7 - المواجهة

29.8K 1K 247
                                    


7- المواجهة

دلفت سالى إلى غرفة الضابط المسئول عن ملف طفلها وسألته والدموع تغمر وجهها

- هل هناك أخبار جديدة ... هل وجدتم طفلى ... بالله عليـ ...................

توفقت عن الحديث فجأة وانقطعت السيول المنهمرة من عينيها دفعة واحدة وهى تحدق فى وجه هذا الضابط ... لم يكن موجوداً بمس ... التفتت تقرأ اللافتة على مكتبه ( المقدم عاصم الفنجرى ) ... إنه هو ... الصديق المقرب لوالد طفلها ... هل تعرف عليها ... هل علم بأمر الطفل ... ماذا سيفعل الآن ؟ هل سيخبر حسام ؟ ... لكن ما الذى يرعبها ... فهى الآن تستطيع مواجهة العالم أجمع .... لم تعد تلك الطفلة المنبهرة بالضابط الوسيم ... ثم أين هو طفلها الآن ؟  لا يجب أن يشغلها عنه شئ أخر ....

أشاحت بوجهها فى محاولة لامتصاص الصدمة لكن صدمتها تزايدت أضعافاً واتسعت عيناها عن أخرهما وهى تحدق فى هذا الجالس يرقبها ... انه هو ... حسام منصور ...

أشعل سيجارة جديدة من أخرى قد انتهت قبل أن يدسها فى المطفأة التى امتلأت عن أخرها ببقايا سجائره ...

القت بنفسها فوق الأريكة القريبة فى انهيار ... كان يطاردها يقين أنها ستضطر إلى مواجهته يوماً ما ... لكنها لم تكن ترغب أبداً أن تكون المواجهة وهى فى هذه الحالة المزرية... كم كانت تتمنى أن تكون أكثر قوة وثباتاً .... أسرعت تخفى وجهها بكلتا يديها فلمحت عيناه الخاتم الذى يزين يدها اليمنى ... التفت إلى عاصم فى تساؤل فهز الأخير رأسه علامة على عدم معرفته بالأمر ... لم تطل حيرتهما طويلاً ... فقد سمعا طرقات على الباب دلف بعدها هذا الثلاثينى الذى راح يقدم نفسه إلى عاصم بينما ينظر إلى سالى فى جزع

- دكتور شريف حمدى ... خطيب الآنسة سالى

وقع اسمه على مسامع حسام كالصاعقة ... إذاً فهما على علاقة منذ زمن بعيد ... قبل أن يولد الطفل ... ترى ما مدى تطور الأمر بينهما ... هل هو من شجعها على الهرب منه ....  ؟  هل كان فى القاهرة وقتها .... ؟  ربما التقيا فيما بعد ... انه خطيبها لماذا لم يتزوجها حتى الآن ؟ ربما فعل حسناً ......

أمسك شريف بكفيها وهو يهمس معاتباً

- حبيبتى ... لماذا لم تنتظرى حتى أكون معك ؟

- لم أشأ أن أعطلك عن عملك

- تعطلينى عن عملى ... ألا تدرى مدى حبى لـ شريف !!!

زاد نحيبها فضمها إليه وراح يربت على ظهرها بحنان ويقبل رأسها هامساً فى لوعة

- اطمئنى يا حبيبتى ... سيعود شريف سالماً بإذن الله

لم يلحظا فى ذروة انفعالهما أن حسام كاد ينهض عن كرسيه والنيران تتراقص فوق ملامحه .... لم يمنعه عنهما سوى عاصم الذى اتسعت عيناه وأشار له بيديه مستنكراً ... ربما كان عاصم محقاً .... بأى حق يمنعهما ... ؟  لكنه والد الطفل ... طفلهما .... ثمرة حب لم ينته .. ولن ينتهى أبداً ...

وعاد ينبض من جديد _ كاملة( قريبًا في جميع المكتبات)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن