الفصل الأول

106 14 13
                                    

- الفصول تعدلت بشكل كامل من حيث القصة و السرد و انصح ان تكون وضعية قرائتها السحب يمين و يسار " على شكل صفحات " لأن فقرات السرد ما وضعت لها مسافة ، فوضعية اليمين و اليسار افضل لانه تخلي في مسافة و كأنك تقرا كتاب ..

بعد مرور ثلاث سنوات من موت دوريدو و تلك المعركة الدامية ، ها أنا ذا أسرد لكم من وسط مدينة مورتا نيرا ما حدث و ما سيحدث مع عصابة الأوغاد تلك التي أودت بحياة صديقي ، و لماذا أنا بمورتا نيرا الآن ؟ بعد أن تمكن لوڤان من دوريدو استنفرت الشرطة الأمريكية عند سماعها لمعركة كبيرة تحدث في وسط لوس أنجلوس و انطلقت فرقة من القوات الخاصة هناك ، كما أنهم استطاعو تحديد جميع أوكار تلك المنظمة و قاموا بمداهمتها ، موت دوريدو كان يعني الضربة القاضية لانڤيرنو فقامت الشرطة بحملتها و نجحوا في تصفية رجال تلك المنظمة و القضاء عليهم جميعاً في حين أن قادة تلك المنظمة نجحوا في الهرب و أصبحوا مطلوبين من طرف الحكومة الأمريكية ، أما أصدقاء دوريدو الايرلنديّن فقدوا حياتهم في ذلك الاشتباك أيضاً ..
و عندما فقد لوڤان و أتباعه الأمل في إعادة تكوين المنظمة من جديد و أصبح الخطر يقترب منهم قرروا السفر إلى مورتا نيرا مدينة المافيا و العصابات و قد بدؤوا هناك من الصفر حيث قاموا ببعض الأعمال بأنفسهم مثل بيع الخمور ، تهريب الأسلحة و القتل لصالح عائلات المافيا .. و بعد أن جنوا الأموال الكافية نجح لوڤان في تأسيس عائلة مافيا و هي الآن تُعد أقوى رابع عائلة مافيا في مورتا نيرا
' عائلة روتشيلد ' ، في فترة قصيرة من تأسيسها نجحت في القيام بالعديد من الأعمال و العمليات و أصبحت تسيطر على قطاع الخمور في مورتا نيرا ..
لوڤان هو رئيس العائلة في حين أن أوسكار نائب الرئيس و الوريث له ، أما سام و جاك فهما مستشارين العائلة ، بينما ايكون الدبلوماسي الخاص لها و أخيراً الفتى ذو الواحد و العشرين عاماً بوبي و هو صديقي العزيز تعرفت عليه عند قدومي إلى مورتا نيرا إنه فتى متهور و مهووس بعالم المافيا التقيتُ به عندما كنتُ أنام في إحدى المستودعات المهجورة فكان قد اقتحم المستودع لينام به هو الآخر و وجدني هناك و عندئذ بدأت صداقتنا و شرحتُ له قصتي و قال بأنه سيساعدني و بعد ثلاثة أيام سمعتُ بأنه نجح بالانضمام لعائلة روتشيلد و أصبح يُخبرني بكل مخططاتهم و نضع الخطط سوياً للاطاحة بتلك العائلة ، بوبي لا يخاف لوڤان و دائما يفعل ما يروق له و لا يهمه إن كانت أفعاله ستؤثر على تلك العائلة سلباً في حين أن لوڤان يهابُ بوبي و يفكر جيداً قبل أن يقول له شيئاً ..
أما السيد آوڤال بعد أن تسبب لوڤان بتدمير منظمته أصيب بخثرة في ركبتيه و لكنه استطاع أن ينهض على قدميه بعد مدة يتكأ على عكازة و ذهب إلى مورتا نيرا للانتقام من لوڤان و استطاع هو الآخر بتأسيس عائلته ، ' عائلة كامفلوريجي ' و الذي هو على رأسها في حين أن ريتشارد هو نائب الرئيس ، و مارسيلو هو مستشار تلك العائلة ، أما صديقي لينك و بعد أن انتهت انڤيرنو و كنتُ أنا بالسجن وضع خطة مع إيكون و بابلو حينما رآوا ما فعله لوڤان و آوڤال ..
و استطاع لينك اقناع آوڤال باخلاصه و انضم لعائلته و أصبح الدبلوماسي الخاص بها ، آوڨال الذي أصبح في العقد السادس من عمر تعتبر عائلته الآن أقوى سادس عائلة مافيا في مورتا نيرا ، أما بابلو استطاع الانضمام إلى ثان أقوى عائلة في مورتا نيرا و هي
' عائلة هيشنشي ' اليابانية و التي لها صلة مباشرة مع الياكوزا اليابانية و يترأسها السيد تاغاشي ..
دائماً ما كنتُ اجتمع أنا و أصدقائي الذين انضموا للعوائل الثلاث عند الساعة العاشرة مساءً نتناقش أمور تلك العائلات و نبحث كيف سنستطيع الاطاحة بعائلة روتشيلد أو الانڤيرنو سابقاً ، و قبل حلول الساعة العاشرة دائما ما كنتُ أتجول في أزقة مورتا نيرا حيث كانت الساعة الرابعة مساءً أسير في ذلك السوق الشعبي متوجهاً لحانة نيبارو و التي لا يقطن بها سوى رجال العصابات اللذين دائماً ما يكونون يحتسون الجعة حتى تتسخ ملابسهم بها و تسيل بعضها من أفواههم حتى آخر عنقهم و لا يجلسون على مقاعدهم إلا و أسلحتهم أمام طاولاتهم إن صح القول فهي عصابات مأجورة تعمل لصالح المافيا مقابل مبالغ من المال حتى لا تقوم شرطة مورتا نيرا بملاحقة رجال المافيا و ينتهي المطاف بتلك العصابات أحياناً بالسجن و ربما الموت و لا يستفيدون من تلك الأموال التي يقبضونها مقابل أعمالهم ، من بعد أن تعرفتُ على تلك الحانة أصبحتُ أنام بها بعد أن اتفقتُ مع صاحبها و غضون أيام قليلة أصبح لدي صيتٌ في الحانة بعد أن كان بعض رجال العصابات مثل فانغو يحاول فرض سيطرته عليّ حيث جائني منذ أول يوم دخلتُ به الحانة يحاول التسلط عليّ عندما لم أجبه ..
نعم ، كنتُ أجلس في البار أمام الساقي و لأنني أول مرة أدخل بها الحانة استغرب أؤلئك الرجال مني حيث كانوا يتهامسون : " غريبٌ بحانتنا ! "
فلم يعتادوا على أن يأتي غريبٌ عنهم إلى حانتهم فهو ليس من تلك العصابات المعروفة بهذه الحانة فقام فانغو يناديني ساخراً و هو يحتسي النبيذ :
" هيي ، أنت انهض و تعال إليّ بسرعة ! "
و لكنني بقيتُ مكاني أشرب كأس الخمر ذاك دفعة واحدة ثم أعيده للساقي ليملأه في حين أن فانغو بدأ بالغضب يعاود مناداتي و أتجنبه مما ازداد غيظهو نهض من مكانه يتجه نحوي غاضباً يُلفتني اليه ممسكاً بياقتي و مكوراً لقبضة يده قائلاً : " أيها اللقيط ، ألم تسمع ؟ " و وجه لكمته إليّ و لكنني أوقفتها بيدي و مسكتُ يده الأخرى التي تشد ياقتي أضغط عليها بقوة حتى جعلتها تترك ياقتي ثم قمتُ بدفعه حتى تراجع للخلف و أخرجتُ مسدسي من خاصرتي أوجهه نحوه ليقف جميع من في الحين مندهشاً مما فعلته حيث يعتبرون فانغو سيد العصابات هناك و هو ينظر إليّ بصدمة و لكنه سرعان ما ابتسم ساخراً مشيراً بيده للرجال الذين يشاهدون حتى أخذوا أسلحتهم من الطاولات يوجهونها نحوي و لكنني لم أتردد لحظة و اطلقتُ رصاصتي ..
تمرُ من جانب رأس فانغو لتقطع له بعض خصلات شعره و تمر حتى استقرت في رأس أحد الرجال ليسقط جثة هامدة و الجميع ينظر إليّ بذعر و منهم من يضغط على أسنانه يقولون بخوف يمزجه الغضب
: " هيّ ، فانغو .. لماذا لا تفعل شيئاً ؟ ألن نقتل هذا الحثالة ؟ " و لكن فانغو بدا مذعوراً أكثر منهم يضغط على أسنانه بخوف و يجيبهم و هو ينظر إليّ نظرات تحدي : " اخرسوا ، فانغو يحب المنافسة و إنه خصمٌ جيد .. سنرى من سيحكم هذه المنطقة يا فتى إن قبلت هذا التحدي ! "
ثم التفت مغادراً يلوح بيده واعداً بأننا سنتقابل مجدداً بينما الجميع ينظر باستفهامات كثيرة لا يفهمون ما حدث ثم هممتُ بمغادرة الحانة أنا الآخر
و بينما أسير في الزقاق و عند إحدى حظائر الأبقار رأيتُ مجموعة من المسلحين يصل عددهم إلى ستة أشخاص تُغطي الأقنعة نصف وجوههم يستعدون لاقتحام تلك الحظيرة في حين اختبئتُ خلف الجدار أُخرج مسدسي من خاصرتي و أُشاهد ما سيحدث في ذلك المكان ، فربما هم لصوص يودون سرقة الحظيرة ! فيتوجب عليّ التدخل عندئذ ! فهي منطقة العصابات و إن سرق بها الأبرياء فواجبٌ على الشرفاء حمايتهم ..
و خلال عدة ثوان كان اللصوص قد اقتحموا الحظيرة و بدأ صوت اطلاق النار يتعالى و يبدو أنها حرب عصابات و ليست عملية سرقة و بعد مرور ثلاث دقائق ، انتهى الاشتباك أخيراً و لكن لم أرى أحداً خرج من تلك الحظيرة فأثارني الفضول حول ما حدث و ما يحدث في الداخل فتقدمتُ نحو الحظيرة اتسلق لأنظر من النافذة ماذا حدث ؟
عدداً من الرجال ملقون على الأرض جثثاً هامدة بينما المهاجمون الذين أصبحوا أربعة بعد مقتل رفيقان لهم في هذه المعركة ، كانوا يقومون باستخراج حزم الهيروئين من منتصف أكوام القش و ينقلونها إلى إحدى الشاحنات و لطالما فكرتُ بالأمر ، هل اقتلهم و احرق المكان ؟ أم اتبعهم و أعلم من هم ؟
ففي النهاية أنا أمقتُ هذه الأعمال و أود قتل كل من يقوم بها لأنها تقتل المجتمع و لا أحد يشعر !
و لكنني فضلتُ متابعتهم بحذر لأعلم من هؤلاء و من ثم أحسم قراري بتصفيتهم أم لا ، و قمتُ بتعقبهم لحين أن وصلوا مقرهم و ظهر بأنهم إحدى العصابات التي تقوم بأعمال لصالح عائلة كامفلوريجي مقابل مبلغ من الدولارات حسبما روى لي لينك و هذا يعني أن الذين سُرقت منهم البضاعة هم عصابة تعمل لصالح عائلة روتشيلد ، فالسيد آوڤال لم يعلن عداوته مع أي عائلة سواهم ! و لكنني أردتُ إحماء الأمور أكثر بين العائلاتان و لا أعلم إن كانت خطوة صائبة أم لا و لكن قمتُ بها و داهمتُ ذلك المقر بمسدسي بعد أن وضعتُ له كاتم الصوت ، لم يكن عددهم بالكثير فهو وكرٌ من أوكار تلك العصابة فقد كانوا سبعة رجال و استطعتُ تصفيتهم بتسللي و من ثم أخذتُ الشاحنة مغادراً احتفظ بها بمكان ما ...
و من ثم توجهتُ حيث التقي ببقية أصدقائي نتحدث حول أمر العائلات الثلاث تلك و ما يخططون له ،
و تحدث كلاً من ايكون و لينك على وضع العائلاتان حيث أن عائلة روتشيلد قد استنفرت بعدما تم مداهمة حظيرتهم و سرقة بضائعهم منها و أمر رئيس العائلة رجاله بالبحث عن شيء يرشدهم للوصل للفاعل الذي أصبحت البضائع معه بعد علم بموت رجال تلك العصابة أيضاً و كلف سام بأن يُنظم حملة على عائلة كامفلوريجي و العصابات التي تدخل تحت أمرها رداً على ذلك الهجوم ، في حين أن السيد آوڤال يبحث على من قام بقتل رجال عصابته و قد أوضح في حواره مع قادة عائلته أنه يود اللقاء مع الفاعل و محادثته بالطريقة السلمية و بدوري أوضحتُ لبقية رفاقي على أنني من قام بتلك الحملة ليُبهت الجميع و ينظرون بتعجب يستفهمون حول ذلك ؟ و بعد أن شرحتُ لهم الأمر اتفقتُ على مقابلة زعيم عائلة كامفلوريجي لاستمع إلى عرضه الذي سيطرحه و ذلك في صباح اليوم التالي و الذي قد جاء الآن ، اركب السيارة الأجرة متوجهاً نحو ذلك القصر و بعد بضعة دقائق في الطريق أصبحتُ داخل ذلك القصر في مكتب السيد آوڤال تحديداً ، فقط أنا و هو حيث كان يجلس على مقعد مكتبه و أقف أنا أمامه انتظر ما سيقدمه من عرض ..
أخذ يُخرج من جيبه علبة خشبية يبلغ حجمها كف اليد و يتناول منها إحدى سجائر البانتيلا الكوبية و يقوم بإشعالها ليستنشق منها نفساً ثم ينفث قائلاً :
" ڤيتو أعجبتني جرأتك تلك ، يبدو أنك لم تنسى الماضي الذي حل بأختك و صديقك دوريدو
' يستنشق من سيجاره و ينفث ' و لكن يجب أن تتعلم جيداً اختيار عدوك و صديقك أنت بحملتك هذه قمت بمهاجمة عائلة كامفلوريجي و التي هي عدوة للوڤان و أنت تعلم بأن لوڤان هو من قام بتلك الأعمال دون العودة لي ! "
لم تكن كلماته هذه تعني لي شيئاً فالماضي لا يهُم الآن و رفضتُ خوض الحديث معه بشأن الماضي و طلبتُ منه أن يُقدم عرضه و ماذا يريد بالمقابل ؟
: " نحن أيضاً نقوم بتجارة الهيروئين و عندما نواجه نقصاً ما في البضائع ' يستنشق من سيجاره و ينفث ' نقوم بمداهمة مخازن العصابات أو مخازن عائلة روتشيلد لتعويض ذلك النقص ، فكما تعلم لن يكون لدينا الوقت لإنتاج بضاعة جديدة و أنا لا أحب أن أشتري بضاعة من أحد ما ' يأخذ النفس الأخير من سيجاره ثم يُطفئها ' أريد منك إعادة تلك البضاعة لي و العمل لصالح عائلتي ، و إن قبلت ذلك سأعطيك نصف مليون دولار .. ما رأيك ؟ "
كان هذا العرض الذي قدمه لي السيد آوڤال ، الرجل الهرم و الذي يبدو أنه على حافة الموت .. قدم لي عرض الخيانة ! كنتُ قد وافقتُ عليه للوهلة الأولى و سرعان ما أخذ يُخرج من إحدى أدراج مكتبه رُزماً من الدولارات ثم يُخرج من جيبه صورة يُلقيها فوق تلك الرزم ، صورة ايكون !

يتبع ...

Inferno II Место, где живут истории. Откройте их для себя