الفصل 11: لازال حيا

Start from the beginning
                                    

. رباه !!
كيف يمكن أن يختفي مثل هذا الألم ...!!

****

_: لم نجلس هنا ؟
سأل كايل بانزعاج لم يحاول مداراته!
لكنها أخذت وقتها قبل أن ترد عليه
كان الوقت قبل الغروب بقليل السماء مكفهرة والهواء بارد يشي بمطر قريب!

_: هنا حيث انقلبت حياتنا وساءت كل الأمور ..

اكتسى وجه كايل بالكآبة ولم يعلق.
معا كانا يراقبان دون معنى- حركة السير المتقطعة من حيث يجلسان تحت مظلة أحد المطاعم.
المشهد الذي يراقبانه هي تلك الإشارة اللعينة و تقاطع الطرق حيث تشابكت خيوط مصيرهم جميعا!

كم مر من الوقت منذ تلك الليلة؟

عادت سيلين تسأله كأنها تتحسس طريقا في الظلام!

_: أنت نادم كايل ؟

لم يلتفت نحوها مطلقاً وأجابها يتنهد بحسرة

_: نادم على كثير من الأشياء فحددي سؤالك ؟
بدلاً من الإجابة التي يعلمها كلاهما قررت تحسس طريق آخر

_: أتعلم أنا أحسدك نوعا ما !

هو شخر بغير تهذيب!

_: ما الذي أملكه وأنت لا تملكينه كي تحسدينني عليه ؟

فابتسمت له ابتسامة لم يرها تحمل الكثير من الذنب!

_: أنت مضيت في حياتك .... ربما أنت تقول في نفسك أنك لم تفعل .. لكني أخبرك لقد تقدمت فعلاً ... أنت وإن كنت نادما على مساعدتك لي في ذلك الوقت إلا أنك لست مثقلا بالذنوب مثلي .... صدقني أنا أكثر ندما منك على مساعدتك لي ... ربما لو أخذت عقابي وقتها ..ربما لو تركت الأمور تمضي من دون أن أتدخل ... لن يكون علي حمل كل هذا العبئ وحدي ...!

كان قد قرر آخيرا النظر إلى وجهها وشاهد تعاقب المشاعر على وجهها وهي تفضي بما في قلبها ..
أدرك أن هذا الكلام قد كلفها الكثير! لكن هل هناك معنى للندم!
عاد ببصره إلى الشمس التي اختفت تقريبا ...

_: ربما أنا مضيت في حياتي ... لكن أتعلمين ؟! ... هناك حبل حول عنقي يخنقني كلما حاولت الانفلات عنه ..إنه يجبرني على النظر خلفي .. وعندما أفعل أجدني مقيدا به عند تلك النقطة من الزمن ! أنا...أنا لم أتجاوز الأمر سيلين !!

لمعت عيونها الشاحبة بالدموع لكنها أبت النزول ومن ثم ردت الشعر الذي يزعج وجهها للخلف بحركة مثالية! ...

_: أنت تمضي بصعوبة بسبب ذلك الحبل ... لكن أنا .. أنا كايل لم أتقدم مطلقا ..أنالا أزال حيث أنا ..

_: أصبحتِ طبيبة كما علمت ...

سيلين حولت نظرها عن وجهه المتسائل و حدقت في البعيد ... ماهو أبعد من الغيوم الداكنة التي تخنق أخر نفس من النهار! ..

_: أتعلم لم اخترت الطب ؟ هل ستصدقني إن قلت لك ؟

هل هناك الكثير مما لم يختبره!

رياح سماويةWhere stories live. Discover now