الفصل الحادي عشر

7.4K 149 1
                                    



شعر بخنجر يخترق قلبه من تلقي هذه الصدمة ، نظرات مندهش غاضبة والدماء تغلي بعروقة ووجهة احمر بشدة من غضبه وهو يقول بزمجرة :

- انت بتقول أيه يا زفت انت .

تعجب الشاب من صاحبه وقال بلا مبالاة :

- بقلك اللي سمعته وعرفته يا عمرو .. وبعدين متغلطش ماشي .

نظر له عمرو بغضب لان لا مبالاه صديقة اغضبته ونرفزته اكثر ليقول له :

- انا مغلطتش يا عاصم بيه بس هو اللي بتقوله حاجه كويسه يعني .

كان سيتكلم عاصم لولا تدخل الفتاة التى تجلس بجانب عمرو وهي تقول له بميوعه :

- عمرو ما تيجي نرقص يا حبيبى .

نظر لها عمرو نظرة ارعبتها ليقول لها هي والفتاة الأخري :

- اتفضلوا حلو عنا مش محتاجنكم انهارده .. روحي شوفوا رجاله غيرنا .

نظرت له الفتاة التي كانت تجلس بجانب عاصم التى تدعى " صفاء " نظرة انكسار وغضب لما قاله ، وقفت وقالت بغضب وهي تضرب يدها علي الطاولة :

- علي أساس اننا هنموت عليك انت وصاحبك .... من حلوتكم يعني يا إيحه يا معفن منك له ... كتكوا نيلا مليتوا البلد يا معفن انت وهو ... قال إيه قوموا شوفوا رجاله تانيه .. علي أساس اننا هنموت عليك بوشك اللي شبه بين قوسين دا .

ثم أمسكت يد الفتاة الأخري تسحبها معها قائلة :

- يلا يا سميحه .

ذهبت كلا منهما تاريكين عمرو المبحلق بصدمة ومقلتيه المفتوحتين علي مسرعيهما من صدمته والتي كيف تجرأت فتاة ليل مثلها أن تقول وتفعل وترفع صوتها عليه هكذا ...، نظر حوليه ولم يجد احد قد انتبه عليه أو ما حدث ، نظر لعاصم الذي ما أن هبت صفاء تلقي كلامتها إلا وهو كان يضحك وبشدة علي صديقه وما فعلته فتاة ليل بيه ..، نظر له بغيظ شديد وقال بصوت مرتفع لم ينتبه له أحد بسبب ارتفاع صوت الموسيقى والأغاني التى لا تساعد الأنسان إلا في معصية اللّه :

- ماتهدي يا عم عاصم ولا قسماً بالله لضربك .

صمت عاصم عندما رأى نظرات عمرو التى تشبه الخناجر ، ليكمل عمرو بعصبيه :

- ازاي يعني اتجوزت يا عاصم ازاي .

نظر له عاصم بسخريه وقال :

- انت حبتها يا عمرو ولا ايه .

- حب ايه وبتاع ايه بس .. انا لما حط بنت في دماغي يبقي لازم تكون ليا انا حتي لو هرميها بعدها بس لازم تكوني ليا انا .

- خلاص يا عمرو البت اتجوزت دور علي واحدا تاني ، البنات ماليه الجامعه يعني في غيرها .

- لا يا عاصم هي اتحطت هنا في دماغي وانا اللي يتحط في دماغي مبيتشلش الا وانا عامله ، ولا انا جديد عليك .

- يعني ايه يا عمرو .. انت نواي تعمل اللي في دماغك بعد ما اتجوزت .

- وانت شايفني بهري في ايه تدلوقتي .

- لا يا مان مينفعش كدا ... دي بت متجوزه ابعد عنها واقصر الشر .

نظر له عمرو ولم يرد ليكمل عاصم :

- وبعدين جوزها مش هيسيبك في حالك لا وكمان مش هيخليك تعرف تلمس شعره منها .. دا بيحبها يا عمرو .

نظر له عمرو ورفع حاجباً متعجباً :

- وانت عرفت منين دا كمان .

