٦

1.5K 113 16
                                    



انـه الوحيـد الذي يشعر بهذا الشعور

رؤية اكوام الناس تعبر أمامه غير ملاحظةً حزنه جعل عقله يستوعب انهم لا يمكن ان يعلموا بحزنه من مجرد النظر ..وانه حتى لو تحدث فلن ينصف الشعور بوصفه ..

- خُذ ..

يرمي اليه صديقه بقليل من الكعك المغلف وحليب ..
غير انه يعيد تغطية وجهه بكفّاه ..

- هل يمكنني ان افهم لما انت حزين ؟ لقد كنا ننتظر بفارغ الصبر مغادرتك لذلك المنزل !

جيمي يقول لكنه مثل المرّات السابقه يقابل حديثه بالصمت..

يتنهد يائساً ويتكئ هو الاخر على الجدار .

- هيا يوري ، هيا يا اخي سيحل الظلام وسيزداد الجو بروده ، لنذهب ..

يوري ؛
- الى اين نذهب ؟

جيمي الذي وقف ومدّ يده ؛
- الى منزلنا !

يوري ينظر اليه ..ثم يعيد رأسه للاسفل ؛
- اذهب لمنزلك ..انا لم يعد لدي منزل .

جيمي الذي ملّ من بأسه الغير مبرر ؛
- انه منزلي ومنزلك .. هيا يوري انهم ينتظروننا في المنزل !

يوري ؛
- هل تظن انه مرحب بي في منزلك جيم ؟

وقبل ان يتحدث جيمي يجيبه يوري ؛
- لا ، ليس مرحبٌ بي ، وان رحبوا بي فلن يتحملوا اقامتي طويلاً . لذا عد لمنزلك ودعني أتدبر امري ..

- تتدبر امرك بالعشرة دولارات التي اعطاك اياها والدك ؟

يسخر جيمي لكن يوري يكون اكثر حزنا من الضحك ؛
- لا تهتم ، غادر فقط !

وبكل عناد يعود جيمي للجلوس بجانبه ؛
- لن اعود مالم تكن معي .

الوقت يمضي ..والظلام حل
وانتشر البرد بشكل مضاعف بعد اختفاء الشمس
ولازال الاثنان يجلسان متكئان على ذلك الجدار ، في ذلك الرواق المظلم ..ولا يملك عقل يوري سوى التفكير في كيف تكمل عائلته يومها بدونه..هل من السهل التخلي عنه لهذه الدرجه ؟ يقتله التفكير في انهم اصبحوا عائلةً متحابّه بدون فتى مشرد يعكر صفو جوهم العائلي..

- جيمي ؟

يستهمه يوري ليطلب منه الذهاب لمنزله ..غير انه لم يجب
ينظر اليه فيجده نائماً .

يخلع الوشاح الاسود الذي يلف نفسه به ويغطي صديقه به ..

يعود للتفكير .التفكير القاتل
غير قادر على التفكير بحياته القادمه ولا بأحلامه ولكن يفكر في سهولة تخلي عائلته عنه !

ThisIsMyHome Where stories live. Discover now