حربى بندم وياس نظر في الأرض ، وقال ابعد بخاطرى يا بوى يمكن يكون عندى فرصة اتوب و اثبتلك انى هبقى انسان جديد ، واكفر عن كل اخطائى ، وبكى بكاء مرير يدل على ندمه ،
سويلم بقلب يتمزق لكن ما بيد حيلة ، فتح خزانته واخذ مبلغ من المال ، وأعطاه إياه وقال ،
كان نفسى اخدك فى حضنى واسامحك بس قلبى مش مطوعنى ،اللى انت عملته صعب يتنسى بسهولة ، امشى ياوالدى امشى يمكن الايام تداوى الجرح ، و دارى دموعه عنه وأعطاه ظهره ،
ومنذ ذلك اليوم وهو يعيش كأنه ميت ، يتحسس خطاهم من بعيد ويرى ابنه ، ودموع الحسرة والندم تحرقه ، وجاهد كثيرا فى أن يبحث عن سعيد خاطف يوسف ، لكن عرف أنه مات ، فقد كان آماله الوحيد أنه يعرف مصير يوسف يمكن يكون بداية جديدة ، لكن دون ٠جدوى فاختار البعيد وان يظل ميت فى نظرهم أفضل ،
****************************
وعلى الجانب الآخر ،
يقف فارس وصقر بدموع الندم ، والحزن ، تبدو عليه ،متأثرا جدا مما يرى ، ندمان من إخفاء الحقيقة وكتمها ، حقا كان مخطيء حتى لو كان بدافع الحب ، لان بالتأكيد ذنب حرمان يوسف من أهله ذنب كبير والحمد لله أنه تخلص منه ،
يقف صقر ، قلبه يتمزق متأثرا بالمشهد ولكن حزنه الأكبر على فارس الذى يقف أمامه قلبه يقتلع من بين ضلوعه خوفا من أن يتركه يوسف ، نعم هو يعتبره كل ماله على الرغم من وجود صقر وأولاده إلا أنهم لم يعوضه غياب يوسف ، داعيا الله أن لا ينسى يوسف فارس ، تكلم بحنان يريد أن يطمئنه متخافش يا فارس يوسف اصيل ورجل عمره ما هيسيبك ولا بستغنى عنك ابدا .
فارس تنهد بحزن ودموع والألم ، وقال صدقنى يا فارس انا ندمان اشد الندم ، انا بعد اللى شوفته ده عرفت انا ظلمت يوسف قد اية ، انا ندمان بجد ، أنا مش خايف أنه يستغنى عنى ، انا خايف أنه يلومني ويكرهنى ، انى حرمته من حضن ناس بشكل ده ، عشان انا اناني يا صقرا نانى ومغتصب ، احتفظت بحب مش ليا مش من حقى ، خايف يكرهني اوى ياصقر و يبعد عنى وارتمى، فى حضن صقر يبكي بحزن شديد كأنه فقد عزيز لديه ،
صقر مطمئنا له ، شدد من احتضانه، وانا واثق انه مش هيعمل كدا لأن يوسف جدع.و اصيل وبحبك اكتر من انت بتحبه كمان يا فارس ، وأخذه وذهب إلى الكافتيريا ليهدأ من حالته ،
*******************************
أمام غرفة سماح
يقف متردد ، قلبه ينبض بضربات سريعة يكاد يقتلع من بين ضلوعه ، من شدة ضرباته
بدر بابتسامة تحفيز وتشجيع ، يحسه على الدخول ، ابتلع يوسف ريقة ، بتوتر على غير عادته ، كأنه ليس هو ، كان بداخله طفل ، مشتاق الى رؤية أمه ، وخائف من تلك المقابلة ،
يوسف فتح باب الغرفة ، ودخل وجدها نائمة مستسلمة لمرضها ، ووجه شاحب ، جلس بجانبها ينظر إليها باشتياق يتأملها كأنه يحفر ملامحها فى ذهنه ، اقترب منها أكثر ومد يده وقلبه يرتجف لا يعلم ما به من مشاعر جياشة ووحشة ، جاهد فى إخراج صوته ، واخيرا خرج صوته متحشرج يقول انا عمرى ما اشتقت انى اشوفك ،او اعرفك ، كنت فاكرك غير كدا ، كنت فاكر انك رميتني او انك فرضت فيا بسهولة ، صدقينى مكنتش اعرف انك بتتعذبى طول السنين ده ، وانك مستنيانى ، لوكنت اعرف ،كنت دورت عليكى وكنت لقيتك ، مكنتش سبتك فى العذاب ده ، انا مستحقش انى اكون ابنك ولا استاهل امك زيك ، انتى احن ام واكبر قلب فى الدنيا ، اللى يكون عندها يقين ان ابنها راجع حتى لو بعد اكتر من ٢٧سنة ده تكون اعظم ام ، اكمل بدموع وامسك يدها ، بس كنت دائما بحلم بيكى كنت ديما بشوفك من غير ملامح ، بس انا كان عندى قلب من حجر ، عشان محستش بعذبك ، طب مش، فى بينى وبين حبل سورى كان ربطتنى بيكى ازاى بقى حسيتى بيا وانا محتش بيكى ، كنت دايما عندي فضول انى اعرف شكل الام اللى رمت ابنه فى الشارع واستغرب لما اشوف وقطة او كلبة وهى خائفة على اولادها وضمهم ، كنت ظلمك اوى اوى سامحينى ، ارجوكى سامحينى ، أن ظلمتك واخترت السهل ، و جيت عليكى انا كمان ، بس كنت غبى ، كان قلبى جاحد ، انا صح واخد من شكلك ، لكن مش واخد حنية قلبك ، ومال وقبل يده برفق شديد ،
الفصل الخامس عشر والاخير من عصفور النار
Começar do início