في صباح اليوم التالى ، يوم عقد قران شادي ونغم ومحمد وسارة ، بإحدى مراكز التجميل واشهرها ، كانت سارة ونغم جالستان على مقعد وكل منهم تمسكها فتاه من موظفات المركز ، كانت كلاً منهم واضعه ماسك علي وجهها ومغمضين العين ، وجنا تجلس علي اريكه بأخر تلك الغرفه ، لتقول نغم محدثه جنا :
- جنى اتصلى علي فارس واطمنى على مهرة وشوفيهم وصلوا البيت ولا لا .
لتقول لها جنا :
- بس انا مش معايا رصيد .
- كلميهم واتس طيب .
- تمام حاضر .
بعد أن انهت نغم كلامها مع جنا وجهت كلامها لسارة تقول :
- بقلك يا سارة .
لم تنظر لها سارة بل ظلت مغمضه العينين ترد عليها :
- امممم نعم .
تكلمت نغم بخجل وهي تقول :
- هو انا ... يعني كنت عايزه أسألك عن شادي يعني .
- اممم طب مالك كدا مكسوفه ... اسألي أسالي .
- كنت عايزه اعرف اسم البرفيوم المفضل عنده .
- شادى بيعشق حاجه اسمها " إي دي وايت " دا نوعه المفضل .. ودايما مزهقنا بيه .... بس إيه الرومانسيه دي يعنى .. هتعملي ايه ها ها .
خجلت نغم أكثر وهي تلوم سارة :
- اسكتي بقاا يا رخمة .
- ههههههه طيب ماشي .
لتقول سارة لنغم :
- بقلك يا جنا هاتي الفون والهاند فري .
- حااضر .
لتقول نغم لجنا مرة اخري :
- هاا يا جنا كلمتي فارس .
اتجهت لها جنا وهي تعمل هاتف سارة والهاند فري وهي تقول :
- أونكل فارس لسا خارج من المستشفى واتحرك علي البيت .
وضعت الهاتف علي رجل سارة واتجهت إلى مكانها تجلس مرة اخري وهي تقول بملل :
- انتو هتخلصوا امتي بقى انا زهقت .
لتقول نغم :
- خلاص هنشيل الماسك دا وبعدها نلبس الفساتين والطرح وهنستنا محمد وشادى وبعدها نطلع علي الفلة بس كدا .
- طيب ماشى ... صحيح يا نغم نسيت اقولك .
- إيه في أيه .
- ماما جايه انهاردة .
نظرت لها نغم بدهشة تقول :
- قولي والله .
أبتسمت جنا وهي تقول :
- والله .
- دي مهرة هتفرح اوي اوي ... ربنا يهديكى يا خالتو يا رب .
***
بعد ساعة .. وقف محمد وشادي أمام المرآة بجانب بعضهم وهم يرتدون البيبيون ، ليقول محمد وهو ينظر لنفسه في المرآة :
- ونبي عسل يا محمد ... البت سارة اول ما تشوفني هتتجنن من جمالي .
نظر له شادي بدهشة يقول :
- هي سارة لحقة تلسع دماغك ولا إيه .... انت ضربت ولا إيه يا محمد .
- ههههههههه هو الي يشوف اختك ميضربش ... دا اقل واجب اصلا .
- ههههه لا ونبي علي اساس انك عاقل اووي .
- ايوا دافع عنها بقا بيع صاحبك ودافع لختك .
- هههههه يا عم سيبك .. المهم اني هبقي مع نغم قلبي انهاردة .
- احممم انا واقف علي فكرة .. .
- عايز إيه يعني .... كلها ساعه وهتكون مراتي .
- لما تبقا بقا .
- يخربيت رزلتك يا اخي .. اقولك علي حاجه ... خليك في سارة وانا خليني فنغم ... وبعدين نغم مش محتجالك اصلا هي بتقوم بالواجب وزيادة .
تذكر محمد شىء فأطلق ضحكه صاخبه وهو يقول :
- هههه فكرتي يخربيتك ... دا انا سمعتها قبل كدا لما اديتك محاضره في الأخلاق .... كنت واقف بموت علي نفسي من الضحك والمصحف
ضربه شادي علي كتفه وهو يقول :
- لا خفيف ياض .... رزل صحيح .... والله حلال فيك سارة يارب تجننك اكتر مانت مجنون .
- ااااه ايه دا يا عم دي ايدك دي ولا مصورة .... ايدك تقيله اوي .
ليصدح صوت رنين هاتف محمد ، أخذه من جيبه وهو يجيب :
- الو يا نغم .
