الفصل الخامس عشر❤

5.7K 74 0
                                    

        فوت وكومنت مبهج يا أحبتي 😉😘
    الفصل الخامس عشر..
تلتفت عيون القلب بحثا عن من
يجيبها ، جئت لا أعلم من أين ولكني أتيت ، ولقد أبصرت قدامي طريقاً فمشيت ، وسأبقى ماشيا إن شئت هذا أم أبيت ، كيف جئت؟ كيف أبصرت طريقي؟
لست أدرى..
أجديد أم قديم أنا في هذا الوجود !!
هل أنا حر طليق أم أسير في قيود !!
هل أنا قائد نفسي في حياتي أم مقود !!
أتمنى أنني أدرى ولكن .. لست أدرى ، وطريقي ما طريقي أطويل أم قصير !!
هل أنا أصعد أم أهبط فيه وأغور !!
أأنا السائر في الدرب أم الدرب يسير !!
أم كلانا واقف والدهر يجري !!
لست أدرى..
ليت شعري وأنا عالم الغيب الأمين !!
أتراني كنت أدرى أنني فيه دفين !
وبأني سوف أبدو وبأني سأكون !!
أم تراني كنت لا أدرى شيئاً !!
لست أدرى..
أتراني قبلما أصبحت إنساناً سوياً !!
أتراني كنت محواً أم تراني كنت شيئا !!
ألهذا اللغو حلٌ أم سيبقى أبديا !!
لست أدري.. ولماذا لست أدري ؟!
لست أدري...
*********************
دقات قلبها أخذت تصرخ بداخلها وهى تحاول أن تهرب منه بأقصى سرعة فقال هو بتحذير متأنى:
اهدى..أنا مش هضرك.
توقفت بثبات عند هذه الكلمة لتلكمه بكوعها فى معدته ، ليتركها متأوها ، ابتعدت عنه بسرعة وهى تنظر له بخوف عاقدة ساعديها أمام صدرها فى حركة دفاعية ، نظر لها نظرة قاتمة موحشة ليهتف بغضب:
أنا قولت مش هاعملك حاجة..اهدى بقى.
صمت ، تصدت له بالصمت الغريب وهى تفرز تفاصيل وجهه ، أغمضت عيناها وهى ترى تلك الحروق التى تسكن جانب وجهه الأيمن ، نظر لها ليجدها بهئيتها تلك ، تحسي اللثام الذى يغطى به وجهه لينتفض بسرعة واضعا إياه بعدما سقط بفعل إنحنائه ، يبدو لها الآن عينيه السوداء كتلك الظلمة الحالكة التى تلف وشاحها حولهما ، كانت ستتحرك ليقول هو بغلظة منبها إياها:
لازم تاخدى بالك الأيام اللى جاية ديه من اللى خطفك قبل كده.
جحظت عيناها بصدمه فسألت بتلعثم:
ق..قصدك ايه !!!
حرك رأسه يمينا ويسارا بإستياء قائلا لها بنبرة حانية بعض الشيء لم تعهد شخصيته هذا من قبل أو من بعد سنعرف:
ياريت تنتبهى ومتخرجيش كتير واقفلى أوضتك كويس.
اغرورقت عيناها بالدمع وهى تتخيل ما سيحدث ، هل ستتكرر تلك الأيام مرة أخرى ؟ هل سيعود الزمن للوراء ثانية ؟ وعند هذه النقطة لم تستطع التماسك لتخر باكية ، نظر لها بشفقة وهو يتلفت حوله ليذهب من حيث أتى متسدلا بستائر الظلام التى تقى غيره رؤيته ،
قامت من على الأرض فأخذت تنظر حولها لتجده ببساطة..اختفى ! ، مسحت دموعها وهى تتوجه إلى لداخل ثم أغلقت الباب بإحكام مثلما قال بالإضافه إلى تلك الظلمة التى باتت تستطيع الرؤية منها فعجبا .. !!!!
***********************
هبت منتصبة على سريرها لتجد دموعها تلطخ وجهها ، مسحته بسرعة وهى تنظر حولها ، حاولت مرارا وتكرارا أن تبعد تلك الذكريات عن عقلها لكن لم تستطع ، غالبت تلك الدمعة التى تتسابق على الهبوط لتقوم فوجدت ذلك المحلول المغروز فى يدها ، جاء على خاطرها ذلك الرجل العجوز ، الحريق الناشب ، رائحة الإختناق ومن ثم اسود كل شيء أمام ناظرها ، إنها حقا تستشعر باقى الرائحة القابعة فى حلقها ، قامت من مكانها بعدما أبعدت الإبره عن يدها لتتأوه بوهن ، خرجت من الغرفة لتجد من يجلس أمامها استقام فور رؤيتها قائلا بابتسامة:
صباح النور.
