طفلٌ كبير

116 3 0
                                    

في أحد الأماكن البعيدة وبين تلك الاشجار الكثيفة الطويلة وبالقرب من احدى الغابات الكبيرة حيث الطبيعة الخلابة والجو الذي يبعث البهجة والسرور .. سماء زرقاء تجذبك صفاوتها ، شمس اطلقت ضياءها بلطف لتدفئ تلك المنطقة كالأم التي تحضن اطفالها بحنانها الكبير ، هواء عليل يهب تارة ويختفي تارة أخرى .. وقعت تلك القرية الصغيرة التي ملأها أهلها الطيبون سعادةً ونشاطاً وحيوية ، وتحديداً ذلك الكوخ الذي تقطن فيه عائلة مكونة من أب وأم وابنيهما ذو التسعة اعوام ، عائلة بسيطة سعيدة متحابة لا مشاكل بينهم مسالمون مع اهل القرية لا يضرون منهم احداً ولا احدٌ يضرهم ، بل قريبون من بعضهم كالأشقاء ..

كان رب هذه الأسرة يدعى بالسيد (وايت) وامرأته السيدة (وايت) واما ابنيهما فاسمه (جون)..

بالنسبة للأب فقد كان يعمل حطّاباً ، وكما هو عمل الحطاب يذهب الى الغابة ليقطع الأشجار ثم يعدل هيئتها لتصبح جاهزة للاستعمال حتى ينتهي بها الامر مبيعة في سوق القرية ..

كان جون الصغير يحب مساعدة والده في عمله حيث يرافقه طوال تلك المراحل ، كما ان السيد وايت يشعر بالسعادة لكونه يملك ابناً مهتماً بالعمل ويبذل جهده للتعلم من ابيه.

وكان جميع اهالي القرية يحسدونه على هذا الابن الرائع فقد عُرف بالأخلاق الحسنة ودائماً ما يجعلونه شخصاً يقتدي به ابناؤهم المقاربون له بالعمر.

وفي كل يوم يعمل السيد وايت بجد واجتهاد ليكسب قوت يومه حتى مرت فترة عليه لم يعد قادراً على العمل حيث اصيب بمرض جعله طريح الفراش لا يمكنه من الوقوف على قدميه .

كانت السيدة وايت ستحضر الطبيب ولكنه اوقفها قائلاً : لن احتاج الى الطبيب سأشفى مع مرور الوقت .. انه اجهاد لا أكثر.

لم تجادله السيدة كثيراً فهو متعب كما انها ترا ان كلامه قد يكون فيه شيء من الصحة.

طلب جون من والده طلباً وهو ان يعمل مكانه حتى حين شفائه فهم لن يستطيعوا كسب المال ان بقوا بلا عمل ..

وافق السيد وايت بعد اصرار والحاح من جون ففرح جون وقرر ان يعمل ابتداءً من صباح الغد..

----------

حين تختلط الدموع بقطرات المطرWhere stories live. Discover now