أتاه صوتها الخجول وهي تقول :
- احممم انا سارة يا محمد .
اختفت إبتسامته واجاب عليها بوجه خالي من البسمه ونبرته جامده بعض الشيء :
- نعم يا سارة .
- هو انت لسه زعلان مني يا محمد انا اسفه والله مختش بالي .
- نعم يا سارة .
- اووووف بقا مانا اتأسفت يبقا اتكلم معايا عدل .
رد الغضب مرة اخري بنبرة صوته ووجهه وهو يقول :
- اتكلمي عدل معايا يا هانم فاهمة ... وبعدين انتِ ليكي عين تكلميني وانتِ غلطانه .
- يا سلام يا حبيبي .... علي اساس انك بوقك بينقط سكر ... انا غلطانه اني عبرتك اساسا ً .... حاجه تقرف .
ثم أقفلت في وجهه الهاتف لينظر محمد للهاتف بغضب شديد ، كان شادي يقف أمامه وينظر له بدهشة من ذلك الشجار الكوميدي ... نظر له محمد يقل بحنق :
- يا ريت متدعيش تاني ... دعوات امك دي بتتحقق .
ضحك شادي عليه قائلاً :
- طب انا مالي هي اللي بتهزقك ولا مش قادر عليها فتكلمني انا .
- يووووه بقا ... انا اللي جبته لنفسي والله ... .
ثم ابتسم فجأة وهو يقول :
- بس بحبها .
نظر له شادي برفعة حاجب يقول :
- لا حول ولا قوة إلا بالله لا احنا لازم نلحقك قبل ما تضيع منا .
- طب يلا يا خفيف علشان نروح نخدهم من الكوافير دا .
ليخرجا الأثنان ويركب كلاً منهم سيارته المزينه بالورد البنفسجي والأبيض .
***
أمام منزل محمود ، بغرفة فارس ومهرة ، كانت مهرة جالسة علي الفراش وفارس يطعمها حساء الخضار ، أبعدت مهرة يد فارس بالملعقة وهي تقول :
- خلاص يا فارس بقا والله شبعت .
نظر لها فارس وهو يقول بحب :
- دي عشانى .
ثم اطعمها ، ليملئ الملعقه مرة أخرى وهو يكمل :
- ودي علشان حبى لكى .
ثم اطعمها ، ليملئها مرة اخرب ويكمل :
- ودي علشان مهرتى الغالية .
ليطعمها ، لتأخذ هي منه الملعقه وتملئها وهي تقول :
- انت مكلتش من الصبح .
- لا انا الحمد لله مش جعان .. طالما انتِ كالتي يبقا خلاص .
وضعت الملعقه علي الصينيه ثم نظرت له بحزن مصتنع وهي أردف :
- وانا زعلانه منك ... ومش هكلمك غير لما تاكل .. هاا .
نظر لها بمكر وهو يقول :
- خلاص هاكل بس بشرط .
- ايه هو قوول .
رفع يده إلى حيث نحرها المكشوف ولامسه بشغف وهو يقول :
- عايز بوسه .
حدقت به وهي تقول :
- يا قليل الأدب ... .
ابعد يده عنها وهو يقول بحزن مصتنع :
- خلاص براحتك مش هاكل.
وكان سيقف لكنها أوقفته بقولها :
- خلاص خلاص .
ابتسم فارس ثم جلس وهو ينتظر قبلتها ، اقتربت منه مهرة وقبلته قبله سرعة من شفتاه ، رفع فارس حاجبه مستنكرا لما فعله يقول :
- وأيه دا إن شاء الله .
وقفت مهرة وهي تقول :
- دي تصبيرة لبليل يا حبيب مهرتك .
وقفت مهرة أمام التسريحه وهي ترتدي حجابها لكي ينزلا للأسفل ، اتجه فارس لها واحتضنها من الخلف وهو يقبل خدها قائلاً بصوت محب :
- انا بعشقك يا مهرتى .
لفت له مهرة لتكون وجهها مقابل وجهه ، نظرت له بعشق متناهي ، اقتربت منه اكثر وداعبت أنفها بأنفه وهي تغمغم أمام شفتيه :
- وانا بمووووت فيك يا حبيبى .
لتضع رأسها علي صدرة ولفت يدها حول خصره تعانقه بقوة ، اما هو فقبل قمة رأسها ودفن رأسه بين كتفيها ورأسها يقبل كتفها قبيلتين .
