الفصل الاول 💕

ابدأ من البداية
                                    

-" يا صباح الرعب ..
الساعة ستة وعلى المقيمين خارج مدينة الرعب المحافظة على فرق التوقيت درجة الحرارة فى الضل خمسة وعشرين ودا كويس عشان الزواحف ...وإحتمال يبقى جو هايل للكسل فى السرير أو النوم أو أقولك الأحسن ..عمل تمرينات للمخوفاتية ......إصحااااااااا يا شلبى "
لم يكن هذا الذى فزعها سوى منبه أختها المبجلة المجنونة سارة ..." بصوت محمد هنيدى من فيلم شركة المرعبين المحدودة "

لم تعلم هل تضحك أم تغضب الأن !
إبتسمت وتقدمت خطوة فى هذا الكهف المظلم ...لتسمع صوت شئيا ما يهتز ..تبعته غمغمة بصوت غريب ولغة أغرب ببعض الطلاسم التى تلقيها سارة فور الإستيقاظ من نومها ...
لا بد انه مؤيد ...إبن خالتهما ..صديق سارة الصدوق ...
تأكد ظنها وهى تسمع أختها صارخة :
-" تلت دقايق وهكون تحت !" ضحكت إسراء وهى تكمل مسيرتها الطويلة فى هذه الغرفة الاشبه بمقلب للقمامة لتفتح الستارة ...وتفتح سارة حينها فمها المعبأ بما لذ وطاب :
-" فى حلوفة هنا نايمة ..هى أوضتى بقت سبيل عام أى حد يدخل ويفتح البتاعة دى ...هخلعها الى قرفاكم دى ...إقفلى البتاعة دى عايزة أنام !"
لم تنتبه إسراء لأى من هذه الطلاسم التى تقال ..وأختها التى تبدو بعالم أخر ...بعد أن أطفأت الهاتف ..تقدمت إسراء نحوها ولتتجه نحو مؤخرة الفراش تزيح الغطاء برفق لتمسك قدم أختها الساخنة بيدها الباردة فهبت سارة كالملسوعة تصرخ بحدة :
-"رجلااااااااااااااى ...حرام عليك يا زومبى بقالى ساعة بدفى فيها ...تيجى أنتى بكل برود وتسقعيها ...يا مفترية !"
ضحكت إسراء وهى تهتف متقدمة تفرقع لها عظمة اذنها لتؤدبها :
-" أولا صباح الخير ...
ثانيا مفيش حد بيصحى بالزوبعة دى الصبح يا سارة إتقى الله فى نفسك ...
ثالثا ...إيه بصحى فى سيد قشطة ...شاطرة من شوية بس بمنتهى الرقة " خمس دقايق وهبقى تحت "
إصحى "
قالتها وهى تقلد صوت أختها الرفيع ....مسدت سارة وجهها لتحاول الإستفاقة حاولت تمسيد راسها ولكن الحرب القائمة بفروة راسها بين خصلات تقسم أن تنام عرضا وأخرى تحلف أن تنتصب طولا فكان الشكل النهائى شبكة من الكنافة الخاصة بشعرها ....
-" أولا كانوا تلت دقايق بس
صباح النور
ثانيا لأن مفيش حد بيصحى حد بالغباء دا يا إسراء ..إعقلى يا ماما ..أنت شخصية محترمة بتصحى بدرى أنا مالى يا عماد ...
ثالثا أكيد الصحيان على صوت مؤيد مستحيل يبقى شبه الصحيان على صوت سرينة الإسعاف الى انتى مركباها فى زورك دى !
رابعا ودنك دى عشان تملصيها كل شوية أرحمينى بقى !"
كل صباح وموشح جديد متجدد من سارة ...ولسانها المستمر فى النمو بسم الله عليه ...
شيئا ممتع ...ومثير للضحك ....
وهذه بالظبط حالة إسراء ...الغارقة فى الضحك ...عادت سارة لتستلقى فى الفراش الذى يرفض أن يتركها وشأنها لتبدأ يومها مثل بقية الخلق ...فتحركت إسراء نحو خزانة ملابسها وهى تدرك أن عيون سارة تراقبها ....فتحتها واخرجت أحد أثواب سارة الغالية والجديدة وهى تهتف بغنج
-" متهيالى أنتى مش محتاجة دا يا سارة ...أنا هاخده "
لم تكد تتحرك خطوة خارج الغرفة حتى كانت سارة تحاصرها كما يحاصر السلطعون بيض القريدس الشهى .....
وهى تهتف بضيق تنتزع منها الثوب :
-" بتاعك دا عشان تلبسيه ها لا ...بطلوا شحاتة بقى تتكوا البلا مليتو البلد "
دفعتها سارة وهى تتأفف لتخرجها خارج الغرفة هاتفة بتعالى مصطنع :
-" إتفضلى بقى على مطبخك عايزة الفطار جاهز ولا هتنزلينى على معدة فاضية ...قادرة وتعمليها !"
وتحركت الأخرى لتستعد وليتها لم تفعل ....
بدأ عرض الأزياء الصباحى الذى تدرك فيه سارة أنها إزدادت فى الوزن ....ولديها حبوب بوجهها ...وتجرب حوالى عشرين ثوبا مختلفا وهى تجزم أنها لم تعد تملك أى ملابس ...ويالله لا تتمكن من رسم "الأيلينر " بالشكل الملائم ....
يا إلهى ....بعد ساعة بالظبط نجحت سارة فى إقناع نفسها بثوبها وبهيئتها ...ونجحت أيضا فى رسم خط " الأيلينر " كما تريده ...
إختارت حقيبتها وحذائها وإتجهت للأسفل ....و...و شعرت برغبة فى السعال ...سعلت ومسدت جفنيها بقوة و....وأدركت أنها تحولت لأنثى الباندا المكتئبة والأسود قد لطخ ملامحها يسرد حكاية بؤسها اليومى ......
نظرت لنفسها بالمرأة وشفتيها ترتجف لتصرخ فى نفسها :
-" طيب عظيم بيمين أبدا مانا عدلاه ...."
وبالفعل لم تفعل ....ولله دره من وقع فى طريقها بهذا الشكل وهذه الزوبعة ....
أولهم إسراء التى فزعت وكاد قلبها يتوقف وسارة تدخل عليها المطبخ هكذا
-" إسراء شفتى حصلى إيه "
لم تكد تراها حتى صرخت :
-" إييييييه إتقى الله مش كدا ...مش كل يوم قلبى هيقف !"
همست سارة بغباء :
-" قصدك إنى فاشلة وكل يوم ببوظ الأيلينر ومبعرفش أرسمه ...أنت قصدك كدا صح ..صح "
صعقت إسراء من قدرة أختها الرهيبة فى قلب الحدث بهذه السرعة لصالحها ...
-" سارة أنت كان عندك خال أهبل ...عمة تخينة ...حد كهربك قبل كدا ...."
بدت سارة متمعنة فى التفكير لوهلة لتخبرها بصدق :
-" لا مظنش بس ليه !"
أومأت إسراء رأسها بأمل مفقود :
-" لا يا قلبى بطمن عليكى ...مؤيد خلل برا خدى سندوتشات اهيه ويلا من هنا هنرش ماية "
دفعت إليها صندوق الطعام " اللانش بوكس " الخاص بها وهى " شحطة " طول بعرض وبعامها الجامعى الثانى ....لتخرج من المنزل ....
وكان ثانى المفزوعين ....مؤيد ...
الذى صرخ فور رؤيتها :
-" سلام قولا من رب رحيم إيه دا ...إنصرف ..إنصرف ...حرام عليك أنا غلبان ..."
فرغت شفتيها ببلاهة وهى تراقب حركته اليومية فى محاولة إغاظتها ..لتهتف بملل مصطنع :
-" خلصت !"
بدا محرجا أمامها فتنحنح ساعلا برفق مستعيدا هيبته التى تدمرت منذ لحظات ...مجيبا :
-" ايوا "
دفعت إليه صندوق الطعام وهى تهتف بضيق معطية ظهرها له
-" حطلى اللانش بوكس فى الشنطة !"
تعجب منها ساخرا وهو يمتثل لطلبها :
-" مش كبرتى عاللانش بوكس دا يا سارة ...هاه مفيش حد يا حبيبتى بياخد لانش بوكس الجامعة ...أمال عملوا الكافتيريا ليه !"
