أحست كاترينا بالفرح والخوف معا ...فهي فرحة لرؤية صديقتها بعد غياب طويل دام لاشهر وبنفس الوقت خائفة ومتوترة من موقف أندرو ...أدارت رأسها ناحية اندرو لتراه في مكانه ثابت ونظراته عادية جدا وباردة ...لم تستطع معرفة شيء من نظراته الباهتة ....
تقدمت والدة أيميلي من ابنتها والدموع بعينيها فهي ترى ابنتها الوحيدة بعد رحيلها لشهور طويلة ...
أعطت ايميلي طفلها للخادمة التي تقف بجوارها عندما وقفت والدتها امامها والدموع تجري على خديها وهي تنظر لها بحزن وعتاب وشوق ..مالبثت أيميلي ان ارتمت بأحضان والدتها وهي تبكي أيضا فلقد أشتاقت جدا لوالدتها وتهمس لها بشوق كبير وهي تقبل راسها ويديها  :اشتقت لك أمي ....

بعدها انفصلت عن والدتها والدموع لازالت تجري على خديها لتنظر لجهة والدها الجالس على الكرسي ببرود ونظراته نحو ابنته اللوم والعتاب والغضب من فعلتها النكراء تلك بحقهم ...هو يحب ابنته جدا وقد اشتاق لها جدا ولكنه لازال حزين وعاضب منها بنفس الوقت ....
تقدمت أيميلي نحو والدها لتجلس امامه على الارض وتمسك يديه وتقبلها وهي تطلب السماح منه ...لم يتحمل والدها منظرها هكذا ليرفعها من يديها وينهض هو الأخر ليدفنها داخل صدره بعناق قوي ...مهما كان غاضب منها ولكنها تظل ابنته الوحيدة وحبه واشتياقه لها تفلب على غضبه منها ...ففالاشهر الماضية عندما رحلت عنهم أصبحت حياتهم كئيبة بدونها ودون وجود ضحكاتها التي كانت تملىء قصرهم الكبير ...ولأول مرة بحياته يندم على قراره بعدم تزويج ابنته لحبيبها وأرغامها على الزواج بأندرو ...فالمال والثروة ليست كل شيء بالدنيا وبسبب قسوته وطمعه بالسلطة والمال خسر ابنته الوحيدة وسعادتها ...لذلك قرر الرضوخ للامر الواقع وتقبله لزواج ابنته من ذلك الطاهي طالما هي تحبه والشاب من خلال معلوماته اخلاقه ممتازة ويعمل بجد ويمتلك مطعم لا بأس به ومنزل كبير اي انه بوضع جيد ...وابنته ايميلي وريثته الوحيدة اي ان ثروته هو زوجته ستذهب لأيميلي ابنته وزوجها واولادها فلا ضير من الاعتراف بزواج ابنته طالما هي سعيدة بمن اختاره قلبها والمال ليست مشكلة لحياتها القادمة...

ابتعدت أيميلي عن والدها لترفع نظرها نحو كاترينا واندرو ...لتركض باتجاه كاترينا معانقة اياها بحب واشتياق وهي تحدثها عن مدى اشياقها لها ...كانت الصديقتان متعانقتان بقوة وتبكيان معا واندرو واقف خلفهما ...رفعت رأسها أيميلي عن كتف كاترينا لتلتقي عينيها بعيني أندرو الباردة ...لتفلت كاترينا وتتقدم ببطىء نحو اندرو بعينيها الباكية ونظراتها المتأسفة والمشتاقة له ..لصديقها المقرب واخيها الحبيب...
وقفت امامه وهي تردد بصوت مرتجف وباكي:انا اسفة على ماسببته لك من ألم وخذلان ...ولكن لم يكن امامي خيار اخر ...لم يكن ذنبي أن دق قلبي له وعشقته هو ...هو حياتي وبدونه اموت ...ارجوك سامحني اندرو انا اسفة جدا ....
وانهارت امامه ببكاء يتقطع له القلب وتردد بندم وأسف عن أسفها لجرح الجميع وخذلانهم ذلك الوقت ....
لم يتحمل اندرو منظرها أكثر من ذلك ليتقدم منها وياخذها بعناق قوي وهو يربت على ظهرها ويهمس بصوت منخفض:لا بأس صغيرتي كل شيء على ما يرام ...لقد سامحتك منذ زمن طويل ...اششس لا بأس كفي عن البكاء كالصغار...
ليرفع رأسها ويمسح دموعها برقة ويبتسم لها ليهمس لها بشوق:اشتقت لكي صغيرتي....
وكل ذلك على مرأى ومسامع كاترينا والتي احست كأحد ما قد غرس سكين بداخل قلبها ...أذن لا يزال يحبها لقد سمعته يناديها بصغيرته ....لقد تأكدت من مخاوفها ...يا الهي ماذا سوف تفعل الان ...
أرادت البكاء والصراخ وتحطيم اي شيء امامها ...ارادت صفعه والصراخ عليه ونعته بالخائن ...بالأمس كان معها يبث اشواقه بممارسة الحب معها طوال الليل والان بعدما عادت حبيبته الاصلية سيرمي بها خارجا ...ترقرت الدموع بعينيها وهي تنظر لأندرو وأيميلي واللذين مازالا متعانقين كالعشاق المشتاقين اللذين لم يروا بعضهم لسنوات ...
وضعت يدها على بطنها تتحسس طفلها ويدها الاخرى تمسح بها دموعها ...وكأنها استمدت قوتها من طفلها ...لذلك لم تسمح لاندرو بكسرها مرة اخرى سوف تريه ....رسمت على وجهها ابتسامة زائفة وهي تتوعد طفلها بعدم الاستسلام والسكوت بعد الأن ....

الخطأ الكبير Kde žijí příběhy. Začni objevovat