الفصل الثلاثون

ابدأ من البداية
                                    

-استني يا "آسيا" أنا جاية معاكي

ثم ألقت نظرة معاتبة على ابن عمها وهي تهمس له:

-بطل تبقى بايخ معاها!

لحقت بها متأبطة في ذراعها لتكملا حديثهما معًا، تبعتهما أنظار "معتصم" الذي انتصب في وقفته واضعًا في جيبه الهدية التي أحضرها لها، فكر مع نفسه قائلاً بتسليةٍ:

-بكرة الصبح هتلاقيها على تسريحتك!

ببساطة قرر أن يرسل هديته مع طعام الإفطار بصحبة الخادمة كي لا تجد أي فرصة للاعتراض، انتشله من تفكيره إحساسه باليد التي وضعت على كتفه، أدار رأسه ببطء للجانب ليجد "نادية" ترمقه بنظراتها الحنون، تقوس فمها بابتسامة لطيفة وهي تستطرد حديثها:

-حاسة إن ربنا عوض صبري خير بوجودك إنت و"آسيا" حواليا

أخفى ببراعة مشاعره الكارهة لابنتها قائلاً:

-المهم إنك تكوني مبسوطة

ردت متحمسة:

-أنا فرحانة بلمتكم، وربنا يبعد عنكم أي وحش

ثم مالت عليه لتسأله هامسة:

-بس إيه رأيك في "آسيا"؟

نظر لها بغموض متعجبًا من المغزى من وراء سؤالها الغريب، زوى ما بين حاجبيه وهو يجيبها:

-من ناحية إيه؟ أنا مش فاهم قصدك يا ماما

أجابته تلقائيًا:

-يعني أنا شيفاها اندمجت مع حياتنا والحمد لله في تحسن في صحتها، ده غير إن قرايبنا بيحبوها

هز رأسه بإيماءة متفهمة، لم يستطع تلك المرة إخفاء ضيقه من سذاجتها، عبست قسماته قائلاً بجدية:

-ما هو واضح

ثم أخفض نبرته ليضيف بتبرم:

-هي هتلاقي أحسن من كده معاملة فين

لم تلتقط أذناها ما يقول فسألته:

-بتقول إيه يا "معتصم"

رد مبتسمًا وهو يحاوط كتفيها بذراعه:

-بأقول طبيعي يعجبها الوضع هنا!

نظرت إليه لتوصيه:

-عاوزاك تعاملها كويس

رد بوجه ممتعض:

-وهو أنا كلمتها أصلاً، ما إنتي شايفة بنفسك!

تجهمت ملامحها الرائقة لتقول مدافعة عن ابنتها الوحيدة:

-يا حبيبي هي اتغيرت عن الأول بكتير، إنت مش شايف ده ولا إيه؟

رد بتهكمٍ ساخط:

المُحترَمُ البَرْبَريُّ ©️ - كاملة ✅حيث تعيش القصص. اكتشف الآن