لكن مهلا ! أين هي الآن ؟

أخذت تجول ببصرها بين وجوه الخدم المتجمعين حولها و قد إنتبهت للتو على وجودهم و أنهم كانو يستفسرونها عن حالها فما كان منها سوى أن أومأت لهم و شكرتهم ثم سارت بخطوات متعثرة حتى تلحق بمنقذتها التي تمكنت من لمحها و هي -منقذتها - تدلف لداخل القصر ، سارعت بندائها مستوقفة إياها في وسط الممر و قد قابلتها بظهرها
-" مالأمر ؟"

-" لما فعلتِ ذلك ؟ لما كذبتِ من أجلي ." نبست بهمس مسموع بالنسبة للأخرى و التي إلتفتت ببطئ نحو سكارليت و قالت ببرائة
-" أليس من المفترض أن تقومي بشكري ؟!"

-" لا تغيري الموضوع لما فعلتِ ذلك ؟ " بحدة بصقت كلماتها هي ليست أبدا بناكرة للجميل و لكن هي تعلم أيضا أنّ لكل شيء مقابل لكنها عاجزة عن معرفة مالذي ستستفيده تلك التي أخذت تقترب منها ببطئ

-" لما فعلتُ ذلك ؟ لما فعلتُ ذلك يا ترى ؟" كررت سؤال سكارليت بطريقة غنائية و هي تحدق بالأرضية الرخامية التي أخذت تحرك فوقها قدمها صانعة بذلك دوائر وهمية ، كان هذا قبل أن ترفع عينيها نحو سماويتي سكارليت و تحدجها بنظرات حادة ثمّ نبست

-" من المستحسن أن تتوقفي عن توريط نفسك في المشاكل ، ففي المرة القادمة ..." لم تُكمل جملتها بل مررت إبهامها على عنقها بإيحاء مخيف ، و عندما رفعت يدها لتقوم بالتربيت على رأس الأخرى إستصغارا لها صُفعت - يدها- من قبل يد سكارليت التي رمقتها بعدائية لذا هي هزت كتفيها بعدم مبالات ثمّ إستدارة و أكملت سيرها في الرواق الفارغ تاركة الأخرى ترمقها بغضب و إنزعاج

-" سيلين ... من تكونين ؟ " همست بهذه الكلمات تحت أنفاسها و هي تضغط على منديل الأمير بأناملها فرفعته أمام ناظريها
' يكون السبب في ألمي ثم يأتي بكل جرأة و يقدّم المساعدة تشه '
هذا ما دار في ذهنها عندما وقعت عينيها على حروف إسمه المزخرفة بلون ذهبي على الطرف السفلي من المنديل . وضعته في جيبها ثمّ واصلت سيرها عائدة إلى مهجع الخدم تحديدا لغرفتها حتى تقوم بتضميد جراحها ...
.
.
.
.
فور دخولهم لجناح ولي العهد الذي كان قد تراجع عن أمر تناول الإفطار في غرفة الطعام بسبب تواجد عمه و أسرته هناك ، هم عثروا على إفطاره موضوعا على الطاولة هناك فشرع في تناوله بهدوء بينما وقف كل من بمارك و فابيو إلى جواره
-" هل شرعت في تنفيذ ما طلبته منك ؟" سأل ألكس و هو يمسح شفتيه بمنديل أبيض اللون كان متواجدا هناك فأومأ فابيو برأسه ثم أردف

-" أجل يا مولاي لقد بدأت بتجهيز جيش به ما يقارب الألف رجل ، ثلاث مائة رامٍ ، أربع مائة من المشاة أما بالنسبة للفرسان فعددهم يبلغ حوالي الثلاث مائة كذلك ، سيكون بإمكاننا الإنطلاق نحو مدينة دومينيكا بعد يومين أي يوم المسابقة المُقرر إجرائها لإختيار فرسان جدد ."

فارسة الليل  || The knight of The night                ﴿ مكتملة ﴾ Where stories live. Discover now