لم تجيبه حتى إنتهى من وضعه وإغلاق سحاب شنطتها لتستدير بملامح صارمة سرعان ما هتفت بحدة :
-" أولا يا إستاذ مؤيد ..اللانش بوكس ممنوع فى الجامعة ليه ...مرفود إسبوعين ولا معهوش كارنيه ولا قافشينه بمحضر تحرش فى الحرم الجامعى ....ثانيا الكافتيريا دى للفشلة الى بيهربوا من المحاضرة !"
أحرجته ...وأعلنت عليه بوادر حربهم الكلامية المتجددة لهذا اليوم فهتف بها :
-" عندك حق ...طيب والى بقالهم 3 ترمات بيطردوا من المحاضرة دول مش عايزين كافتيريا دول عايزين كباريه ...إمشى يا سارة من قدامى دلوقتى ..."
هتفت بوجه طفولى ملائكى برئ ..
-" أنت بتزعقلى !"
أومأ هاتفا :
-" أه "
-" أنا ماشية .....بكرامتى وعلى فكرة الإهتمام مبيطلبش !"
قالتها وهى تحتضن بكفيها الصغيران ذراعيى حقيبتها بعدما تشدقت ببعض الدموع والشهقات المصطنعة التى تشبه نفير البغل الصغير ....لتتحرك خطوتين ..
لم يلحقها ...
خطوة أخرى ...
لم يلحقها مجددا ...
لم تجد بدا سوى للعودة بحركة سريعة ووجه أحمر لتقرصه من ذراعه بغل هاتفة بحنق :
-" تعالى هنا يا طويل العمر إنت ...أنت مش إتصلت من ساعة وقلتلى 3 دقايق وهبقى عندك ...جيلى بعد ساعة ...عايز تضيع عليا محاضرة 9 ....يعنى ساقط رياضة وقولنا ماشى كمان منحرف !"
لم تشعر بشئ للحظة ...ثم ...
ثم شعرت أنها عبارة عن ثمرة طماطم أقحمت بين أنياب خلاط جارف ...ظالم ...متوحش ...
يقبض على مؤخرة ثوبها بقوة ويعاملها معاملة المخبر للص الأحذية المقبوض عليه فى المولد ....
يهتف مزمجرا بضيق ساخر :
-" هو أنا كل يوم لازم أرجك كدا عشان تتعدلى يا سارة ...يا بنتى إتقى الله !"
رفعت رقبتها كى تصل بنظرها له وهتفت بتوسل متهكم :
-" ليه محسسنى إنك بتكلم كسارة بندق ولا عصارة لب ....شيل إيدك "
إمتثل لطلبها وهو يهمس :
-" مأنتى الى عصبتنى يا عصام !"
-" وأنا مالى يا لمبى !"
-" مهو أنتى ال3 دقايق بتوعك يا سارة ب3 ساعات "
كادت تجيب فسمعت صوت إسراء من خلفهم تصرخ بغضب صارم :
-" أنتوا لسا هنا يا فشلة ....ولسا ليكى عين تردى ....وربنا هغمض عينى لو فتحتها ولقيت حد منكم قدامى هربيه من أول وجديد يا فشلة "
وبالفعل كانت عند وعدها ولكنهما إعتادا هذه المسرحية المجنونة كل يوم وإعتادت إسراء هذه الصرخة كل يوم لتحركهما عن كسلهما وطولة لسانهما ........
تحركا بالخطوة السريعة سيرا حتى كادا يبلغا الجامعة وحينها توقف مؤيد ليقبض على حقيبة سارة ليكبح سرعتها فزمجرت :
-" إيه يابنى سواقة البهايم دى براحة على شنطتى !"
لم يجيبها وهو يجعلها تستدير ليفتح شنطتها فهتفت به :
-" سرقة وتثبيت عينى عينك كدا !"
لم يجيبها مجددا وهو يخرج شيئا يصدر صوتا ..ليغلق الحقيبة ويجعلها تستدير ....كانت قريبة منه للغاية ....لتشعر به يمد يده نحو رأسها فهتفت بتوسل خائف :
-" هتضربنى يا مؤيد وبالبوكس ...هى دى أخرة العيش والملح والأخوة الى بينا طيب دا ..."
قاطعها بحدة :
-" صوتك الى شبه البجعة دا معصبنى ...إسكتى "
إمتثلت لأمرة لتدرك أنه أخرج منديل معطر ليمسح عنها بقايا الايلينر التى تلطخ وجهها لتطول يده عينها الثانية وشفتيها حاولت الإعتراض ..
التمنع ....
الإمتعاض ...
لكنه كان يكبلها ...مانعا إياها أن تفسد عمله ...حتى أزال كل مساحيق التجميل عن وجهها ...
فزمجرت :
-" أنا بشترى مكياج وأحطه عشان أنت تمسحه !"
إبتسم بصدق وهمس بخفوت :
-" يمكن عشان أنتى احلى من غيره مثلا ...يلا متعطلنياش ورانا جامعة !"
قالها وهو يحثها على التقدم فتقدم خطوة عنها ...مالت برأسها وهى تراقبه هذا " السيد قشطة " الذى تحبه من كل قلبها ....كم هو رومانسى رومانسية الحمير الوحشية فى موسم تزاوجها ....
يالله لا يترك لها فرصة لتهنأ بكلمة واحدة حلوة قبل أن يثير رغبتها فى شتمه وتخليص حقوقها منه ....
ااااااااه كم هو جميل هذا الحب الغبى .....
تحركت معه نحو الجامعة وكل خطوة هى شجار جديد بينهما يثير داخل كلا منهما شعورا متناميا بشئ جميل ...وإن أختلف مسماه !
_______________________________________________
وصلت إسراء لحيث مشفى والدها ودخلت بسيارتها إلى المراب تبحث عن مكان شاغر لتصف به سيارتها ....وجدته هناك مستطيل صغير فارغ بالكاد أبعاده تلائم أبعاد سيارتها ....زادت سرعتها قليلا لتلحقه وما أن همت به ضربت المكابح فجأة وهى تكاد تصطدم بسيارة اخرى تزاحمها على الدخول .....
فتحت نافذتها وهى تطلق بوق سيارتها الصارم فى وجهه وتهتف بحنق :
-" أنت يا بنى أدم مش شايفنى داخلة "
كانت السيارة سوداء وكذلك نوافذها ...تعيقها عن رؤية من بالداخل ....لكنه لم يعيرها أى إنتباه وبحرفية شديدة نجح فى صف سيارته رغم أنفها وبدن أن يمس سيارتها فى شئ !
تاكا إياها مذهولة ...
حانقة ....
تكاد تنفجر ....فلم يكن منها سوى أن صفت سيارتها خلفه لتعيق خروجه ...
تأففت إسراء وهى تهبط من سيارتها بتمهل حانق تحمل ما جلبته لوالدها ...
إنتظرت لهذا الغبى ..الوغد أن يهبط من سيارته ولكنه لم يفعل ...
أثرت سلامتها النفسية وتجنبت الشجار فليست بحاجة له ....تحركت نحو مدخل المشفى وهى تغمغم بكلمات غير مفهومة ولكنها دليل قوى على عصبيتها فى هذا الوقت !
بعدها بدقائق ....إبتسم عمر من داخل سيارته وهو يراها مغتاظة ...فوت عليها فرصة الشجار معه ..
لا يعلم منذ هجرته حبيبته بهذه الطريقة المضنية كأن مشاعره بلا قيمة ..وهو حانق على كل ما ينتهى بتاء التأنيث أو ملحق بها حتى !
وهى فتاة غبية ومعروف الفتيات لا تجيدن القيادة ...هن لا يجدن أى شئ سوى لعتبهن المفضلة ...التلاعب بالمشاعر ...
هبط من سيارته ينفض بدلته بتعالى ....فقيمتها غالية للغاية ..
وسيم وهو يدرك ذلك ...خاصة حين يحتفظ بلحيته كما يفعل الأن ...مهندمة وجميلة تضيف لوجهه وقار جذاب ....
جسده رياضى .....وغير ذلك طموح ومثابر واليوم نجح فى تحقيق أو حطوة نحو هدفه الأعظم ...إسترداد حقه من أنياب الليث الظالم الكامن بعرينه فى الأعلى !!!
تم تبليغه أن شركته المنشأة حديثا فازت بالمناقصة الخاصة بتوريد المعدات الطبية !

صندوق الدنيا 💕حيث تعيش القصص. اكتشف الآن