・:*:・˙جايهيون! الملاك الساقط ・:*:・˙

7.8K 342 143
                                    

"أنا حقا أفتقدك ... وداعا"

همستِ وأنت تضعين يدك على القبر. لقد قمت بنزع بعد النباتات الجافة حول القبر ووضعت بعد الورود المنعشة التي جلبتها سابقا. يمكنك أن تشعري بقطرات الدموع الدافئة التي تسقط على خديك، ورائحة الورود والنباتات الزكية التي تقترب اليك من القبر المجاور، وصوت نقيق صراصير الليل في مكان بعيدا منكِ. نسيم أكتوبر البارد يرسل قشعريرة عبر جسمكِ، سحبت معطفك أكثر إحكاما حول جسمك. تحاولين أن تحمي نفسك من الظلام الذي يقترب عن كثب ومن الرياح التي بدأت تسارع. كانت التربة تحت ركبتيك رطبة، لكنك لم تهتمي بأي من ذلك. كنت فقط مهتمة بقبر صديقكِ والشعور الغريب؛ كأن هناك شخص ما يراقبكِ،

"جيوون!! ، إذا كان هذا أنت، هل يمكنك أن تعطيني علامة ..."

ناديتِ بهدوء في المقبرة الفارغة.

كان هناك صمت. ما عدا همسات اللأرواح المفقودة في الريح. ببطء وقفت على قدميك والتفت لتأخذي طريقك نحو المدخل. كان السير طويلا .. ومخيفا. كانت الشمس قد اختفت خلف الغيوم الليل، وأضواء الشوارع أنارت طريق المقبرة الباهتة بالفعل. سمعت صوت طير يرفرف في الجوار كان أعلى من المعتاد. كان الصوت أقرب إليك، وأعلى ثم انخفض،  لكنك لم تستديري.
"إنه مجرد طائر. مجرد طائر..."

استمريت تهمسين لنفسك وأنت تسيرين.

أخيرا وصلت الى منتصف الطريق، إلى البوابة عندما ارتطم شيء ما على الأرض في مكان ما على يمينك. جعلك ذلك الصوت العالي التوقف في مكانك. استدرت ببطء وعثرت على فتى ملقاً على الأرض. هرعت إليه، تساءلت عن المكان الذي سقط منه، لم تكن هناك أشجار في تلك المنطقة، والبوابة لا تزال بعيدة جداً اذا كان يحاول تسلقها. كنت تحدقين في الفتى الشاحب. كان المكان أكثر ظلاما، لكن يمكنك أن ترين جماله بوضوح، كأن بشرته تضيء بقعتكِ، تسألت عن ما وراء ذلك الجمال. كل شيء عنه، بياضه، بشرته النقية التي تبدو أنها تضيء في ضوء القمر، و شعره الحريري الأشقر كاشعة الشمس. لكن كان هناك شيء آخر شعرت به تجاهه. شيء مثل ... نقاء غير كامل أو براءة ضائعة، ربما الشعور بالذنب. انحنيت إلى أسفل ووضعت يدك على خده. كانت بشرته باردة كالثلج، لكنها حارقة كالجحيم في نفس الوقت.

ابتعدت عنه عندما لاحظتِ الريش الأسود الذي يبدو أنه محاط به. كان الأكوام منه خلفه. او ربما كان يخرج منه. على ما يبدو أنهم أجنحة. شهقت بذعر، وسقطت للخلف بينما تبعدين نفسك زاحفة عن جسده المطروح.

عندما ارتطمت بالأرض، فتح عيناه. وسحب نفسه إلى الأعلى، تاركا جناحيه لترينهم بوضوح الآن. سقط فمك بذهول و صدمة، لم ترين شخصاً مذهلاً و ضخما مثله.

"هل تأذيت ...؟"

سألت بصوت خافت بنبرة مرعوبة. نظر إليك أخيرا كانت عيناه قاتمة. ليس فقط الحدقة و البؤبؤ، بل كانت العين بأكملها سوداء. شعرت بقشعريرة آخرى تسري على عمودك الفقري.

"الملائكة لا تتأذى".

كان صوته أكثر نعومة مما توقعته، رن بكمية هائلة من الطاقة. اقترب منك ببطء، وجناحيه كانت ممتدة تمنع الضوء.

"هل أنت هنا لتوجيهي؟"

في اللحظة التي تركت الكلمات شفتيك، كنت تعلمين أنك على خطأ. لكن كنت على حق عن شعورك تجاهه. كان افتراضك للنقاء الغير الكامل صحيح.

ابتسم بتكلف وهو يميل أقرب إليك.

"عزيزتي، أنا لست الملاك الحارس. و أنا لا أنقذ البشر. ناديني جايهيون".

مال أقرب بكثير، يضع شفتيه على بعد بضعة سنتيمترات من أذنك. لا يمكنك سماع شيء. لا يوجد تنفس، ولا نبضات قلب، فقط كلامه.

"أنا ملاك ساقط. ونحن ندمر فقط."

فجأة وقبل أن تستوعبي، أحاطك بجناحيه من كل الجوانب، و سحبكِ إلى الظلام.

#انتهى

هالو'سيتي (Nightmare Dream) - مكتملةWhere stories live. Discover now