الفصل ١٠

15.5K 312 3
                                    

بنت الراوى ..
الفصل العاشر ..
فى منزل الراوى ....
ما ان دلفت فاطمه الى المنزل حتى اطلقت لدموعها العنان فهى تعلم انه لا احد يوجد حيث ان يارا هاتفتها واخبرتها انها ذاهبه مع اسماء للتسوق .
دخلت حجرتها باكيه نزعت حجابها ووقفت امام المرآه تتامل ملامح وجهها المنهكه من أثر الصدمه وتتذكر كلمات عمر عن ياسمين .
ملكة جمال ٤ مرات ..هكذا همست فاطمه وهى تردد كلمات عمر .طيب ليه عشمنى من الاول اما هى مناسبه وجميله وكل دا ،اما بيحبها بيعشمنى ليه ،ليييه ،يا رب يااارب وانطلقت الى سريرها واستمرت فى البكاء ..
عشر دقائق او أكثر ظلت تبكى فيهم بكاء لا ينقطع وهى تستغفر .ثم صمتت تماما ومسحت على وجهها ثم توضأت وصلت ركعتين وظلت تناجى ىبها ..
فاطمه : يا رب انا شايفه ما لا صبر لى عليه .يا رب اسكن قلبى واهدئ من روعى .ربى اسكن قلبى. اهدئ من روعى ثم بكت وظلت تدعو ربها أن يخفف ما ألم بها ..ثم امسكت مصحفها لتقرأ علها تهدئ من روعها .
....
فى الكافيتريا  ما ان رأى يوسف كلا من يارا واسماء مع رجل لا يعرفه حتى اندفع اليهم واندفع ورائه على وهو يحاول تهدئته ..
كانت اسماء ويارا تجلسان امام حازم ووامام كل منهم كوب من العصير ...
ما أن اقترب يوسف حتى رأته يارا اما اسماء فقد كانت خافضة لوجهها فهى لا تريد ان تطيل النظر لحازم ..
يارا : يا نهار اسوود
نظرت اسماء ليارا فرأت نظرها يتجه نحو نقطة ما فنظرت كرد فعل طبيعى فاذا بأخيها امامها .
بمجرد ان وصل يوسف الى مائدتهم فوجئ سامح به يتنزعه من مكانه انتزاعا وهو يقول لاخته ولزوجته قائلا : مين دا بأى ؟
كان يوسف يتميز بالبنيان القوى اما حازم فقد كان بنيانه ضعيف وايضا كان جبانا جدا فقد خاف عندما انتزعه يوسف بهذه الطريقه ولكنه حاول التماسك .
حازم : انت اللى مين ؟
اسماء وهى تقف : دا يوسف اخويا ثم وجهت حديثها  الى يوسف وهى ترتجف :يوسف انا هفهمك .دكتور حازم كان عا..
قاطعها يوسف وهو يدفع حازم بشده الى الكرسى هاتفا:اااه ،دا فيها حكايه بأى .ثم اشار اليها والى زوجته وهو يدفع اسماء بيديه بطريقه المتها : قصادى انتوا الاتنين .
حازم :انا هفهم حضرتك يا بشمهندس .
يوسف بغل :بس يالا .
كانت نظرة يوسف واسلوبه كفيله بأن تصمت كلا من يارا واسماء ولكن يارا حاولت التحدث .
يارا وهى ترتجف : يوسف انا هفهمك ...
يوسف بعنف : ششششش مسمعش حسك 
دفع يوسف كلا من اسماء ويارا امامه بعنف ولم يستجب لمحاولات على لتهدئته
اما حازم فقد كان مظهر يوسف كفيلا بأن يصمت تماما من الخوف . .
دفعهما  يوسف الى سيارة على حيث انه لا يملك سياره واستقل هو المقعد المجاور لعلى ..
يوسف : وصلنى عالبيت .
على بتهدئه : ممكن تهدى .احنا نوصلهم ونرجع نقعد فى مكان لحد ما تهدى .
يوسف بتحفز : لا .هتوصلنا وتروح انت .
كانت اسماء ويارا قد انهمرتا فى وصلة بكاء لا تنته. .
اسماء من بين دموعها : يا يوسف والله انا هفهمك .
يوسف دون ان ينظر لها : هتقولى كل حاجه .انا هخليكى تقولى كل حاجه وهتشوفى وشى اللى عمرك ما شوفتيه ...........
شهقت يارا وهى لا تكف ايضا عن البكاء ثم حادثته مناديه :يوسف ..
نظر يوسف اليها من خلال مرآة السياره نظره كانت كفيله بأن تفقد الوعى ثم صاح بها : ششششششششش انت تخرسى مسمعش حسك ،انا هربيكى النهارده .