رمقته بتساؤل ليسارع هو فى اجابتها قائلا بتلك الابتسامة الجذابة التى تزين محياه:
إنتى بخير دلوقتى؟!
اكتفت بإيماءه من رأسها ليقول هو مشاغبا إياها:
هو إنتى مبتتكلميش ليه !!
حدجته بنظرة نارية أن لا يعنيك ومن ثم تساءلت أخيرا بلهفة:
هو فين؟!
أخذ يحك مقدمة رأسه قائلا:
لو قصدك على أبويا فهو بخير الحمد لله وده طبعا بفضلك بعد ربنا.
أطرقت رأسها خجلا ثم قالت بسرعة وثبات:
أنا عايزة أروحله.
تنحنح هو قائلا بخبث:
بس إرتاحى إنتى الأول.
لوت جانب فمها بتهكم هاتفة بجمود:
أنا كويسه يا أستاذ.
أطلق ضحكة قصيرة وهو يقول بمشاكسة:
اسمى مالك.
نظرت له مطولا ولم تتحدث ليحمحم هو بإرتباك:
تعالى ورايا.
ذهبت ورائه بالفعل وهى تحاول أن تحافظ على وضعها هذا ، دخلت معه الغرفة فسأل الرجل بسرعة:
أخبارك ايه يا بنتى !!
ابتسمت ابتسامة صغيرة وهى تردد:
أنا الحمد لله..وانت ؟!
رجع الرجل بظهره إلى الوراء قائلا بتمعن:
كويس..شكرا على اللى عملتيه معايا.
بادلته بخجل كسابقها لتردف بتساؤل لحوح:
هو ايه اللى عمل فيك كده..قصدى يعنى مين اللى  ولع فى البيت ده وانت جواه ؟!
تبادل النظر مع ابنه الجالس بجانبه ليقول بعدها بغموض:
معرفش يا بنتى..علمى علمك...
ثم استطرد متسائلا وهو يعقد ما بين حاجبيه بترقب:
وانتى ايه اللى جابك للمنطقة الهادية ديه فى الوقت المتأخر.
ارتباك ، وشعور بالغثيان حاوطها ، توافق معه شعور بالدوار حتى أحست بأن الأرض تميد من تحت قدميها ليقوم مالك سريعا وهو يسندها ، حاولت الحديث ولكن لم تستطع ، اتكأت على يده ليقول هو بقلق:
تعالى معايا على أوضتك..لازم أجيبلك الدكتور.
هتفت بسرعه وهى تحاول الوقوف
بصمود:
لا..لا..أنا بقيت كويسة..يمكن بس شعور الإختناق ده رجعلى تانى.
رمقها بعدم اقتناع فسأل الرجل بسرعة:
إنتى أهلك فين..أما اسمك ايه صحيح!!
أجابته بإرتباك:
رغد..اسمى رغد.
وبجانب تلك الأسئلة التى أخذت تحاوطها من كل جانب طرق الطبيب الباب لكى يطمئن على مرضيه بكل أريحية...
************************
يجلسان على مقدمة السيارة وبجانبه هى ، تفرك أصابعها بضيق وحنق بالغ ، نظر لها قائلا بتساؤل:
مالك قلبتى مرة واحدة كده فيه ايه..ما احنا كنا كويسين !!
هالة من الحزن غطت ملامحها وهى
تجيب:
رامى..شوفت رامى مع بنت..يبدو إنها كانت معانا فى الحفلة الأخيرة.
قفز من على السياره منتصبا على الأرض قائلا بوجه متهجم وهو يجذ على أسنانه:
طب واحنا مالنا !!
قالت وهى تزفر بحرارة تحاول طرد ذلك اللهيب الذى يدمر خلاياها:
مفيش.
باغتها هو بتساؤل سريع لم تتوقعه:
مايا هو انتى لسه بتحبيه ؟!!
نظرت له بدهشة من سؤاله المفاجئ ولم تتحدث ليسير هو إلى الأمام قليلا وهو يضع كفى يده داخل جيب بنطاله مماطلا فى محاولة قد تبوء بالفشل من الثوران الذى لن يعجبها أبدا مرددا بألم:
يبقى لسه بتحبيه.
وقفت وهى تتقدم منه قائلة بابتسامة حزينة وهى تنظر إلى القمر الذى ظهر بدره الليلة:
ده كان دايما معايا فى كل حاجة..وأنا فى الجامعة..وأنا مع أصحابى المخطوبين. .وأنا فى أى حفلة كان دايما معايا بس بجسده وشخصه مش بروحه..كنت بمنع نفسى من إنى أقوله بحبك..كنت عايشة فى صمت دائم وديه كانت طبيعتى وإلى الآن..الكتمان..بس فى أوقات نفسى بيفيض بيها زى دلوقتى كده.
نظر إلى شعرها المتلألأ وهو يمنى نفسه ولو بالإقتراب حتى يستنشق رائحة الياسمين منه بكل حالة ممكنة ولكنه أغمض عينيه قائلا:
وأنا كمان..بحب فى صمت..ومش قادر أقولها باردوا..
