الثامن والعشرون

70.2K 1.7K 87
                                    

الفصل الثامن والعشرون
******************
دموع ..وجع..خوف..خلاء..وَحْشـَه ..ألم..رجاء صراخ..صحراء.. ألم يكاد يفتك برأسه

رأسه كادت ان تنفجر من كل هذه الاحداث التي تلاحقـه لحظه وقف فيها الزمن وتسارعت دقات قلبه واصبحت كالطبول انفاس لاهثه مضطربه احداث واحداث تتقافز في رأسه حتي تسببت في ألم قوي يكاد يفتك به

صرخ بقوه شديده نتيجه الالم القاسي الذي يشعر به فشعر بإن رأسه كادت ان تنقسم لجزأين من شده الوجع

سمع إبنه وزوجته صراخه من الخارج فقفز قلب حمزه ارضا من شده الخوف وعندما وصل الي غرفته وجده يفترش الارض فهلع وركض اليه جاثيا علي ركبتيه

حمزه بدموع وخوف "بابا مالك قوم والنبي متخوفنيش عليك"
هناء بخوف وهي تركض لتحضر احد زجاجات العطور ذو الرائحه النفاذه القويه وتهتف بهلع
"خد البرفن  ده يا حمزه"
أخذه منه سريعا ووضع كميه كبيره علي اصابعه وقربها من انفه لينفر منها ويستيقظ بعد عده دقائق ينظر حوله باستغـراب شديد ... ثواني وبدأ يجمع كل شئ

وضع يده علي رأسه دون بنت شفه ليجمع خيوطه المبعثره ليحصل علي جمله مفيده فاردف بوجع
"انا افتكرت كل حاجه يا حمزه"

دق قلبه بعنف لسماع تلك الجمله التي كادت ان تقتله حزنا تذكر كل شئ فـ بالمؤكد انه سيتركه لا محاله

حمزه بدموع وحزن "هتسبني"
تساقطت دموع الآخر كالسيول علي وجنته عندما تذكر كل شئ تذكر ما عاناه تذكر ابنته التي تركها وحيده مع القاسيه الجاحده تلك فاردف بوجع

"لا يا بني مش هسيبك بس لازم اروح مشوار وهرجع صدقني بس مش هرجع فاضي"

نظر اليه باستفهام ومازالت دموعه متعلقه بعيناه فاردف الثاني باشتياق
"هرجع ومعايا نجمه بنتي اللي اتحرمت منها خمس سنين ويا تري هي عامله ايه

لم ينكر فرحته بإنه سيعود فاردف بفرحه  ودموع
"بجد هترجع تاني يا بابا بجد مش هتسبني يتيم بجد يا بابا"

ابتسم لرؤيه سعادته واحتضنه بقوه واردف بحنان بالغ  "ايوه يا بني اوعدك هما يومين وهرجع بأختك نجمه"

ارتمي بأحضانه يبكي بعنف طفل خائف ان يفقد والده بكي بفرحه شديده عندما علم انه لن يتركه مدي الحياه وسيعود ومعه أخته كما أطلق عليها

والده بابتسامه "انا اسمي رياض الجارحي يا بني" !!!!

ابتسم ولكن فاقوا من شرودهم علي صوت تلك الشهقات المكتومه النابعه من زوجته فالتفت اليها بلهفه وجذبها الي احضانه يطوقها بحنان ويردف بقلق "مالك يا حبيبتي بتعيطي ليه"

ابتسمت واردفت "فرحانه عشان بابا مش هيسبنا وهيجيب اخت لينا كمان"

ربت حمزه علي خصلات شعرها بحنان ورفق شديد حتي هدأت تماما وخرجت من أحضانه لترتمي باحضان والدها الروحي الذي طوقها بشده وحنان الذي اغمض عينه بقوه وغضب علي ما سينوي فعله ...

الذئب القاسيWhere stories live. Discover now