***
تم عقد القران علي خير ، لم يكن يختلف عن عقد قران فارس ومهرة ، لكنه زاد بهجة بحضور شيماء ، هذا اسعد مهرة بشدة بل رد بها روحها الثانيه التى تمتلكها والدتها ، كانت مهرة تجلس بجانب شيماء طوال الوقت ، وسهام التى حاولت افتعال مشاكل لكن شيماء تجاهلتها تماماً وهذا ما جعل سيهام تحترق من الحقد والكراهية ، ومحمود رحب بها ترحيب حار ولكنه يلومها وقال لها قبل بدأ عقد القران أنه له جلسه معها بعد انهائه ، ليأتى موعد ذهاب العرسان لعشة زواجهم ... ، ليحمل محمد سارة ويتجه به إلى سيارته بعد ذالك التوديع الحار بينها وبين والدتها ووالدها وجميعاً ، وشادي فعل نفس الشيء لكنه صعد بها إلى غرفته .
***
فتح شادي باب الغرفه بقدمه ودخلها ، ثم اقفله بقدمه أيضاً ، انزل نغم من بين يديه وهو يمسك يدها مبتسماً وهو يناظرها وينتظر خجلها ، أما عنها فهي تنظر للأسفل لا تعلم ماذا تفعل ، لم تشعر بنفسها إلا ويد شادى تنزع حجابها ، خفق قلبها بقوة عندما لامست يده شعرها وهو يخلل أصابعه بين غاباته ، امسك شادى ذقنها ورفع وجهها لتتقابل عيونهم ونظراتهم ، اقترب منها محاولاً تقبيلها لكنها أبتعدت عنه لا تعلم لماذا كل ما تعلمه أن قلبها يخفق بشده وأنه سيقف من لمسه اخري ، اقترب منها شادي وهو يضع رأسه جانب رأسها يهمس بجانب أذنها :
- متخفيش يا نغم قلبى متخفيش من حاجه وانا معاكى .
هزت نغم رأسها وهي تقول بصوت لاهث هامس :
- ممش خخايفة اانا .
ابتسم شادى من ذلك ، ليمسك شعرها ويضعه علي كتفها الأيمن ، انحني برأسه يقبل نحرها القمحاوى ، التفتت نغم ودفنت رأسها بصدرة وتحرقه بأنفاسها ، اتجهت يده إلى سحاب فستانها وفتحه ، تمسكت نغم به بشده لهمس لها :
- متخفيش يا حببتى .
ليظهر طول عمودها الفقري أمامه ، وهنا دخلا الأثنان عالمهم الخاص ، عالم لا يفهمه إلا كل عاشق ومعشوقته .
***
بداخل منزل محمد وسارة ، ما أن دخل من باب المنزل حتي انزلها بحنق يقول :
- إيه كل الوزن دا ... إيدي اتقطمت .
نظرت له بإستنكار بعد أن نزعت حجابها تقول بغضب طفولي :
- نعم يا بابا ... مين دي اللي تخينه .
- هو انا قلت تخينه .
- اومال تقصد إيه بكلام يا أسمك إيه انت .
ناظرته بترقب وهي تراه يقترب منها ببطيء ليصل لها ، اقترب منها كثيرا لدرجه انها فكرت أنه سيقبلها لكنه قال بجانب اذنها :
- اسمي محمد يا هانم ... محمد ... فاهمه .
أبعدته سارة بسرعه وهي تتنفس بصعوبه تقول له :
- عـ.. عارفه ان اسمك محمد .
ابتعد عنها محمد وهو يدخل غرفة النوم ، دخلت سارة وراءه لتري الغرفة وتنبهر بها كثيراً ، نزع محمد البيبيون وجاكت بدلته يضعهم علي الفراش ودخل للشرفة وأسند يده علي الثور ، نظرت له سارة بحنق تهمس لنفسها :
- يوووه بقا .. يعني كان لازم نتخانق انهاردة .
صمتت واتجهت له وعانقته من الخلف ، اندهش هو من تصرفها ليأتيه صوتها وهي تتأس له :
- انا اسفه يا محمد .
أبتسم محمد ثم امسك يدها ولف لها لتتقابل عيونهم ، رفع يدها حيث شفتيه يقبلها ثم يقول بعدها :
- بحبك يا عقل محمد .
ألتيما سارة من اعترافه لها أخيراً لتقول له :
- أخيييرا قولتها يا محمد .
حملها محمد واتجه إلى حيث فراشهم ، وضعها عليه ونام فوقها ، اقترب منها لتخطلت أنفاسهم ، اغمضت سارة عينيها قبل أن يقبلها محمد ، وقبل أن تتلامس شفاههم ليغمغم محمد بأسف :
- اسف يا حببتي .