ربتت على منكبه قائلة بتساؤل:
ومجربتش ليه قبل كده !!
ضحك بمرارة متشدقا:
جربت والله بس فى خيالى..مستجرتش أنطقها.
هتفت هى بخبث:
طب ما يمكن هى كمان بتحبك بس مستنية إنك انت اللى تفاتحها.
لوى زاوية فمه بتهكم واضح:
لا..لأنها مش حاسة بحبى ليها..علشان قلبها مع حد تانى....!!!!!!
*************************
انت بتقول إيه يا دكتور !!
صعقة ، ريح ملئيه بالشوائب وبزعابيب أمشير صاح بتلك الجملة وهو يدقق النظر إلى الطبيب ، نظر إليه من خلف منظاره الطبى قائلا بتفهم:
لازم يتعالج..بس مش هنا.
هدر أصف بغضب:
بس نضال مش مجنون !
تنهد الطبيب قائلا بتلميح بسيط:
يا حضرة الرائد..نضال حالته محتاجة علاج نفسى بالإضافة للأدوية..وده مش جنون..مش كل اللى بيروح هناك بيبقى مجنون ولا حتى الدكاترة مجانين..بس ده على حسب الحالات..وزى ما قولت لحضرتك ده فقدان ذاكرة لحظى يعنى كل دقيقة أو أقل منها بينسى اللى اتقاله..وفى الوقت ده محتاج رعاية خاصة.
وضع وجهه بين كفى يده قائلا بتشدق ضائع:
طب وهيروح امتى والعلاج هيبتدى امتى ؟!
وضع الطبيب كفى يده على المنضدة أمامه مجيبا بثقة:
من النهاردة..متقلقش إن شاء الله هيبقى كويس فى أسرع وقت.
اصتنع ابتسامة وهو يودع الطبيب متجها إلى غرفة نضال فوجده يقف أمام الشرفة وهو يشبك أصابعه أمام صدره بضياع وتوهان ، تنهد آصف وهو يرى ما آل إليه صديق عمره ، اشتعل فتيل الغضب بداخله وهو يتجه للخارج متوجها لتلك الشذى التى ضيعت حياة صديقه بأبخس وقت وثمن ، وبعد مرور ساعة اكتشف سفرها ليضرب مقدمة سيارته بغضب بالغ وهو يركب مرة أخرى متوجها إلى مكان يختلى فيه بنفسه متذكرا الذى مضى .. !!!!!
********************
بينما على طاولة الغداء..
نجد من يضع لقيمات صغيرة تساعده على بقاءه على قيد الحياة ، مجرد وصول الأكسجين لرئتيه يحرقها فى بعد محبوبته ، طال غيابها وتحرك الشوق بداخله بطريقة جارفة على فقد الصبر والتمهل ، أخذ يضغط على أسنانه وهو يرى مكانها الذى كانت تجلس فيه معهم بين الحين والحين فارغ ، كان الجميع بإستثنائها هى يحوم عليهم الحزن بأصابع متقنة ، محترفة فى رسمه على أفواههم وقذفه فى حدقتى عينيهم ، فاجئهم قول إحدى الخادمات بعدما ذهبت فريدة وزوجها إلى مسكنهم القديم بعدما غابت هى عن حياتهم الوردية الصغيرة:
حسان باشا..فى رسالة لقيتها مع
الجريدة.
قال حسان بنبرة قاتمة:
أتيها يا جميلة.
التقطها ليفتحها بتأنى ويقرأ ما بها ثم وقف صائحا فجأة:
ديه من رغد ... !!!!!!!
********************
بينما وفى مكان آخر ، يقف هو أمام من لا تظهر ملامح وجهه الغاضبة التى لو نظر إليها لألحقته بالعمى الدائم ، يلفظ أسيال من البركان الثائر   لكنه..وبكل نبرة جامدة ملامحها قال:
تانى واحدة..أنا ملاحظ إنه مفيش أى تحكم.
حاول رامى أن يخلق الأعذار الواهية ، لم يستطع ليكتفى بالصمت وبداخله لو وجدها سيقتلها ، هى حقا من وضعته فى ذلك الموقف الذى لم يجب يوما أن يقترب منه ، التف بالكرسى وهو يدخن إحدى السجائر بشراهة:
آخر فرصه يا رامى..وبعدها....انت عارف ايه اللى هيحصل.
اومأ برأسه بصمت تام ليشاور له الرجل أن يغادر ، انحنى ومن ثم خرج والغضب يأكل وينهش تقاسيم وجهه بدون رحمة متوعدا لها ولو ، بالقتل .... !!!!!!
#يتبع
ارائكم من غير تم و..م
#نورهان السيد

الفراق قدرىWhere stories live. Discover now