الفصل العشرون

ابدأ من البداية
                                    

-إنت بتعمل إيه؟

رد عليها الرجل وهو يندفع من جديد نحوها ليحتضنها:

-أنا مهووس بيكي يا "آسيا"

تفاجأت به يحاوطها بذراعيه ليضمها عنوة إلى صدره، لكزته بقبضتيها صارخة فيه:

-إبعد عني يا متخلف

رد بصوت أقرب للهاث وهو يدنو بوجهه نحو شفتيها:

-أنا هاتجنن عليكي، إنتي مافيش واحدة زيك في جمالك ده!

ضربته بيدٍ وبالأخرى حاولت إبعاد وجهه المقزز عنها، ثم صرخت عاليًا:

-حد يلحقني!

رد عليها بثقة وقد بدا في غير وعيه:

-مش هاتعرفي تهربي مني، أنا بأحبك!

ثم حاول تقبيلها رغمًا عنها وتلمس ما تطاله يديه من جسدها وهو يجذبها إليه، وجدت "آسيا" صعوبة في منعه من استباحة ما ليس له، كانت مقاومتها محدودة أمام قوته الذكورية المفرطة والتي تضاعفت بسبب نزوته الشهوانية، تعذر عليها طلب المساعدة، تلفتت حولها محاولة إيجاد ما يمكن أن يسعفها في وضعها الحرج، وقعت أنظارها على زجاجة المياه الموضوعة على الطاولة الجانبية في زاوية المطبخ فجرته إلى هناك لتتمكن من الوصول إليها، مدت يدها لتمسك بها ثم انهالت بها على رأسه تضربه بكل عنف، صرخ الرجل متألمًا وهو يتركها مجبرًا، تراجعت "آسيا" للخلف لتحتمي من شره، نظر لها الرجل والشرر يتطاير من عينيه، صاح بها بغضبٍ:

-إيه اللي عملتيه ده

تلمس بيده مؤخرة رأسه ليرى خيوط الدماء تندفع منها، استغلت "آسيا" لحظة التهائه واقتربت منه مجددًا لتنهال بالزجاجة على رأسه بكل قوة مسببة له جرحًا عميقًا في مقدمة رأسه جعله يترنح ويفقد اتزانه، ضربة ثالثة تلقاها فخر ساقطًا على الأرضية الصلبة وغارقًا في دمائه، ارتعشت "آسيا" من هول المنظر وتراجعت مبتعدة عنه وهي توشك على الانهيار من صدمتها لما أقدمت على فعله، لكنها كانت في حالة دفاع عن نفسها.

في تلك الأثناء، عاد والدها من الخارج وهو يدندن بسعادة، تفاجأ برفيقه طريح الأرض فانتابته الخوف الشديد، حدق في ابنته مذهولاً وهو يسألها بفزعٍ:

-إيه اللي حصل هنا

أجابته "آسيا" بنبرتها المهتزة وهي ترتجف كليًا:

-الراجل ده .. حاول يـ ... يتهجم عليا

جثا "شرف الدين" على ركبتيه محاولاً التأكد من بقاء صديقه على قيد الحياة، انحبست أنفاسه لمجرد تخيل أنه سيموت هنا، تنفس الصعداء وقد سمع نبضات قلبه وتأوهاته المتألمة، تأكد أنه لا يزال بخير، فتح الرجل عينيه هامسًا بوهنٍ:

المُحترَمُ البَرْبَريُّ ©️ - كاملة ✅حيث تعيش القصص. اكتشف الآن