الفصل الثامن والعشرون

Start from the beginning
                                    

...................................................

لم يكن ليمرر مسألة اختفائها هكذا ببساطة، هو نجح في تدمير سمعتها، لكن لم يشفِ ذلك غليله بعد، توقف "سامر" بسيارته في الجراج الأمامي الملحق بالبناية المتواجد بها مكتب غريمه "معتصم"، حدق في اللافتة التي تحمل اسمه واسم شركته المتواضعة مطولاً، توعده بانتقام يقضي على ما حققه من نجاحات ويعيده لنقطة الصفر، رن هاتفه المحمول فأجاب على المتصل بجمود:

-أيوه

انشغل بإتمام مكالمته ولم ينتبه لتلك القادمة بسيارتها من الخلف، كانت "أية" متحمسة كثيرًا للقيادة، خاصة بعد أن استخرجت رخصتها وحصلت على سيارة جديدة كهدية من عائلتها، أرادت أن ترتب لحفل عائلي بسيط بمناسبة تماثل "آسيا" للشفاء، وكانت بحاجة لبعض المساعدة من "نبيل" لتكون مفاجأتها مثالية، كانت مترددة في اللجوء لـ "معتصم" فربما يرفض ذلك لكونه متحفظ بدرجة كبيرة مع ضيفته، وصلت إلى وجهتها لكنها وجدت صعوبة في صفها في المكان المناسب بالجراج، لذا ركنتها عند الزاوية وترجلت منها لتبحث عمن يساعدها، نفخت بضيق ممتعض وهي تجوب بأنظارها المكان، فقد كان خاليًا من أصحاب السيارات، ولكن التقطت عيناها ذلك الشاب الجالس في سيارته، تحرجت في البداية من الذهاب إليه مبررة لنفسها:

-طب هاقوله إيه؟

زفرت مجددًا متابعة حديث نفسها الحائر:

-جايز يفكرني برخم عليه ولا بأضايقه، ما هو ميعرفنيش، بس مش معقول هاسيب العربية كده

تشجعت لتخطو نحوه قائلة بعزم:

-ده شيء عادي، ممكن لو حد كان مكاني وطلب مساعدة أنا مش هتأخر عنه!

كورت قبضتيها وسارت بدلال نحو السيارة القابعة على بعد خطوات منها، استجمعت جأشها لتطرق على زجاجها الجانبي فأدار "سامر" رأسه في اتجاهها، تعجب من وجود تلك الشابة الجميلة أمامه، أخفض الزجاج متسائلاً بفضول رغم جدية نبرته:

-في حاجة؟

تورد وجهها سريعًا بحمرة لطيفة حينما رأته يطالعها بتلك النظرات القوية، ارتبكت كثيرًا وهي تفسر له:

-سوري إن كنت هاعطلك شوية، بس والله أنا مش شحاته ولا حد بيعاكس

رفع "سامر" حاجبه للأعلى مرددًا بسخرية:

-بتعاكسي؟!

تحرجت من كلمته المقتضبة لكنها استأنفت حديثها قائلة بخجل جلي:

-أنا مش عارفة أركن عربيتي، فبليز ممكن تساعدني في ده!

عضت على شفتها السفلى من جديد وبدت كالضائعة وهي تنظر له بتوتر، تأمل حركاتها العفوية بنظرات عابثة، للحظة فكر في استغلال الفرصة والتودد إلى تلك الشابة الساذجة، ستكون صيدًا سهلاً، لن يحتاج إلى بذل أي مجهود معها، فأمثالها دومًا يقعن في طريقه، مرر أصابعه بين خصلات شعره ثم زفر بقوة وهو يرد مستسلمًا:

المُحترَمُ البَرْبَريُّ ©️ - كاملة ✅Where stories live. Discover now