لقد اتخذت القرار اخيراً بعد فترة ليست بالقصيرة و بعد أن تأكدت أنه لا يوجد لدي أحد يمكنني اللجوء إليه في أوقات ضعفي , قررت أن أكتب ما بداخلي إذ يمكنني إتخاذ القلم رفيقاً والورق صديقاً و الكلمات حبيباً حيث أنهم يمتصون ضعفي و يجددون ثقتي بنفسي لمواجهة الناس حولي و مواجهة هذا العالم الغريب الذي لا يمكنني إيجاد ملاذاً لنفسي فيه سوي غرفتي .. مع مرور الزمن تعلمت بعض الأشياء الواجبة للبقاء حياً في هذه الأرض أهمها هو "لا تثق في أحد أبداً مهما يحدث" لقد علمتني الحياة هذا الدرس مرة و مرة و مرة ,,
الاولي عندما قابلت شخصاً و بعد شهرين فقط كان هذا الشخص كل ما لدي ولا يمكنني الاستغناء عنه أبداً و كنا نتحدث كل ليلة و أحياناً نتقابل حتي نذهب لمكاننا المفضل حيث يمكننا مراقبة النجوم سوياً حتي شروق الشمس , في الواقع لا أتذكر عدد المرات التي وعدنا بعضنا البعض البقاء سوياً مهما يحدث و مهما كانت الظروف لم أتوقع أبداً تخلي هذا الشخص عني .. و لكني هنا الأن لأعلن عن نسيانه و ألعن هذه الأيام التي جمعتنا سوياً و من الأن سوف أطلق العنان لمشاعري لتقبل أي شخص جديد بعد الإنغلاق علي نفسي كل هذه الفترة ,,
المرة الثانية و هنا أتحدث عن صديق عمري .. أقصد الذي كان صديق عمري . حسناً لقد عرفنا بعضنا منذ الطفولة حيث كنا جيراناً و حتي بعد إنتقال أسرته لمنطقة أخري ظللنا أصدقاء رغم المسافة نذاكر سوياً و نخرج أحياناً و سافرنا سوياً مرة واحدة فقط . في الواقع لم يكن لي أصدقاء قريبين غيره و لذلك كان يشغل جزءاً كبيراً من حياتي ولكنه تغير مع الوقت أيضاً بلا سبب واضح و بدأ في الابتعاد عني تدريجياً و كان كثيراً ما يحاول تجنبي في الآونة الآخيرة و كما عرفت لاحقاً أنه أصبح صديقاً لأحد أصحاب الكيف و بدأ في التعاطي معه لو كنت عرفت مبكراً لنصحته أو منعته بالقوة و لكني لم أعد أراه ,, رغم تخليه عني لكنني وجدت صديقاً أخر لا يتخلي عني أبداً ولا يفضح سراً لي قط يمكنكم التخمين من هو...
أما المرة الثالثة و الأخيرة هو جدي نعم جدي الشخص الأقرب لي منذ طفولتي دائماً ما كان يعطيني النصائح و لم تكن كنصائح والداي لي بأن أنام مبكراً أو أنهي واجباتي أولاً بأول و لكنها كانت نصائح من نوع أخر أو كما يسميها جدي "دروس للحياة" لم أفهمها جيداً في صغري و لكني أفهمها الان جيداً و كأن جدي قد مر بكل تجاربي في الحياة ليعطيني هذه النصائح و دائماً ما كان يقول لي "ياض اسمع كلامي أنا عشت قد عمرك سبع تمن مرات" لا اعرف عدد المرات التي كذبته فيها والان ألوم نفسي كل يوم علي تكذيبي له , - رحمة الله عليك يا جدي – لم أتوقع أبداً أنه سيتركني في هذا الوقت المبكر من نفق الحياة , لا زال أمامي الكثير و الكثير حتي أتعلمه وحدي و لكن علي الأقل بدأت الحياة بتلقيني بعض هذه الدروس و لكن يالقساوتها ....
أنت تقرأ
لا تثق بأحد -- Don't trust anyone
Short Storyلا يجب أن تثق في أحد فجميعهم كاذبون بلا إستثناء .. و إذا وثقت في أحدهم فالنتيجة هي جرح كبير بداخلي لا أجد شفاءاً له ،،، 💔😪
