القت بنفسها فوق الأريكة القريبة فى انهيار ... كان يطاردها يقين أنها ستضطر إلى مواجهته يوماً ما ... لكنها لم تكن ترغب أبداً أن تكون المواجهة وهى فى هذه الحالة المزرية... كم كانت تتمنى أن تكون أكثر قوة وثباتاً .... أسرعت تخفى وجهها بكلتا يديها فلمحت عيناه الخاتم الذى يزين يدها اليمنى ... التفت إلى عاصم فى تساؤل فهز الأخير رأسه علامة على عدم معرفته بالأمر ... لم تطل حيرتهما طويلاً ... فقد سمعا طرقات على الباب دلف بعدها هذا الثلاثينى الذى راح يقدم نفسه إلى عاصم بينما ينظر إلى سالى فى جزع
- دكتور شريف حمدى ... خطيب الآنسة سالى
وقع اسمه على مسامع حسام كالصاعقة ... إذاً فهما على علاقة منذ زمن بعيد ... قبل أن يولد الطفل ... ترى ما مدى تطور الأمر بينهما ... هل هو من شجعها على الهرب منه .... ؟ هل كان فى القاهرة وقتها .... ؟ ربما التقيا فيما بعد ... انه خطيبها لماذا لم يتزوجها حتى الآن ؟ ربما فعل حسناً ......
أمسك شريف بكفيها وهو يهمس معاتباً
- حبيبتى ... لماذا لم تنتظرى حتى أكون معك ؟
- لم أشأ أن أعطلك عن عملك
- تعطلينى عن عملى ... ألا تدرى مدى حبى لـ شريف !!!
زاد نحيبها فضمها إليه وراح يربت على ظهرها بحنان ويقبل رأسها هامساً فى لوعة
- اطمئنى يا حبيبتى ... سيعود شريف سالماً بإذن الله
لم يلحظا فى ذروة انفعالهما أن حسام كاد ينهض عن كرسيه والنيران تتراقص فوق ملامحه .... لم يمنعه عنهما سوى عاصم الذى اتسعت عيناه وأشار له بيديه مستنكراً ... ربما كان عاصم محقاً .... بأى حق يمنعهما ... ؟ لكنه والد الطفل ... طفلهما .... ثمرة حب لم ينته .. ولن ينتهى أبداً ...
أنت تقرأ
وعاد ينبض من جديد _ كاملة( قريبًا في جميع المكتبات)
Romanceصغيرة .. جميلة .. ووحيدة .. وكأنها وردة برية قد نبتت فجأة في صحراء قاحلة جرداء .. هكذا كانت أعماقي قبل أن تسكنها .. حتى الوحوش تخشاها .... لم يكن في مخيلتى تلك الليلة سوى أن أبقيها معي .. لم أفكر كثيرًا .. بل ربما لم أفكر أبدًا .. وكيف أتركها تذهب...