الفصل الحادي والثلاثون - الجزء الأول

Start from the beginning
                                    

قاطعها بحدةٍ وقد تجهم وجهه:

-يا "نادية" اللي زي ده مش هايتهد، طالما عرف سكة البيت هنا توقعي وجوده في أي وقت

شحبت ملامحها نوعًا ما عقب جملته الأخيرة التي زرعت القلق فيها، هتفت بجدية:

-أنا هابلغ الأمن يمنعوه يدخل لو فكر يجي تاني

فرك طرف ذقنه وهو يكمل بنفس النبرة المزعوجة:

-ماشي ده حل مؤقت، بس أنا هاشور المحامي بتاعنا ولازم يبقى في إجراء قانوني ضده

أكملت قائلة بتوجسٍ وقد انعكس التوتر في نظراتها:

-مش ده المهم، بنتي فين من كل ده يا "وحيد"؟

لاحظ الاضطراب الظاهر عليها فوضع يده على كفها ضاغطًا عليه برفق وهو يؤكد لها:

-متقلقيش، محدش هيتعرض لـ "آسيا" طول ما أنا موجود

ردت بامتنان وقد تلألأت العبرات في نظراتها:

-ربنا يخليك ليا يا "وحيد"

ثم عادت لشرودها الحائر من جديد، بدت كمن يفكر بصوت مسموع وهي تغمغم خافتة:

-لو أضمن بس .....

ابتلعت باقي جملتها لتضفي المزيد من الغموض عليها، اعتدل "وحيد" في جلسته ليسألها مهتمًا:

-بتفكري في إيه؟

ترددت في البداية عن الإفصاح عما تفكر فيه، لكن نظرات زوجها كانت واضحة للغاية في صرامتها، ودعم ذلك نبرته القائلة:

-قوليلي يا "نادية"

ابتلعت ريقها لتقول بحرجٍ مرتبك:

-متقولش عليا بأخرف ولا ...

رد مبتسمًا ليدفعها للبوح بما يملأ رأسها من أفكارٍ:

-يا حبيبتي قولي بس وأنا سامعك

سحب شهيقًا عميقًا زفرته دفعة واحدة لتحفز نفسها قبل أن تتابع:

-لو كان ينفع كنت خليت "معتصم" يتجوز "آسيا"، بس أنا عارفة إنه صعب

رفع حاجبه للأعلى متسائلاً باستغرابٍ كبير وقد بدا مستنكرًا لمجرد تفكيرها في ذلك الاقتراح غير الفعال:

-إنتي بتتكلمي جد؟!

ردت موضحة:

-هو الوحيد اللي هايقدر يحميها، إنت مشوفتش دافع عنها إزاي

أعاد زوجها ظهره للخلف نافيًا:

-استحالة ابني يوافق

تنهدت قائلة بيأس موافقة إياه الرأي:

-ما هو عشان كده أنا مستبعدة الحل ده

المُحترَمُ البَرْبَريُّ ©️ - كاملة ✅Where stories live. Discover now