- من خديجه واحدا صاحبتها .

- البت اللي زي ست مهرة دي .

قهقه عاصم عليه ثم قال :

- والنبي انت طيب ... دي شخصيتها طلعت متوحيش بلبسها وتصرفتها خالص .. انا اتصدمت بجد ، هههههه .

نظر له عمرو وهو يفكر بشىء خبيث مثله ليقول :

- ودي صحبتها صحبتها .. .

- ايوا ليه .

نظر عمرو ناحية الفتاة التي كانت ترقص بنصف الساحة وقال بمكر كالثعبان :

- مش قولتلك مهرة دي بتعتي .. واللي بحطه في دماغي بعمله لا وكمان هتجيلي من غير متعب يا ... .

ثم نظر له واكمل :

- يا مااان .

ثم ابتسم بخبث ليقف ويذهب ، نظر له عاصم بدهشه وهو يقول :

- الواد دا الفلوس والستات عموه ...يخربيتك يا شيخ البنت هتضيع .

***

دخلا الأثنان الڤيلة وهم متشابكين الأيدي ، نظرت مهرة حولها بانبهار .. من أثاث وبرادي والوان الطلاء والديكور ، انه منزل جميل بل فائق الجمال ، لم تشعر بشىء إلا وكأننا طائرة ، نظرت لفارس وهي تقول بعدما حملها :

- ايه دا يا فارس نزلني بسرعه .

نظر لها بخبث وقال بأبتسامه خبيثه ايضاً :

- مش هنزلك .. انتِ مراتي يا مهرة .

نظرت له بخجل ثم قالت :

- عارفه اني مراتك بس ممكن حد يشوفنا .

ابتسم لها إبتسامة حانيه تدل علي عشقه لها لتقول بعدها :

- ممكن بقا تنزلني .

اتسعت ابتسامته وامأ برأسه ثم انزلها ، بعد أن تحررت من حمله لها كانت ستذهب لكنه امسك يدها وهو يقول :

- راحه فين بس تعالي هنا .

اقترب فارس منها وهو ينظر لها منتظرا ردها لكنها لم تتكلم أو حتي تنظر له ، امسك فارس ذقنها ورفعه لتلتقي اعينهم ثم يخفض رأسه وبقبلها علي وجنتها ، توردت وجنتيها خجلاً لتبعده عنها بدفعة بسيطة وهي تقول :

- ايه دا يا فارس ممكن حد يشوفنا عيب كدا .

نظر لها بمكر ثم حملها مرة اخري لتشهق هي من فعلته للمرة الثانيه ، لم يسمع منها أو يحدثها فقط هو دخل الغرفة وأقفل بابه ثم اتجه للفراش وانزل مهرة عليه بخفه وعشق ، وكان سيجلس عليه هو الأخر لكنها وقفت مسرعة وهي تقول بخجل :

- انا هدخل اغير هدومي .. فين الحمام .

ابتسم لها ثم وجه بأصابعه اتجاه الحمام الذي يوجد بأخر الغرفه علي اليمين ، دخلته مسرعة بعدما اخرجت ملابسها من حقيبتها ، قهقه فارس عليها ونظر للفراش حيث المكان التي كانت تجلس فيه وهو ينظر له بحب ليقول :

- مش عارف حبيتك أزاي ... بس اللي اعرفه انك احلي واغلي حاجه في حياتي بمووووت فيكي يا مهرتي .

ثم وقف هو الآخر وأخرج من خزانته شورت وتيشيرت وهم بإرتدائهم ، أما بالداخل عند بطلتنا الحسناء الخجوله كانت قد خلعت الحجاب والفستان وارتدت منامتها القطنية ذات اللون الزهري كان يتكون من تيشيرت حمالات وبنطال قصير يصل للركبه ومطبوع علي صدريه التيشيرت سبونج بوب ، نظرت لنفسها بالمرآه وهي خجله جدا ً ، وضعت يدها علي شعرها وهي تنظر له من عبر المرآه .. فكان شعرها طويل يصل لفخذيها ولونه بنياً فاتح " عسلي " وأيضاً نااعم جدا ، امسكت شعرها ومشطته بالفرشاة ، أخذت عشر دقائق فقط في تمشيط شعرها بسب طوله ما شاء الله ، لملمته بمطاطه بيلاستيكيه ، ثم توجهت للباب لكي تخرج لكنها وقفت ثانية ونظرت في المرآه وقالت بخجل :

- ينهار ابيض ... ايه دا هو انا هخرج قدامه كدا .

ترددت في بادء الأمر لكنها تغلبت علي خجلها وفتحت الباب قليلاً ونظرت عبره عنه لتراه شبه نائم علي الفراش بأنتظارها ، اغمضت عينيها ودعت ربها أن يقف معها لانها لا تعلم ماذا تفعل ، فتحت عينيها ثم فتحت الباب وخرجت منه ثم اقفلته ، نظر هو لها عندما لمحها بطرف عينه ، ابتسم لها أبتسامة واسعه تدل علي سعادته ، رآها تنظر للأسفل ووجنتيها متوردة مثل الزهور ، قام لها من علي الفراش وذهب ليقكون واقف امامها ، امسك ذقنها ورفع رأسها لتتقابل عيونهم ، حاولت مهرة الأبتسام له لكن توترها منعها من ذلك ، نظر فارس لعينيه ثم لوجنتها المتوردة .. رفع يده حيث احمرار وجنتها يملس عليها بحب ، اغمضت مهرة عينيها أثر لمسته هذه ، لتشعر بشفتيه الباردة علي وجنتيها يقبلها ..، ثم شعرت به يقبل وجنتها الثانيه ..، لم تشعر بيه مرة اخري لكن مازال تأثير القبلتين عليها كأنها صاعقة كهربية لم تزل بعد ، نظر فارس لها ثم نظر لشعرها .. يا الله كم هو مثير ويفوق الجمال ، مد يده لشعرها وامسك المطاطة وازالها لينفرض شعرها علي طول ظهرها الممشوق الذي رُسم منحنياته و مفاتنه عبر تلك المنامة التي ترتديها ، ارتعشت مهرة من ذلك لتفتح عينيها وتنظر له نظره فهمها جيداً ، نظر ونفي برأسة تلك الفكرة من رأسها ، نظر لشعرها مجددا ليخلل يده بداخل شعرها يلعب به وهو مبتسم شوقاً لها ، اغمضت هي عينيها مرة اخري من لمساته التي ستسبب لها ذات يوم سكتة قلبية ... وفجأة شعرت به يحملها لتشهق هي من ذلك ونظرت له لتراه ينظر لها بشوق وحب ، وضعها علي الفراش ثم نام بجانبها وينظر لها ليكون وجهة أمام وجهها ، اقترب منها لتختلط أنفاسهم ومهرة التي لم تقدر علي ذلك شعرت انها لا تستطيع التنفس لتميل بوجهها للجهة الثانية لتهبط شفتي فارس علي نحرها تقبلها برقه بالغة لا يريد أن تكون غير ذلك لكي لا تخف منه ، لم تستطع مهرة التحمل فهي خائفة جدا مما سيحدث ، وضعت يدها علي صدرة تقول بهمس :

- لا يا فارس بالله عليك .

نظر فارس لها بحزن ثم قال :

- مالك يا حببتي في ايه .

وقفت مهرة وهي حزينه تقول :

- خايفه يا فارس خايفه اوي .

ابتسم لها فارس ليقف هو الأخر ويعانقها من الخلف وهو يهمس بجانب شحمة اذنها :

- عمري ما هغصبك علي حاجه دون اراتدك يا حببتي ... يلا علشان ننام بقا .

ابتعدت عنه وهي تنظر له نظره فهمها ايضا ليقول :

- نامي علي السرير وانا هنام علي علي الكنبه ... .

ثم اقترب منها وقبلها من جبينها يغمغم أمام شفتيها :

- تصبحي علي خير يا مهرتي .

