‏بطولِ السُهادِ وقلبٌ يذوب
‏ورغم الجروح التي آلمتك
‏ستطوي بخطوك تلكَ الدروب
‏سترقُب فجرًا يُزيح الدياجي
‏وشمسًا تُناضل حتى الغروب
.

إثم.Where stories live. Discover now