قاطعها بحدةٍ وقد تجهم وجهه:
-يا "نادية" اللي زي ده مش هايتهد، طالما عرف سكة البيت هنا توقعي وجوده في أي وقت
شحبت ملامحها نوعًا ما عقب جملته الأخيرة التي زرعت القلق فيها، هتفت بجدية:
-أنا هابلغ الأمن يمنعوه يدخل لو فكر يجي تاني
فرك طرف ذقنه وهو يكمل بنفس النبرة المزعوجة:
-ماشي ده حل مؤقت، بس أنا هاشور المحامي بتاعنا ولازم يبقى في إجراء قانوني ضده
أكملت قائلة بتوجسٍ وقد انعكس التوتر في نظراتها:
-مش ده المهم، بنتي فين من كل ده يا "وحيد"؟
لاحظ الاضطراب الظاهر عليها فوضع يده على كفها ضاغطًا عليه برفق وهو يؤكد لها:
-متقلقيش، محدش هيتعرض لـ "آسيا" طول ما أنا موجود
ردت بامتنان وقد تلألأت العبرات في نظراتها:
-ربنا يخليك ليا يا "وحيد"
ثم عادت لشرودها الحائر من جديد، بدت كمن يفكر بصوت مسموع وهي تغمغم خافتة:
-لو أضمن بس .....
ابتلعت باقي جملتها لتضفي المزيد من الغموض عليها، اعتدل "وحيد" في جلسته ليسألها مهتمًا:
-بتفكري في إيه؟
ترددت في البداية عن الإفصاح عما تفكر فيه، لكن نظرات زوجها كانت واضحة للغاية في صرامتها، ودعم ذلك نبرته القائلة:
-قوليلي يا "نادية"
ابتلعت ريقها لتقول بحرجٍ مرتبك:
-متقولش عليا بأخرف ولا ...
رد مبتسمًا ليدفعها للبوح بما يملأ رأسها من أفكارٍ:
-يا حبيبتي قولي بس وأنا سامعك
سحب شهيقًا عميقًا زفرته دفعة واحدة لتحفز نفسها قبل أن تتابع:
-لو كان ينفع كنت خليت "معتصم" يتجوز "آسيا"، بس أنا عارفة إنه صعب
رفع حاجبه للأعلى متسائلاً باستغرابٍ كبير وقد بدا مستنكرًا لمجرد تفكيرها في ذلك الاقتراح غير الفعال:
-إنتي بتتكلمي جد؟!
ردت موضحة:
-هو الوحيد اللي هايقدر يحميها، إنت مشوفتش دافع عنها إزاي
أعاد زوجها ظهره للخلف نافيًا:
-استحالة ابني يوافق
تنهدت قائلة بيأس موافقة إياه الرأي:
-ما هو عشان كده أنا مستبعدة الحل ده
YOU ARE READING
المُحترَمُ البَرْبَريُّ ©️ - كاملة ✅
Romanceعادت لتنتقم من الأقرب إليها كالغريب، فوجدته يقف أمامها كالحائط المنيع، لم يجمعهما سوى الكره العنيد، لكنها سرت في عروقه مثلما تجري الدماء في حبل الوريد المحترم البربري رواية اجتماعية بين قطبين شرسين #منال #منال_سالم
الفصل الحادي والثلاثون - الجزء الأول
Start from the beginning