الكاتب وإعجاب القراء

427 95 28
                                    

"ولكن هل ستعجب القُرّاء؟"

كل كاتب سأل نفسه هذا السؤال، ولو لمرة واحدة في حياته، وكان خائفًا من ردات فعلهم وانتقاداتهم لهذا العمل.

لذا يعد من الطبيعي أن يسأل الكاتب نفسه هذا السؤال قبل نشر عمله، خصوصًا إذا كان الأول، فيبدأ بالتفكير في ردود فعل القارئين لهذا العمل؛ مما يبرر خوفه، لكن قد يتحول هذا الخوف الطبيعي إلى خوف قد يمنع الكاتب من نشر أعماله من الأساس، معتقدًا أن عمله سيء ولن يُعجب به أحد، أو أحيانًا قد يقوم هذا الكاتب بنشر عمله لكنه سرعان ما يقوم بحذفه فقط لأنه تلقى رأيًا لم يعجبه، أو لأنه لم يحصل على التفاعل المنشود.

 لكن لحظة، ماذا سيفعل رأي القارئ لك؟ ربما يقوم بتحطيمك، لكنه يبقى مجرد رأي شخصي من منظور خاص ، لذا عزيزي الكاتب عليك التحلي بالثقة أولًا، والنظر لهذه الآراء من منظور أصحابها، والبحث عن الأسباب التي دفعتهم لقول ذلك.

وأحيانًا قد ينجرف الكاتب في حال نشر أعماله، فيميل عن الفكرة الرئيسية التي من أجلها بدأ الكتابة، فيبدأ بسؤال القراء عما يريدون حدوثه في الفصل القادم، وهذه مشكلة اخرى وخطأ يقع فيه الكاتب فبدلًا من كتابة مايجول في باله هو، يقوم بكتابة مايجول في ذهن القراء، فلا الفكرة تكون فكرته، ولا الأحداث من خياله، أو يبدأ بالتقليد الأعمى فقط لأن هذا ما هو مشهور في الوسط العام، قد يحصل الكاتب عندها على عدد لا بأس به من القراء والمتابعين الراضين عن هذا العمل المنشور، وقد يشعر عندها الكاتب بالغبطة، لكن هل حقًا هذا ماكان يريد ان يكتبه عندما قرر الكتابة؟

لنكن صريحين قليلًا، أنت في مرحلة ما وعندما تصل لعدم رضاك بما تكتب أو حبك له فأنت عزيزي الكاتب ستقع في أحد أمرين:
إما الكتابة بدون رغبة، وهذا سيجعلك ترى كل ما تكتبه باهت لا حياة فيه، فتبدأ أنت ذاتك بكره ما تكتب، أو أنك ستتوقف عن الكتابة فقط، لكنك هنا ستترك خلفك القراء الذين عمدت أنت على اجتذابهم واقفين في منتصف عملك، فلا هم التفتوا لقصتك من البداية، ولا هم أنهوها حتى النهاية.

إذًا كيف نحلّ هذه المشكلة الصغيرة؟
الأمر سهل، اكتب ما تريد أنت قراءته، ضع نفسك مكان القارئ دائمًا، اسأل نفسك هل كنت ستقرأ هذا العمل إذا رأيت كاتبًا آخر قد كتبه؟ إذا كانت الإجابة نعم؛ ابدأ بالكتابة، وإذا كانت لا عليك حينها أن تسأل نفسك لماذا؟ هل هناك خطأ؟ ثغرات؟ عيوب؟ حاول حلّ كل تلك الأشياء التي تعتقد أنها قد تجعل الرواية سيئة، ثم فكّر أنك طالما أوجدت هذه الفكرة وأحببتها للدرجة التي جعلتك ترغب في كتابتها، فإنه حتمًا سيوجد قراء يريدون قراءتها، ربما هم لم يجدوها بعد، لكنهم عندما يفعلون ستكون روايتهم المفضلة حتمًا، أليس هذا وحده سببًا يكفيك ككاتب أن تكتب أفكارك وتثق بها ؟

إذًا ما خلاصة كل هذا؟
- أن تكتب افكارك أنت مهمًا كانت، وثق بأن هناك قراءً سيعجبون بها.
- أن تثق أن عملك رائع ويستحق القراءة.
- أن تصبر، فربما القراء لم يجدوا الطريق لروايتك بعد.

~ ~ ~

- كتبه العضو: زبرجد.

- فريق الإبداع يتمنى لكم يومًا طيبًا ❤

نحو الأفقWhere stories live. Discover now