يارا وهى منهاره : والله معملتش حاجه .
زعق يوسف قائلا:انت غبيه مبتفهميش اخرسى مسمعش صوتك دا
لم تكن يارا تتوقع رد الفعل العنيف من يوسف فوضعت يدها على فمها فى محاوله لتهدئة نفسها ...
...........
فى المنزل :
هدأت فاطمه تماما بعد أن قرأت بضع صفحات من مصحفها وابتسمت وحدثت نفسها قائله : اللهم لك الحمد على نعمة القرآن .ونعم الملجأ فى الكربات ...الحمد لله الحمد لله الحمد لله ..
وصل على الى منزل يوسف فقال له يوسف : اتوكل على الله انت .
على : يوسف تعالى معايا .
يوسف بحزم وهو يربت على كتف على : اتوكل على الله انت .ومها متعرفش حاجه .
على بعتاب : عيب يا يوسف .
نزل يوسف وكانت كلا من اسماء ويارا ترتجفان وفوجئت اسماء به يفتح الباب المجاور لها ويشدها من يدها ..
يوسف : هتحايل عليكى ياختى منك ليها ........
........
مسحت فاطمه على وجهها بهدوء ثم قامت متجهه الى المطبخ ..
فاطمه وهى تحدث نفسها : اعمل الاكل على ما البنات ييجوا .اكيد هييجوا مجهدين .تناولت الراديو الخاص بها وتهيأت لتشغل اذاعة القرآن الكريم كى تهدئ ولكن قطع عليها كل ذلك صوت الباب وهو يفتح وصوت اسماء ويارا وهما تبكيان بصوت مرتفع ..
يوسف وهو يصيح :مسمعش نفس مفهوم.
خرجت فاطمه مسرعه وما ان رأتهم على هذه الحال حتى قالت : فى ايه ؟
نظر لها يوسف نظره ذات مغزى يحاول ان يعرف هل كانت تعلم ام لا ..
يوسف : الهوانم كانوا فين ؟
فاطمه :كانوا بيشتروا حجات .لبس وكده .
يوسف بغيظ : مين قالتلك كده فيهم ؟
فاطمه بعفويه : يارا .
يوسف وهو يقف امام يارا : انتم كنتم رايحين تشتروا حجات ؟
هزت يارا رأسها بالنفى وهى تبكى خوفا منه .
مسح يوسف بيده على وجهه ثم سألها : كنتى عارفه انك بتكدبى .قاصداها يعنى ؟
نظرت يارا اليه وهى تبكى ثم اومأت بالايجاب .
فكان رده صفعه مدويه على وجهها .
فاطمه بانزعاج : بسم الله ،ايه دا
يارا وهى تبكى : اه  ااه .انا معملتش  هى اسماء وانا ..
كانت كمن يتعلم الكلام وهى تضع يدها على وجهها من شدة الالم اما يوسف فلم يعطها فرصه للحديث فسحبها وارءه كمن يسوق الانعام هاتفا بفاطمه : دخلى الحيوانه التانيه اوضتها على ما ييجى دورها .
فتح بابا حجرته وكان فعلا من اسوأ ايام يارا فقد اوسعها يوسف ضربا بأحد احزمته ثم تركها وذهب لتنول اسماء الباقى الوفير من غضبه ..
كانت فاطمه لا تفهم ماذا حدث وكلما حاولت التدخل صاح بها يوسف : بلاش انت يا فاطمه ...
.............
فى شركة الحسينى ...
دخلت سالى كالافعى تتهادى فى مكتب عمر وافتعلت الانزعاج قائله : بشمهندس بابا تعبان اوى ولازم اروح .
كان عمر يعلم ان سالى تعيش مع والدها فقط وان والدها رجل مريض مستحق للعنايه لذا فهو قد وافق على الفور .
عمر : مش محتاجه استئذان طالما بابا تعبان يا سالى .
سالى بمكر: اصل مفيش  حد بره .
عمر باستفهام : وفاطمه ؟
سالى بتمثيل : بصراحه روحت .
عمر : روحت ازاى ؟ دى مستأذنتش .
سالى بأسف ظاهرى : بصراحه دا كل يون بيحصل بس انا بسكت وهى كانت بتروح وتيجى لكن النهارده اتأخرت .
عمر بغضب شديد : كماااان ؟
سالى : بشمهندس ارجوك متعرفهاش انى قلت حاجه .
عمر : متقلقيش يا سالى انا هتصرف بس بعيد عنك .

بنت الراوي  بقلم حكاوي مصريه Donde viven las historias. Descúbrelo ahora