ابتسمت مهرة له ليخطف منها قبلة سريعه علي شفتيها ثم ذهب ونام علي الأريكة ، ابتسمت مهرة لهذا ثم ذهبت ونامت هي الأخرى علي الفراش .

***

وقف جاد بسيارته أمام بنايته واخذ هاتفه وجهازه اللوحي والمفاتيح ثم ترجل من السيارة ودخل البناية الفخمه هذه ، دخل البيت وأخرج المفتاح من الباب ثم اقفله ، دخل غرفة الطعام التي كانت مضاءة ضوئها وبعض الأطباق موضوعه علي الطاولة " السفرة " ولكن لم يجد والدته ، ليعلم انها في المطبخ ، وضع هاتفه ومفاتيحه علي الطاولة ودخل لولدته حيث المطبخ ، ليقول لها :

- مسااء الفل علي ست الكل .

نظرت له والدته وهي تقول بحنان ام :

- مساء الخير يا حبيبي ... معلش بقا لسه هحمر البانيه .

ذهب وقبل رأيها قائلاً :

- علي اقل اقل من مهلك انا لسه هاخد شاور سريع وهغير هدومي .

ابتسمت والدته وقالت :

- احسن بردو علشان المكرونه لسه مستوتش .

ضحك جاد علي امه وقال :

- يبقي هناكل بكرا بقا ههههه ... علي مهلك يا حببتي انا مش مستعجل .

ثم قبل يدها وخرج ليأخذ هاتفه واشياءه ثم ذهب لغرفته .

***

بعد نصف ساعة بمنزل جاد كان هو ووالدته " صفاء " جالسين علي الطاولة يأكلون ، لتقول والدته وهي تضع له قطعتين من شرائح الفراخ " البانيه " أمامه :

- انت مش ناوي تفرحني بيك ولا ايه يا جاد .

ابتسم جاد ثم رد على والدته :

- ههههه لا قاعد علي قلبك ومش هسيبك .

- هههه تسلملي يا حبيبي بس بردو انت لازم تشوف دنيتك .

- انا شايفه والله يا امي وهي شغلي وبس .

- يعني شغلك هو دنيتك يا جاد ... انت لازم تتجوز وتخلف وتستقر بقا قبل ما موت .

ترك الملعقه من يده ثم امسك يدها وقبلها يقول بلوم :

- الف بعد الشر عليكي يا ام جاد ... خلاص اوعدك اني بأذن الله بعد القضيه دي هتلقيني متجوز وبحب كمان .. خلاص كدا .

طبطبت علي خده بيدها بحنان تقول :

- ربنا يخليك ليا يا ابني يا حبيبي .

***

في صباح اليوم التالي وامام ڤيلة محمود ، ترجلوا من السيارة ودخلوا الڤيلة ، ليكون الحاج محمود وسيهام ذات الوجه الغاضب واقفين في الحديقة لأستقبالهم ، رأت نغم وفاتن وجه سيهام ليتجلهلوها لكنهم خافوا علي مهرة لان من الممكن ان تكون فعلت شىء لها ، بعد أن صافحوا بعضهم بعض دخل الجميع إلى حيث ردهة الڤيلة ، جلس كل منهم بمكان ليقول جاسر متسائلاً عن غياب الأولاد :

- أومال فين الشباب كدا طفشوا ولا ايه .

ضحك محمود وقال :

- ههههه طفشوا ايه بس ، دا شادي في العيادة وسارة راحت تجيب لبس جديد ليها ، والعرسان لسه مصحيوش لحد دلوقتي .

نظرت نغم لمحمود بلوم وقالت :

- كدا بردو يا أونكل سارة تروح من غيري .

ضحك محمود ثم قال :

- والله يا بنتى سارة اتقلبت فجأة من امبارح ... تصدقي انها لما رجعت قررت انها هتلبس حجاب .

فغرت نغم فاها بدهشة ثم تقول بأعماقها :

- بقي كدا يا سارة .. شكلها لسه بتحبه وبتكابر البت دي .

ليقول جاسر :

- طب دي حاجه كويسه والله ، ربنا يحفظهالك يا محمود .