ثم تلامست الشفتان بقبلة شغوفه من الطرفين ، ليعشا الأثنان بداخل عالم الحبيب وحبيبته .
***
بداخل منزل محمود ، كان يجلس بالمكتب وأمامه شيماء ، ليقول لها بلوم وعتاب :
- ليه كدا يا شيماء ليه عملتي كدا .
نظرت له شيماء بأسف وندم تقول :
- مش عارفه اقول إيه يا محمود .
- ليه هربتي وليه اطلقتي منه ليه .
- هو السبب يا محمود والله هو .
- سامح السبب ازاي .
- انا كنت بحبه جدا بس قبل ما يتقبض عليه جالي البيت وهو سكران وحالته حاله ، وياريت كان لوحده دا كان معاه واحده ... واحده يا محمود .
- ايه .. .
- ايوا يا محمود .. دخل بيتي عليا انا وبناتي بواحده ست في انصاص الليالي ، ولما وقفت قدامه ، بجح فيا وكان هيدخل بيها الاوضه بتاعتي أوضة نومنا ... بس انا طرتده . وبعدها بكام ساعه اتصل بيا وهو في القسم .
- طب ودا يخليكي انك تكرهي بناته فيا يا شيماء ، انتِ شفتي مني حاجه وحشه .
- لا يا محمود ... علشان كدا انا هقول لجنا ومهرة ان ابوهم في السجن لانهم عارفين انه مسافر فرنسا ومبيسألش فيهم .
- لا يا شيماء مفيش داعي .
- ليه بس يا محمود .
- علشان سامح خلاص ... سامح مات يا شيماء ، مات من امبارح بليل ... خد جرعه زيادة فمات .
شهقت شيماء بقوه تقول :
- ان لله وان اليه راجعون ... البقاء لله يا محمود .... طب هنقول لمهرة وجنا ازاي .
- انا الي هقلهم بس مش دا وقته ... لما مهرة تتحسن شويه .
***
بعصرية اليوم التالى ببيت شيماء ، كانت جالسة هي وجنا في غرفة المعيشة يشاهدون التلفاز ، دخل عليهم حسين وجلس بجانب شيماء وهو يقول :
- انا رايح المكتب دلوقتي ومش هرجع غير بليل علي ١ كدا .
لم تنظر له شيماء بل ردت عليه وهي ما زالت تنظر للتفاز :
- طيب يا حبيبي .
وقف حسين من مكانه لكنه قبل أن يذهب نظر لجنا نظرة نحن نعرفها تماماً ولحسن حظ جنا ولسوء حظه هو أن شيماء لاحظت تلك النظر وتتأكد شكوكها من ناحيته ، خرج حسين من البيت ، لتغمض شيماء عينيها بألم وحصره وندم ، نظرت لها جنا وهي تقول :
- مالك يا ماما انتِ تعبتي تاني .
فتحت شيماء عيونها ونظرت لأبنتها تقول :
- لا مفيش انا هنزل اجيب هدوم تعالي اهو نتمشي شويه .
- معلشي يا ماما مش هقدر اصل المسلسل هيخلص وهدخل اذاكر انتِ عارفه الأمتحانات قربت وانا تالته ثانوي .
- ربنا معاكي يا جنا يا حببتي ... انا هدخل ألبس بقا .
- اتفضلي يا ماما .
لتذهب شيماء إلى غرفتها ، لترتاح جنا وهي تقول :
- الحمد لله أنه مش هيرجع دلوقتي الواحد يعرف يتنفس شويه في البيت دا .
***
ركب حسين سيارته وقبل أن ينطلق بها صدح صوت هاتفه ، نظر له ليكون شاكر من يتصل به " جاد طبعاً " رد عليه :
- اهلا اهلا شاكر بيه .
- أهلاً يا حسين ... انا اسف هتضر ألغي المعاد لاني مع والدة مراتي في المستشفى .
- ولا يهمك يا شاكر بيه ولا يهمك ، والف سلامة علي والدة مدام رولا .
- شكرا يا حسين .. بااي .
اقفل معه حسين وكان سينطلق لكن للمرة الثانية لا ، لأنه رأى شيماء تخرج من البناية بمفردها ، أبتسم بخبث وهو يتبع شيماء بنظراته إلى أن صعدت سيارتها وذهبت ، ليقول بفحيح ثعبان :
- ايه الصدفه دي ... والله ووقعتي يا جنا يا بنت سامح بركات .
ليترجل من السيارة صاعداً لها ليفعل ما ينوي فعله من قذارة ، ليكون هاتفه في السيارة ... .
