نَــزِيفْ.

12K 423 813
                                    


ضـَوءاً خـَافتاً حـَارب ذلكَ القمـَاش الثقِيل ليستطِيع غَزو الغُرفهَ بِحُب،أستطـَاع إيِصالْ لتلكَ الغرفهَ بعضـاً مِنَ الدِفئ الَّذِي يفتقرهـَا،تسللَت أشعهَ الشمِس لتلتمِس جـَسد النـَائم برِقـهَ وَهِي تصعِّد بخفهَ أعلـَى بشرتهُ إلـى أنْ حطَـتْ عـلَى وجهُه الجمِيل،لوحـَه فٓـنيهَ تٓـنزِف.

ذلكَ الضَـوءْ كـَان كحبِل النجـَاهْ مـنَ خيُوط مَـا تسمـٓى بالأحْلٓأَمْ،جـفُونـهُ تفرقَـتْ ببُطأ شدُيد لتكَشفْ عَن أعينهُ العُشبيهْ اللَامعهْ،قَبلْ أنْ يُدركْ أًو يَفِـيقْ شعَر بِذَلكَ السَّائِل الدَافِـئ عَلَى بشرهَ وجههُ البيضَاء،يلامسهُ ويَرطب بشرتهُ لدفئهُ.

يدهُ أمتدتْ ببُطأ ليلتمِسْ وجْههُ بهدُوء مَاسحاً قلِيلاً لتتلَونْ أصَابعهُ بذلكْ اللَونْ الأحمَر كَالمُعتَاد،أفَاقْ قلِيلاً رَافعاً وَجههُ عَن الوسَادهْ التِـي تلوَثتْ هِـيَ وغطَائهُ الأبيَض الَّذِي كَان بَينَ ذرَاعيهْ،بدمَائهُ.

تنَفسْ بِعُمقْ مُلتقطاً المنَادِيل الورَقيهَ التِـي تَقبع بجَانبهُ،ليَبدَأ بمَسح أنفهُ النَازفْ بِرقهَ ثُم أبتعَد عَنْ فرَاشهُ لتلامِس أقدامهُ العَاريهَ الأرضيهَ البَاردهَ لتجرِي رعشهَ بجسدهُ وتبرُز مَاسَامهُ.

أتجهَ بخطَاً غَيْر مُتزنهْ البتَه نَاحيِـه دورهْ الميَاهَ ليرطِب وجههُ محَاولاً تنظِيف بَشرتهُ مِن الدِّمَاء الجَافهْ،كَان شُعوراً بَارداً للغَايهَ أنْ تجِف الدِّمَاء أعَلى بشرتهُ،وأنْ يَرَى حَوض الميَاه يمتلئ باللونْ الأحمَر ببُطأ.

مَّع توقُف نزِيف أنفهُ أخيراً،ذَهَب ليملَئ جسدهُ بالمَاء البَارد،قطراتْ الميَاه المُجمدهْ كَان تضربْ حَول خُصلاتْ شعرهُ البنيهَ لتستقِيم علَى غَيْر مظهرهَا الطبِـيعِي،جسدهُ كَان يرتعَش مَع خرُوجهُ مٓنْ دورهَ الميَاه بمنشفهَ تحَاوط جَسدهُ بأكملهُ،كَانْ يَشْعُر بالبرُودهَ تضرُب بعظَامهُ أَسْفَل جلدهُ ولكنهُ كَان غـيٓر مُبـٓالِـي.

تنفَس بعُمق مُرتدياً مَلابسْ ثقِيلهَ حقاً بينمَا أمسكَ بقفازينْ مِنَ الصوفَ ليرتدِيهمَا كَالمُعتَاد،دَائماً يُحَاوِل أنْ يَجْعَل يديهْ دَافئهَ،لكنهُ يفشَل بِذَلكْ مَع كُل مُحَاولهَ.

هُو أَخَذ حقِيبهْ ظهرهُ السودَاء الَّذِي قَام بوَضع كُتبهُ بدَاخلهَا ليلهْ أمْس بعنَايهَ،هُو خرجَ مٓنْ غرفتهُ أخيراً ليشعُر بذَلك الهدُوء البغِيض الَّذِي يعتلِي المكَان،فرغمْ بأنهُ يَمِيل للغَايهْ للهدُوء،لكَن عدَم وجُود أي صوتْ قَد يجعلنَا نَشعُر بألمَاً غَرِيب وفرَاغاً مُّقِيت.

أصدَر حذَائهُ ذَلِكَ الصوتَ أَثْنَاء سيرهُ بأتجَاه بَاب الْخُرُوج مٓنْ ذلكَ المسكَن،بينمَا أغلَق البَاب جيِداً خلفُه بمفتَاحهُ الَّذِي يحتوِي عَلى ألوَان الطَيف المُعلقهَ بِه،بهدُوء شَدِيد بدأ بنزُول أدراجْ المبنَى الكثِيرهَ متجَاهلاً وجُود المصعَد كالمُعتَاد.

HAPPENED L.Sحيث تعيش القصص. اكتشف الآن