لتقول فاتن :

- طب وهي نزلت ازاي بهدومها العادية .

نفى محمود رأسه ثم قال :

- لا دي خدت من مهرة فستان وطرحة ونزلت .

- الحمد لله ربنا هداها ولبست الحجاب .

نظرت سيهام عليهم ولكنها رأت انهم ناقصون ، هناك فرد منهم لم يأتى لكنها لم تنبث بحرف وظلت صامته ، لاحظ محمود ذلك وقال متسائلاً :

- صحيح محمد فين .

ردت نغم عليه :

- في الشركة عند حضرتك لأنه عنده شغل كتيير .

- ازاي دا بقا كان يأجله لوقت تانى .

ابتسم جاسر وقال :

- والله يا محمود محمد من ساعة اللي حصل لمهرة اخر مرة وهو قرر يشيل المسئولية وبقا حريص فى كل حاجه حتي شغله .

- ربنا يحرصه ويرزقه ببنت الحلال .. محمد كويس بس بردو لازم يجي .

- ههههه خلاص لو انت مصمم يبقا اتصل بيه وقوله يجى مش انت بردو مديره في الشغل .

- طب تعالى نعد في في المكتب عشان عايزك في موضوع .

- والله وانا كمان عايزك في موضوع .

وقفا هما الأثنان وصعدا إلى حيث المكتب ، لتقف سيهام وتقول بإبتسامة صفراء :

- عن ازنكم انا طالعه اوضتي ، البيت بيتكم .

ثم صعدت هي الأخرى ، نظرت لها نغم برفعة حاجب قائلة بحنق :

- استغفر الله العظيم ، ايه الست دي بيطقوها ازاي دي ... ياباي عليها ، الله يكون في عونك يا رورتي ... صح يا ماما تفتكرى طنط ضيقتها .

نظرت لها فاتن بقلق تقول :

- مش عارفه يا نغم والله بس انا قلقانه علي مهرة منها دي باين عليها قوية ومش سلهة .

- ان شاء الله خير يا مامتي وبعدين مهرة كبيرة وحكيمة وعارفه ازاي تتصرف معاها .

أومأت فاتن رأسها لكن القلق مازال يأكل بقلبها عليها .. فأنها مهرة ابنتها الغاليه انها اعز واحب منهم جميعاً لقلبها .

***

ترجل من سيارته أمام ڤيلة محمود بعدما اتصل به وقال له أن يؤجل كل شيء لوقتاً لاحق ، كان سيدخل من باب الحديقة لكنه توقف مكانه عندما رأي سيارتها تقف أمامه ، دهشة عارمة اصابته عندما رآها بهذا الشكل ، حجاب وفستان ... هل هذه سارة التى كانت فاتنة الجمال وشعرها الطويل الحريري ، انما الأن لا يري تلك الفاتنة انه يرى سارة المحتشمة المحجبة المحتفظة بفتانتها وجمالها لها فقط ، عندما رأته سارة تجمعت في عينيها الدموع لكنها لم تريهم لها لأنها سجنتها فى سجن عيونها كما سجنت محمد ايضا بها ، ابتسم لها وتقدم منها ليكون واقف امامها ثم قال :

- كنتى فين كدا .

نظرت له بحزن لكنها اخفتها بنظرة حانقة وهي تقول :

- ملكش دعوة .. ميخصكش .

تجاهل كلامها ثم نظر للحقائب البيلاستيكية ثم نظر لها وقال :

- باين انك كنتِ بتجيبى لبس صح .

نظرت له بحنق اكبر ثم قالت :

- وانت مالك يا سيدي الااا .

اقترب برأسه منها وهي تنظر له باستغراب وخوف ليصل لأذنها ويقول بأبتسامة :

- ميصحش تقولي كدا لجوزك .

ابتعدت عنه وقالت بصدمة :

- نعم يا بابا جوز مين دا ان شاء الله .