***
بأحدي المراكز الطبية ، بداخل غرفة من الغرف ، بعد أن اقفل جاد مع حسين بصق علي هاتفه ، دخل من شرفة الغرفة ينظر لوالدته الممددة علي السرير بعد أن ارتفاع ضغطها بشدة مما ادي إلى نقلها للمستشفى ، لتقول له والدته بتعب :
- روح يا جاد يا ابني ... رولا معايا .. روح انت وشوف شغلك يا بني .
اتجه لها جاد وأخذ يدها يقبلها وهو يقول :
- لا يا أمي مش هسيبك يا حببتي .
لتقول رولا :
- خلاص بقا يا جاد ... روح انت .. انا حاسه ان حسين دا هيعمل مصيبه .. روح يا جاد بالله عليك ، ومتخفش علي ست الكل .. بنتها حبيبتها معاها .
- خلاص ماشي بس خلي بالك منها يا رولا بالله عليكي .
- انت هتوصيني علي امي .. امشي يلا روح للزفت دا .
- سلام .. سلام يا امي .
خرج جاد من المركز وركب سيارته وانطلق بها حيث بيت حسين بعد أن أخذ منه العنوان يوم الجمعه ، امسك هاتفه واتصل بحسين لكن لا أحد يجيب ، اتصل بيه ثلاث مرات اخري لكنه لم يرد ، ليتصل برجل أعمال حسين يسأله عنه ، ليقول له أنه لم يصل بعد إلى الشركة ، أغلق معه ورمي هاتفه علي المقعد الجانبي له وهو يشعر شعور غريب لأول مرة يشعره .
***
دخلت جنا المطبخ وفتحت الثلاجه لكي تري شيء تأكله وما أن أقفلت باب الثلاجه إذا بها تصرخ بقوة عندما رأته امامها ، نظر لها بمكر وعلي ثغرة إبتسامة خبيثه يقول :
- واخيرا وقعتي فايدي يا جنا .
ارتجفت جنا من الخوف وهي ترجع للخلف من خوفها ، تقدم هو منها كلما ابتعدت بأضعاف خطواتها ، أبتسم اكثر عندما رأي دموعها علي وجنتها ليقول :
- بتعيطي ليه دا احنا هنستمتع .. ليه العياط بس .
صرخت به جنا :
- انت حيوان قذر ... انا هقول لماما .
ضحك حسين بهستيريا يقول بفحيح كبري خبيثه :
- ولا هتصدقك يا عيني .
نظرت جنا حولها لتري سكين حاد ، نظرت له ثم للسكين لتجري عليها لكي تمسكها لكن حسين سبقها وامسكها ورماها بعيداً وهو يقول بسخريه :
- كان غيرك اشطر يا حلوه .
ابتعدت عنه جنا وهي تراه يحاصرها لتصرخ به :
- ابعد عني بقا ابعد يا حيوان .
حاولت الفرار منه لكنه امسكها من يدها وجذبها نحوه وهو يقترب من وجهها يقول :
- علي فين بس دا انا مصدقت .
ليهجم علي عنقها يقبله بعنف ، وهي تضربه علي صدرة وتحاول دفعه بأشد الطرق من بين صرخاتها :
- ااااااه ابعد عني ... ابعد عنييييى بقا .. يا ماماااااا .. ابعد عني .
دهست قدمه بقدمها ليتركها ، لتخرج من المطبخ وهرولت علي بابا المنزل لكنها تعثرت بفراش الأرض .. تألمت بشده وبكت لتراه واقف امامها يضحك بخبث ، ليهجم عليها مرة اخري محاولاً تمزيق ملابسها ... هيهات هيهات وصرخات وصرخات ، لكن لا أحد يسمعها ابداً لكنها لم تستسلم بل حاولت مقاومته وكانت تضربه بشده وعنف علي قدر أستطاعتها وبمقدار قوتها كفتاه صغير لم تتعدي السابعة عشرة عام .
***
اسفل البناية ، صعد جاد بالمصعد ووصل إلى حيث الطابق ، وقف أمام باب المنزل لكنه سمع صراخ بداخله ، اندهش هو من ذلك ، دق الباب بقوه يقول بصوت مرتفع :
- حسين ... حسين انت جوه .
لم يلتقي رد إلا تلك الصرخات ، جن جنونه وشعر بقلبه يؤلمه ، ليكسر الباب ويدخل المنزل وينصدم مما يراه أمامه ، رأي جنا شبه عاريه وحسين القذر كان لوهله سيصل لمبتغاه .