الفصل العاشر

ابدأ من البداية
                                    

ابتسم خيري برضا وقال:

-"الحمد لله أن كل حاجة عدت على خير وأنك خلصت من الموضوع ده وقدرتي تاخدي حقك تالت ومتلت من الناس دي".

نظرت ورد أمامها وتحدثت بشرود:

-"أنا فعلا قدرت أسجل لمنذر وأجيب منه الاعتراف اللي يثبت براءتي بس قبل ما يتم استخدام الفيديو ده ربنا جابلي حقي منه هو وأخته في نفس الوقت وبطريقة الناس عمرها ما هتنساها أبدا".

▪▪▪▪▪▪▪▪▪

مر شهر على وفاة نعمات ومنذر تظاهرت وفاء خلال هذا الشهر بالأسى الشديد على ما حدث لإخوتها وظلت تنتظر طوال هذه المدة حتى هدأت الأوضاع ثم قررت أخيرا أن تستفيد من الذهب الذي خططت وفعلت كل ذلك لتحصل عليه.

عادت وفاء إلى منزلها وذهبت إلى غرفتها ثم فتحت الخزانة حتى تخرج الذهب ولكنها لم تجد شيئا.

اتسعت عينيها بصدمة وأخذت تبحث كالمجنونة عن الذهب ولكن دون جدوى فصرخت ولطمت خديها وصاحت بحسرة:

-"يا نهار أسود ومنيل بستين نيلة ، الدهب راح فين؟!"

شدت شعرها بقسوة وهي تقلب الغرفة كلها رأسا على عقب في محاولة يائسة منها لإيجاد الذهب دون جدوى فجثت أرضا وظلت تبكي بشدة إلى أن انتبهت إلى تلك الورقة المطوية الملقاة بجوار السرير ، فاقتربت منها وانتشلتها وأخذت تقرأ محتواها وكانت الصدمة عندما رأت الكلمات المكتوبة في الرسالة بخط وتوقيع زوجها فوزي:

-"إزيك يا فوفو يا حبيبتي عاملة إيه ، أنا هتكلم معاكِ بصراحة ومن غير مماطلة ، أنا زهقت من العيشة معاك وعايز أجدد شبابي وأعوض الأيام السودة اللي قضيتها جنبك مع واحدة تانية أحبها وتحبني والحمد لله أنا لقيت الست دي بس واجهتني مشكلة صغيرة وهي أني كنت محتاج فلوس عشان أقدر أتجوزها والمشكلة دي اتحلت بفضل الدهب بتاع أمك الحاجة سامية وزي ما الناس بتقول ، محدش يقدر يسرق حاجة مسروقة من صاحبها ومعمول محضر في القسم بالكلام ده ، صحيح نسيت أقولك أنك طالق بالتلاتة وورقتك هتوصلك بعد يومين ، سلام يا فوفا وياريت متنسيش تلمي حاجتك بسرعة وتروحي بيت أمك ؛ لأني بعت الشقة قبل ما أسافر والمشتري الجديد هيجي بكرة عشان يستلمها".

تعالت ضحكات وفاء بشكل هستيري من هول الصدمة التي تعرضت لها فقد ضحت بوالدتها وإخوتها حتى تكون الفائزة الوحيدة في تلك اللعبة ولكنها بدلا من ذلك خسرت كل ما تملكه ولم يتبق لها أي شيء.

▪▪▪▪▪▪▪▪▪

هذا الشهر الذي مر كان كفيل بتغيير أشياء كثيرة منها مشاعر قاسم تجاه الورد والتي كانت في الماضي عبارة عن كتلة من الغضب والغيظ بسبب تشابه الوجه بينها وبين ياسمين أما الآن فهناك شيء أخر يشعر به ولكنه لا يجد له مبرر أو تفسير.

الأمر نفسه كان يحدث مع ورد ولكنها أرجعت هذا الأمر لمساعدة قاسم لها في مسألة إثبات براءتها من التهمة التي لفقتها عائلة منذر لها.

ابتسمت ورد بعدما رأت أميرة خطيبة إياد التي حضرت لرؤيتها وقالت:

-"أميرة كويس أنك جيتي ، بابا جايب لحمة وناوي يشوي كباب على الفحم".

ارتسمت ابتسامة على شفتي أميرة التي هتفت بمرح:

-"عمو خيري من يوم يومه وهو بيحب الشوي وكان قاسم وإياد بيشاركوه دايما في الهواية دي ، ده حتى إياد عزمني أنا وماما النهاردة مخصوص عشان أتفرج على مهاراته في الشوي".

جهز إياد عدة الشوي وبدأت المنافسة بينه وبين خيري حول من الذي يقوم بشوي اللحم بشكل أفضل.

▪▪▪▪▪▪▪▪

ذهبت أسماء إلى السجن حتى تزور والدتها التي لم يشفع لها مرضها ولم ينقذها من العقاب الذي كان بانتظارها وهو السجن لتسترها على جريمة ابنها.

-"حياتنا يا ماما بقت عبارة عن كابوس ، الناس كلها بتلقح علينا في الرايحة والجاية بسبب فضيحة نعمات ومحدش بقى طايقنا في الحتة وعشان كده أنا وفداء قررنا أننا نبيع البيت ونروح نسكن في مكان تاني بس ما تخافيش أنا هجيلك على طول في الزيارات ومش هسيبك".

تمنت سامية أن تتحدث وتهون على ابنتها ولكن لم تتحقق تلك الأمنية فقد أخرست تلك الجلطة لسانها إلى الأبد.

انتهى موعد الزيارة فخرجت أسماء من مبنى السجن وهي تشعر بالحزن على عائلتها التي تدمرت بسبب أفعال والدتها وإخوتها.

نهاية الفصل
batol

وانهمرت دموع الوردحيث تعيش القصص. اكتشف الآن