***

بداخل مكتب محمود ، يجلس كل منهما علي الأريكة السوداء التي توجد مقابل المكتب وبجانبها مكتبه بها الكثير من الكتب ، والسجاد الفاخر البني ذات روسمات الـ3D ، بدأ محمود الكلام وهو يقول :

- بص يا جاسر انا بصراحه وبدون مقدمات انا بطلب ايد نغم لشادي ، واتمني انك توافق .

نظر جاسر له بتردد وهو يقول :

- انت فجأتي بصراحه ... بس نغم جايلها عريس .

- ودا مين يا جاسر .

- باسل ابن اخويا .

- وهي بتحبه علي كدا .

- اكدب عليك يا محمود لو قلتلك انها وافقت .

- بص يا جاسر انا شادي كلمني امبارح والواد غرقان وبيحبها .. متكسرش بقلب شادي يا جاسر .

- شادي دا ابني يا محمود وانا اتمناه لنغم بس لازم اخد رأي نغم الأول .

- طبعا هتاخد رأيها بس المهم انت موافق .

- اكيد طبعا موافق ، وهو انا عبيط علشان ارفض شادي .

- ربنا يخليك يا جاسر .. صحيح ايه الموضوع اللي عايزني فيه .

نظر له جاسر وضحك فائلاً :

- هههههه بص بقي هو انا كمان جيت اطلب ايد سارة لمحمد ابني .

- هههههه الظاهر كدا أن العيلتين مش هتتجوز من بره .. .

- التلاته للتلاته ههههه .

- انا موافق طبعا يا جاسر و والله انا كان نفسي اجيلك واقولك اني عاوز اجوز محمد لسارة بس بيني وبينك اتكسفت يعني هههههه .

- هههههه كنت تيجي اهو كنا غيرنا النظام شوية .

- احنا كنا هنقلب علي الهند ههههه .

- هههه ، خلاص خد رأي سارة وبعدها قولي تمام ... ولو كدا يبقي كتب كتابهم هيبقا مع بعض .

- يبقي علي خيرة الله .

- بأذن الله ، يلا بقا للشغل .

- ههههه يلا يا جاسر .

***

أما في غرفة الحبيبان ، كانت مهرة نائمة علي الفراش وفارس علي الأريكة ، استيقظت مهرة من نومها لتعدل جلستها وتتثاوب قائلة :

- الحمد لله الذي احيانا بعد ما أماتنا وإليه النشور .

ثم فرقت عينيها الخضراء الناعسة ونظرت له وهو نائم ، ياااه أللّه كم هو جميل وهو نائم .. أنه ملاك جاء لينقظنى من الذي فيه ...، نظرت له بحب شديد وهي تقول بحزن :

- اسفه يا فارس مقدرتش ... بس انا خايفه ، مش منك والله بس... .

ثم صمتت ووقفت ورتبت الفراش ثم اتجهت إلى الخزانة وأخرجت منها منشفة ودخلت الحمام ، بذلك الوقت بدء فارس بالأستيقاظ وهو يفتح عيونه لتظهر عينيه الرمادية وتزداد جمالاً بسبب سقوط ضوء الشمس عليها التي تعبر من تلك النافذه ، وقف من مكانه ونظر للفراش لكنه لم يراها شعر بالخوف انها ذهبت بعد ما فعل أمس ، لكنه تنفس الصعداء بعدما سمع صوت تدفق الماء ، ابتسم علي ذلك ثم اتجه الخزانه وأخرج منها ملابسه ومنشفنه وجلس منتظر خروجها لكي يدخل هو الأخر ، بداخل الحمام .. خرجت من حوض الأستحمام وأخذت المنشفة وارتدته ، لتنظر بدهشه تقول بخفوت :

- يا نهار انا نسيت الهدوم برا ... .

وضعت يدها علي فمها بخجل لا تعلم ماذا تفعل ، لتقول :

- اكيد لسه نايم انا هخرج واكيد هيكون نايم ... نايم .

فتحت الباب ببطء وخوف من انها تراه .. نظرت بالغرفه لكنها لم تراه بها من الأساس لتقول :

- الحمد لله خرج .

