😍الفصل الثاني 😍

58.7K 2.5K 76
                                    

الفصل الثاني :

مشطت شروق خصلات فريدة لتتابع حديثهم العميق بمقدار عمق طفلة لا تزال في الخامسة من العمر :
-يعني أنا صح، هو كان المفروض ميستسلمش، بالعكس ده زي اللي ما صدق نغضب كام يوم!
هزت فريدة رأسها بنعم مؤكدة:
-ده حتى ماجابليش دوبي لما نسيته او فكر يطلعهولي!
زمت شروق شفتيها و هزت رأسها بموافقة قائلة:
-انسان مش طبيعي عمره ما هيثق فيا، لو بيحبني مكنش خبى عليا حاجة !!
التفتت نحوها فريدة لتقول بحزن :
-لا بابي أكيد بيحبك بس هو أناني يا مامي !
هزت شروق رأسها بتفكير قبل ان تتسع عيناها وتقول بقطعية ورفض :
-فيري! متقوليش على بابي كده، بابي مش اناني ده احن أب في الدنيا.
زفرت الصغيرة وضربت جبينها بكفها قائلة:
-يووه، انا رايحة العب يا مامي لحد ماتحددي موقفك!
مطت شروق شفتيها و للحظة شعرت بالشفقة علي نفسها للجوئها إلى طفلة ولكنها طفلته وهي مشتاقة له و تحن لكل ما هو منه، زفرت بغضب و ربتت على معدتها المنتفخة على أمل إيقاظ تلك الشقية التي تمتنع عن الحركة منذ غياب والدها، تنهدت وشعرت بشوق حار نحو ظافر فحكت جبينها بقوة و انتفضت من مكانها مقررة الانضمام للبائسات في الخارج، رأت سلمى تتثاءب وتخرج من الغرفة المقابلة لها فتأففت قائلة:
-اول مرة اشوف واحده بتتلكك مع جوزها عشان تغضب وتنام، انتي بجد باردة ومستفزة!
هزت سلمي رأسها مرة لتقول بعدم استيعاب و سخرية:
-صباح الخير عليكي انتي كمان!!
-مساء الورد يا روحي إحنا العصر، صبرني يارب على العموم تيم صحي من بدري منار اكلته و بيلعب مع الولاد في الاوضة.
تركتها شروق بأنف مرتفع واتجهت للشرفة للانضمام إلى منار المكتئبة، في محاولة لإبعاد تفكيرها عن زوجها الذي توقف عن الاتصال بها ، صحيح إنها امتنعت عن الاجابة عليها إلا إنه أخطأ حين توقف عن الاتصال !
رجل أحمق، فكرت بغضب ..
ذهبت ووقفت بجوار منار وساد الصمت بين كلاهما حتي انضمت إليهم سلمى متسائلة:
-اعملكم هوت شوكليت معايا؟
ألتفت الفتاتان و رمقاها بحده غاضبة قبل إعادة أنظارهم للأمام، ارتفع حاجبي سلمى لتقول بغضب طفولي وهي تخرج:
-إيه الستات النكد دي!
اتاها الرد الساخر من منار:
-متأسفين معلش، اصلنا متخصمين مع جوازنا وبعد الشر عنك يعني متضايقين و دمنا محروق!.
رمت سلمي يدها للخلف في حركة غير مقتنعة بالسبب و قالت :
-لما انتوا مش قد القمص بتتقمصوا ليه !
التفتت منار لشروق حال اختفاء سلمى وهتفت:
-لا بجد مستفزة البنت دي!.
-يا بنتي هي اصلا وخداها اجازة، مش متعاركة هي وجوزها دي بتتلكك عشان ترتاح من زن ابنها!!

*****

مال ظافر لأخذ هاتفه من المقعد وسأل مروان :
-أنت مش مروح ولا ايه؟
تعلقت عيون مروان بالشرفة حيث تقف الوقحة خاصته يكاد يقسم إنه يرى اشتعال مقلتيها لرؤيته من موقعه هذا، تلك السخيفة تظنه غر صغير سيركض خلفها لإرضائها،لمعت عيناه بخبث وهو يعيد انظاره لظافر ليجيب:
-لا انا رايح مشوار كده!
-اموت واعرف بتروح فين بقالك كام يوم!
ابتسم مروان نصف ابتسامته الجذابة ورد عليه :
-هتعرف قريب، عايز حاجة؟
-لا تسلم، مع السلامة!.. 
أغلق ظافر باب السيارة ثم جذب نفس عميق ومط جسده عسى أن تنفرد فقرات ظهره فالتقت عيناه بعيون زيتونية مهلكة طردت أنفاسه ببطء وهو يحترق تحت سلطانها.
تعلقت عيون شروق بعيون زوجها وشعرت بجسدها ينتفض بشوق له ولقربه، حاول إبعاد أنظارها عنه ولكن دقات قلبها المتتابعة وانخفاض روحها لأسفل منعها، شعرت بضعف شديد ووهن عندما أبعد أنظاره بملامح مبهمة واتجه نحو المبنى، التفتت تناظر برعب عندما هتفت منار:
-شوفي خد بعضه ومشي ازاي، دي رابع مره كل يوم يروح ظافر و يزيد و يمشي هو فاكر لما يخليني اغضب واسيب البيت هسيبه في حاله، طيب والله ما انا ساكته يا مروان!!
ضربت منار قدميها في الأرض باعتراض، فهزت شروق رأسها في تعجب لتجيب:
-إهدي يا مجنونة إحنا في البلكونة وبعدين هو مخلكيش تغضبي أنتي اللي استعبطي وغضبتي!
ألقت شروق نظرة على باب المبني و حزنت حين لم تجد طيف مبتغاها، تنفست علي مهل وقد اصابها شعور قبيح يجبرها علي البكاء، اغمضت جفونها بحزن قبل ان تفتحهما وتقرر بلمعة في عينيها :
-انا هنزل أجيب حاجه من الشفة بسرعة!
حركت منار يدها بعدم اهتمام فتحدثت شروق بجديه :
-منار خدي بالك من العيال لحد ما اطلع!
أمسكت معدتها بعزم ثم رمت طرحة بيضاء تستخدمها للصلاة بإهمال فوق رأسها وهرعت إلى باب الشقة ومنه إلى أسفل حيث زوجها هادئ البال مقررة توبيخه و تعنيفه قدر المستطاع!!

خيوط الغرامWhere stories live. Discover now