الفصل الاول

11K 116 5
                                    

الفصل الأول

نجوى قفي حبيبتي على أطراف أصابعك … هذا عقابك لمدة نصف ساعة ويدك خلف ظهرك …
أرجوك جمال سامحني لن أكررها مرة أخرى .. أقسم لك زوجي  لن أقف وأتحدث مع أحد من الجيران مرة أخرى …
أشار لها جمال بسبابته نحو الأعلى ونظر لساعته وهتف يوضح ..
دائما نجوى لا نكرر خطأ عوقبنا عليه
لأننا عندما نتذكر ألم العقاب نفكر ألف مرة قبل تكراره ..
استوسط الفراش يطالع هاتفه وهو يقول محذرا زوجته .. لو لمحت  عيناي قدميك الجذابة تلك تلمس الأرض سيكون هناك عقاب آخر صغيرتي ..
امتثلت نجوى لعقاب جمال زوجها
وكانت دموعها تملأ عيناها العسلية ..
بعد فترة توسلته نجوى بضعف
فساقها  بدا يصيبها  خدر شديد يسري في عروقها يمنعها مواصلة عقابه …
اعتدل في جلسته وهو يحك ذقنه  يطالع بعيونه المتفحصة رعشة قدميها  الرافضة عناق الأرض تحتها خوفا من عقابه الأشد ..
بعد قليل أشار بيده لها  أن تقترب منه
فوقفت نجوى مترددة  فالاقتراب مؤلم والابتعاد أشد إيلاما
تحدث جمال وعيناه أسيرة هاتفه لا تتزحزح عنه وبنبرة تهديد ...
اقتربي أنت لأنني  لو اقتربت أنا ستتألمين حقاً نجوى هل سمعتي. كلامي لن  أكرره مرتين صغيرتي .
اقتربت منه بترقب حتى وقفت أمامه مطأطأة الرأس .
التقط يدها يجذبها للأسفل فجثت بين ساقيه تشعر بخوف …
ترك جمال هاتفه ومد يده لشعرها البني بلون القهوة يتحسسه بشغف شديد وقبض على ضفيرتها الطويلة الملقاة بانسيابية خلف ظهرها ولفها حول يده لفتين  وسحبها للأسفل بعنف وهتف بهدوء حين صرخت ألما …
هل تعلمتي الدرس نجوى …
هزت نجوى  رأسها بضعف من بين دموعها المنهمرة فوق وجنتيها
وقالت .. لن أكررها جمال صدقني .
سحبها في حركة مفاجئة تنهض جانبه ومال نحوها قليلا واضعا يده الخشنة يتلمس وجنتها بخشونة وسألها
هل تغضبين مني حين أعاقبك صغيرتي ؟
أجابته بعفوية .. لا  جمال أنا أعرف
أنك تريد تلقيني ما يجب وما لا يجب .
جمال : أحسنتي نجوى لأني أحبك لا اريدك ان تخطئي لذلك اعاقبك كي لا تكرري الخطأ ..
واقترب منها أكثر وأكثر وهمس
هيا نجوى اقتربي مني لقد  انتهى وقت العقاب والأن وقت  الحب …

نكزتها  رضوى الصغيرة ذات الأربع أعوام في كتفها نزعتها بالقوة من حلمها ولقائها مع زوجها جمال رحمه الله …
نهضت تتلفت حولها بدون إدراك  وتفتح عيناها على اتساعها …
وأمسكت يد الصغيرة لثمتها وقالت
هل انتي جائعة يا حلوة ؟
هزت الصغيرة رأسها وقالت
أريد من كعكتك الرائعة التي صنعتيها اليوم  ..
تحركت نجوى وهى تمسك بكف الصغيرة ودلفت للمطبخ تقطع لها من الكعكة الذيذة ..

السم في العسل  للمبدعه حنان صالح حيث تعيش القصص. اكتشف الآن