الفصل السادس

5.1K 95 3
                                    

الفصل السادس
اليوم هو يوم إزالة الأنقاض القديمة ووضع حجر الأساس للبناء الجديد ...
مهمة صعبة بكل المقاييس على عصام الذي انتهى من جولة تسوق شاقة للغاية وغمره الاندهاش عندما ادرك مهارته في اختيار ملابس نسائية غاية في الرقة وداعبت ثغره ابتسامة رجولية ساحرة حين أبدت العاملة في متجر الملابس اعجابها بذوقه وهتفت مبتسمة...
_ يبدو سيدي انك تحب زوجتك كثيرا ..
_ لماذا ؟ وتابع هي مجرد ملابس نالت اعجابي .
_ لا يا سيدي.. انها اختيارات راقية للغاية.
_ ربما تبالغين قليلا.
_ سيدي إن اختيارات الرجل لزوجته او حبيبته تظهر مدى عشقه لها ...
كلمات تلك البائعة ربما تكون بسيطة لكنها زادته تعحبا من نفسه فهو على مدار عشر سنوات عمر زواجه السابق لم يخض تجربة شراء واحدة من أجل زوجته ..
وهتف لنفسه
_عصام ما بك .. تتصرف كشاب في العشرين ..
ورمق الأكياس في يده وتساءل هل ستنال رضا نجوى أم لا ؟!
تسارعت الأحداث بين نجوى وعصام بعد اسبوعين تقريبا
وقف يستندعلى باب الغرفة يراقبها وهي تعيد ترتيب الغرفة بملابسها البيتية الجديدة التي اشتراها لها عصام والذي تذكر مشهد جمعه لملابسها من دولابها كان مشهد ساخر حقا ربما حاز على جوائز عالمية فكان هو يلقبهم أرضا وهى تمشي على ركبتيها كأرنب مذعور تلملم ملابسها بين أحضانها غير هتافها الذي أصابه بضحكات هستيرية عندما كانت تهتف بعتاب...
انا سيدة محترمة عصام لماذا تفعل ذلك بي ...هتف يقول من بين انهياره الضاحك تشعريني كأني اشتريت لك حلل رقص شرقي ... شهقت وضربت على صدرها تقول هذا كثير حقا وكادت تبكى يومها وهو يجمعهم في حقيبة ألقى بها فوق دولاب الملابس ...
وهتف عصام من بين لهاثه ...
سوف ترتدين ما جلبته لكي دون جدال هل فهمتى؟؟
وتصنع الغضب رافعا إحدى حاجبيه وخرج من الغرفة بطريقة محببة بينما يشتعل فتيل غضبه الثائر في صدره وهتف لنفسه ...
آه نجوى ماذا تفعلين بي أيتها الصغيرة .
ولكنه عاد يهز رأسه وابتسم عندما تذكر منظرها في الغرفة وهى تسجن نفسها تملؤها الحسرة على ملابسها المحببة لها ..
أما نجوى فظلت منكمشة على نفسها حزينة وتتحدث معه بشكل مقتضب جدا ودائما تدفن نفسها في الأريكة بصمت .
فـمحبوبته الصغيرة تخاصمه وكان خصامها يفوق احتماله فأطلق تنهيدة حارة
و تحدث عصام معها قائلا

نجوى أنا زوجك ولا أرى أي سبب لـ إرتداء تلك الملابس الكئيبة ..

عصام أنا تعودت عليها باتت جزءا مني ..أرجوك أعد لي ملابسي .

نجوى لا تبكي هذا يؤلمني

انا زوجك لماذا لا تثقين بي .

أنا لا أشعر براحة داخل تلك الملابس .

بعد قليل سوف تعتادين عليها اطمئني عزيزتي

_ أعد لي ملابسي أرجوك.
_ سامحيني نجوى لا أستطيع
وهتف لنفسه
آاه نجوى لو تعلمين كم أنت شهية كحبة فراولة منغمسة في شيكولاته مذابة باغراء.
وبعدها بعدة ايام دلفت نجوى تنام بعد أن اطمأنت على الفتاتين في غرفتهما وتابعت بعض الأعمال المنزلية في المطبخ ..
كان عصام يقطع الغرفة ذهابا وإيابا يرتدي بنطاله فقط وصدره المفتول عاريا هو حقا ما كان يدرك خطورة الاقتراب منها هكذا هو منذ شهر تقريبا وكل ليلة يصر أن ترتدي قميصا للنوم في البداية كان يحرص ان يكون محتشما و بالتدريج خف احتشامه الي ان اصبح يرهق اعصابه بشدة رؤيتها أمامه بهذا الاغراء ...
وكان عصام يهتف لنفسه بتوتر ..
تريث ... لا تستعجل الأمور هي ينقصها المزيد للتعرف على طبيعة مشاعرها هى حتى الان لا تتجاوب مع لمساته الحنونة على ذراعها و كتفها العارى كل ليلة هى تلميذة نجيبة حقا في مدرسة زوجها الملعون
واليوم القرار الحاسم كما أخبرته الدكتورة رهف ...
سيد عصام عليك دعوة زوجتك لفراشك ولكن احرص الا تعاملها كـ زوج فقط اقترب منها ...اجعلها تعتاد على أن هذا مكانها الطبيعي ..
تمتم بغيظ لنفسه ..
الله المستعان .. ألم يكفيك ما أنت فيه منذ شهر والأن عليك النوم بجوار كتلة الانوثة تلك .. أي أعصاب قوية
ستتحمل تلك المشقة ... وهو يغمغم
بضيق .. البنزين بجانب النار و الاشتعال وارد بشدة ...انها ليلة سوداء عليك عصام اليوم .
قطع سلسلة أفكاره صوت خطوات قدميها تطأ الغرفة وقف أمامها مرتبكا
حينما رآها فجأة وكانت المفاجأة حين جذب الغطاء من يدها وقال بثقة
نجوى منذ الليلة ستنامين في فراشي ولا داعي للأريكة ..
ارتبكت الاخرى وقالت : لماذا عصام
انا حقا مرتاحة هكذا لا عليك
هى ليلة سوداء انا اعلم ... هكذا غمغم لنفسه ...
أشار لها بعينيه نحو الفراش واتبعها بعينه الثاقبة كـ صقر يُقَيّمْ فريسته وارتعاشة جسدها فضحت توترها دلف فراشه بهدوء افترش جسده طرف السرير مغمضا عينيه يدعي نوما بينما داخله يشتعل شوقا وهتف بجمود ... هلمي الى فراشك نجوى
اقتربت ببطء كـ الذي يسير نحو تنفيذ اعدامه ينتزعون قدمه من فوق الارض انتزاعا ...
شعر بها افترشت الطرف الاخر وكما لو كانت أشعلت فتيل مشاعره التي تُطْهى على نار هادئة ظل مغمض عيناه بشدة طالبا العون من الله على ما هو فيه الآن يقول لنفسه ...
انت شهم فتحمل نتيجة شهامتك ...
ملعون الشهامة على من نادى بها
دلف يصب الماء على رأسه عله يهدأ وعاد بشعره الناعم يقطر ماءا على صدره العاري مفتول العضلات مشهد اغرائي لا جدال ولكن ليس مع تلك السابحة في دنيا الملائكة تنهل من نوما عميق ...
تسارعت الاحداث يوما وراء يوم كان عصام متفرغ تماما لـ ابنتيه وزوجته نجوي والتي يعتبر نفسه للآن أباها وليس زوجها ما زال يحاول معها منذ زيارته السرية للطبيبة الآن أصبحت ترتدي ملابس مرضية و تتقبل نومها بجانبه هو حقا نوم متوتر ومتقطع ولكنها في طريقها للتعود
وأيضا بدأ معها عصام تحدي جديد فـ هى تنزل للشارع وحدها لالتقاط أغراضها وكانت تلك مشكلة عظمى عندما لاحظ فمها المفتوح ببلاهة حين سمع يوما طرقات الباب وبعد قليل سمعها تحدث فتى صغير السن و تشرح له ما تريد
من احتياجات والفتى أصابه العته أمامها....
فخرج من خلفها يقول ببساطة
اشيائك أنت أعلم الناس بها ...
هلمي لشرائها فانتقلت لها عدوى العته من الفتى ... وتحدث الفتى بحماسة يقول
هيا نجوى سأذهب معك تشتري ما تريدين وقفت تقسمها حيرتها نصفين أتذهب حقا أم تجلس زوجة مطيعة مؤدبة ... أخرجها من دوامتها التي تأكل أفكارها وتلوك ذكرياتها ببطء شديد ...
هيا نجوى زبائنك في الأنتظار
كانت تلك جملة عصام التي أثار بها حماسها فهو وافق على الفور حين علم منها أنها ماهرة في صنع كعكات عيد الميلاد وبعض أصناف الحلوى الاخرى
وتعمد على تحفيزها بكلمات تشجيعية على الفور وقال أن استطعت أن تجعلي نسوة الحي من زبائنك سأمنحك المحل أسفل العمارة وافتتاح متجر للحلويات .
وقفت تضربها حيرتها فهي تعلم أن الزوجة المطيعة الدمثة الخلق لا تتجول في الطرقات ولكنها عادت تحدث نفسها
_ عصام يحترمني حقا.. كيف له ان يتركني أفعل دون
..ااا؟
دون ماءا تفاجأت بأنها لم تنطق أو تفكر في كلمة ظلت ترافقها كسنوات عمرها...
ذهبت نجوى للتسوق لأول مرة دون خوف من العقاب فهي لم تفعل ما يدينها كي تنال عقاب فهي رأت نظرات
الاعجاب والتشجيع من عصام كي تفعل فهذا لا يدينها على الأطلاق ...
وكان هذا ثاني دروسها التي يلقنها عصام إياها،،
لا يعيب المرأة اظهار فتنتها داخل مسكنها ولا يدينها خروجها الملتزم .

السم في العسل  للمبدعه حنان صالح حيث تعيش القصص. اكتشف الآن