ثم خرجت واقفلت الباب خلفها واتجهت إلى الفراش ، لتشعر بيده تحاوطها من خصرها ورأسه موضوع علي كتفها الذي به بعض قطرات الماء ، اغمضت عينيها بخجل تقول :

- عيب كدا يا فارس اوعي بقا ..انا عايز اغير اخرج .

ضحك فارس عليها وهي يملس خده بخده يقول :

- عيب ايه بس دا انا جوزك يا بنتِ .

شعرت بأنفاسها تنسحب منها لتقول بصوت مرتجف :

- بعد اذنك يا فارس .

ابتسم فارس وأبتعد عنها ليقف امامها مباشرة يقول ممسكاً بيدها :

- اوعدك انك مش هتخافي مني عمرك ، ولازم تحطي في دماغك اني مش هعمل حاجه من غير إراتدك فاهمة يا مهرة .

أدمعت مهرة منه ومن كلامه ، لتقول وهي تمسح دمعتها :

- انا بحبك اوي اوي .. .

- وانا بموت فيكي .

ثم اخذها بين ذراعيه يعانقها بكل حب وعشق وغرام .

***

خارج الڤيلة ، دفعته سارة بعيداً عنها وهي تقول بغضب :

- دا بعينك يا محمد .. انا مش هتجوزك ابدا ابدا .

ابتسم بمكر يقول :

- والله اومال اعمل ايه في الحاج اللي طلع وكلم أونكل محمود هاا .

- نعم ... وكمان اتقدمت .. اووف عليك وعلي شكلك يا شيخ .

نظر لها ولملابسها يقول :

- انتِ اللي بقيتي شيخه والله مش انا .

- يا مستفز يا بارد انت .

- هههههه والله العظيم بعشق التهزيق لما بيطلع من بقك دا .

نظرته بدهشه من بروده هذا تقول :

- يالهوي علي برودك يا اخي دا انت تلاجه بجد .

- هههههه حلوه تلاجه دي ... بس المهم عاجبني استايل مراتي الجديد دا .

تنهدت بحنق تقول :

- يا دي الأرف قولت مش مراتك ولا هتجوزك .. انت ايه مبتسمعش .

- لا بسمع بس مش انتِ اللي تقرري هنا ماشي يا .... مراتي يا حببتي .

وقبل أن تقل شيء او تشتمه كان هو دخل الحديقه ومن الحديقه للمنزل ، تأففت بنزق تقول :

- دا بارد برود التنين يا ربي عليه .... .

ثم ابتسمت أبتسامه جانبيه تدل علي سعادتها تقول بهمس :

- بس بحبه .. .

***

بداخل قسم الشرطة وبداخل مكتب جاد ، كان يجلس وأمامه الرائد يحيىٰ صديقه وزميلة ، امسك جاد الملف وعرضه علي يحيىٰ قائلاً :

- هو دا الملف بتاع القضيه ، عايزك وكلها اكل يا يحيىٰ ماشي .

فتح يحيىٰ الملف وهو يقرأ ما به ثم يقول بعدها :

- درست القضيه دي المهم دلوقتي انت هتجيب البنات منين .

- هاخد الظباط الي هنا .

- نعم يا خويا .. ازاي يعني يا جاد .. انت كدا هتعرض حياة البنات في خطر .

- والله بدل ما روح اجيب بنات شوارع أو من ملاجأ ونضحي بيهم علشان مصلحتنا وعلشان كان هم ملهمش حد يحميهم ... الظباط اللي هنا افضل مليون مرة ، دا واجب كل ظابظ هنا واللي مش عاجبة برحته .. بس انا مش هعرض بنات للخطر ملهمش اي وقت زنب والأولي اني اعرض اللي واجباته بتُلزم بكدا للخطر ... لان دا شغلهم يا يحيىٰ ... معايا ولا مش معايا يا سيادة الرائد .

تنهد يحيى ثم قال :

- معاك ..... معاااك .

- تمام اوي اقولك الخطه بقي .

- اتفضل .

حب انساني الماضيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن