الفصل السادس❤

9.3K 119 5
                                    

أحبك
عندما أبدأ بالكتابة
أجد نفسي وأجد ذاتي
أجد نفسي تنطق بالحروف المقهورة
التي تأبى أن تتوراى بين السطور
أجد ببعض الأحيان
أدمعي تنساب على ورقتي تبللها
فتبقى حروفي هي ذاتي الخجول
الذي تريد التحرر ولكنها تأبى
وأحياناً عندما أكتب
أنسى أن لي أبجديات ومقاييس
المفروض لا أفرًط بها
أما عندما أكتب عن حبي
أجده يتجسد بمعاني ضعيفة بين السطور
لأنني أجد حبي بداخلي
نابع بكل حساسية
                ****************
خرجت رغد من مدرستها فى تمام الساعة الثالثة ظهرا ، ودعت صديقتها فردوس بابتسامة لتندهش وهى ترى رامى يستند بظهره على السيارة ويبتسم لها ، ذهبت له بسذاجة تتساءل:
رامى بيه..هو حضرتك إيه اللى جابك هنا!!
رسم بتفنن ابتسامة على زاوية فمه
قائلا:
خرجت من الشركة وقولت مدرستك فى طريقى فأكسب ثواب وأجيبك معايا.
همست بخجل:
شكرا.
ركب سيارته قائلا لها بتساؤل:
هو إنتى هتفضلى واقفه عندك كدة ؟
توجهت لتركب وهى تسيح من ارتباكها وحيائها ، رمقها بنظرة خبيثة قائلا بابتسامة جعلت دقات قلبها تضرب صدرها بعنف:
إيه رأيك لو روحنا كافيه نشرب عصير عايز أقولك حاجة مهمة مكنش ينفع تتقال إلا واحنا لوحدنا..!!
رمقته بترقب قائلة بتفهم:
طب ما تقول هنا مش لازم نروح حتة!!
تنهد هو قائلا لها بحب مزيف:
رغد...
سرت مجرد قشعريره صغيره زغزغتها أسفل بطنها وهو ينطق اسمها أهى فى حلم أم خيال..!!
نظرت له ليستكمل حديثه وهو يعلم تأثيره الفعال عليها ليقول مستطردا:
اسمعي كلامى أحسن.
أومأت برأسها بصمت منصاعة له وهى تضم حقيبتها المدرسية إلى صدرها وتنظر من شباك السيارة الذي بجانبها بولهان وعشق ، مهلا أتلك الطفلة تشعر بالحب فى سنها هذا ، إنها مراهقة يا هؤلاء..!!!!!!
لكن ، لكنى لا أقتنع بهذا القول " مراهقة " ف الحب يطرق باب قلوبنا بدون استئذان ، ليس محدد بسن معين ، ألم تسمعوا عن قصة الفتاة التى أحبت ابن عمها منذ صغرها ولم تعلم الحب إلا على يديه ، كأنه شكلها على عقليته ، ولم يقف الحب فى طريق حياتها ، لا أتفق على وصف رغد بالمراهقة إلا...إلا لو فعلت ما سيقوله رامى بعد قليل.....!!!!!!
******************
خرج من سيارته وهو يهرول للداخل ولا يشعر إلا بأن قلبه سيتوقف الآن من كثرة ضخه للدم بعنف ، ذهب لداخل المشفى الجامعية ليرى صديقتها تجلس على الكرسى أمام إحدى الغرف فذهب لها سريعا وهو يسأل بهلع:
حنين مالها يا سيلا..إيه اللى حصلها..!!!
وقفت سيلا بسرعة مشيرة بإرتباك أن حنين بخير.
سأل لؤى مرة أخرى بخوف:
فين الدكتور..فين حنين..!!!
أشارت بإصبعها على الغرفه ليدخل بدون استئذان ، وجد حنين جاسية على سريرها نائمة والطبيب ينظر فى التقارير وبجانبه إحدى الممرضات ، قال لؤى وهو يقترب بسرعة من شقيقته ملتقطا كف يدها بين أصابع يده الباردة من الخوف موجها حديثه للطبيب:
مالها حنين يا دكتور إيه اللى حصلها!!
قال الطبيب بتساؤل:
إنت تقربلها إيه!!
أجاب لؤى بسرعة:
أنا أخوها.
زفر الطبيب بحرارة قائلا بعدها بهدوء يطمئنه عليها:
هى جالها هبوط فى الدورة الدموية وده اللى خلاها تفقد وعيها ويبدو من نتيجة التحاليل إنها مأكلتش بقالها كتير فده أثر عليها إنها تفقد الوعى لمدة طويلة.
سأل لؤى بتوتر:
طب وهى هتفوق امتي؟!
ابتسم الطبيب يجيبه بحنان:
متقلقش..بالكتير نص ساعة..ساعة..لغاية بس ما تسترد جزء من عافيتها إحنا علقنا ليها محاليل تعوضها.
اومأ لؤى برأسه بدون حديث وهو يلثم كف يدها بقبلة هادئة ليغادر الطبيب والممرضة وهما يبتسمان على هلعه هذا ، نظر لؤى لحنين ففرت دمعة من عينيه وهو يهمس بقلب متألم:
إنتى هتبقى بخير يا حنينى..إنتى اللى فضلالى من ريحتهم..يا حبيبتى.
قبل جبينها بعمق ومن ثم ظل ناظرا إليها بلا كلل ولا ملل..
*******************
يجلس هو ملتقطا صورتها بين أصابع يدها ويملس على وجهها بعشق ، ليعود بظهره إلى الوراء متشدقا بابتسامة حالمة:
آآآه يا قلبى آه منك آه.
نظر فى ساعته بلهفه ليجدها فى تمام الرابعة عصرا ، أضاء التلفاز الذى أمامه بسرعه ، فوجدها تبدأ بقولها:
السلام عليكم أهلا بالمشاهدين الأعزاء فى حلقة جديدة من برنامج " من قلب الحدث" هنتشرف النهارده بزياره أحد......
استند بكوعه على فخذه وهو يشاهدها بجمالها الجذاب ، وبعد مرور نصف ساعة ضرب أرقام يحفظها عن ظهر قلب قائلا:
شذى .. اذيك عامله إيه!!
زفرت بإرتياح تجيبه بتردد:
الحمد لله..إيه رأيك لغاية دلوقتى أنا متوتره أووى يا نضال إنت كنت واعدنى تيجى النهاردة وتحضر أول حلقة من قلب الأستوديو.
قام نضال وهو يبتسم على حاجتها الملحة له بجانبها فاستند بيده على الحائط ونظر من الشرفه وهو يقول:
آسف يا شذى..اعذريني المرادى.
تنهدت هى بمرارة قائلة:
ماشى يا نضال..سلام دلوقتى علشان هرجع على الهوا.
قال نضال بهدوء وخفوت:
بالتوفيق.
أغلق الهاتف ليسمع طرق على الباب ، ذهب سريعا ليجد من يقول بجمود:
فى حاجة مهمة يا حضرة الرائد لازم تسمعها.
جلس نضال على الأريكه وهو ما يزال ناظرا لها وهو يلحظ ابتسامتها المتراقصه بإرتباك على شفتيها الكرزيتين.
قام صديقه وأغلق التلفاز ليصرخ نضال بتمرد وتبرم:
ليه كده يا أصف!!!
قال آصف وهو يمط شفتيه بلا مبالاة:
لأنك مش معايا خالص يا حضره الرائد..كفياك تبص ليها كتير إنت عارف إنها عمرها ما هتبقى ليك.
قام نضال وهو يذهب للرخامة السيراميكة معدا له كوبا من القهوة الساخنة له ولصديقه قائلا بحزن:
عارف..بلاش بقا تبكتنى كده سيبنى فى حالى وقول فى إيه!!
صاح آصف بغضب:
فى بنت اتخطفت النهاردة من الدار يا نضال.
من صدمته لم ينتبه للكوب الذى امتلئ لنهايته بل أخذ بالإنسكاب على الرخامه ليقول آصف منبها إياه وهو يلتقط المبرد من يده:
خلى بالك.
خرج نضال من المطبخ وهو يقول بتساؤل قلق:
مين يا أصف!!
تنهد آصف مجيبا إياه بألم:
روجينا.
صرخ نضال في وجهه يتوقع هذا:
إنت بتقول ايييييه...!!!
قال آصف بحزن:
اتخطفت من يومين ولسه مبلغنى دلوقتى قلت لازم يكون عندك خبر.
هدر نضال بعنف وهو يقول:
ليه..ليه كدة..ديه كانت أمانة عندى يا أصف. .أنا طلعت مش أد الأمانة .
حاول آصف أن يهدأ من روعه قائلا:
لازم نعقل كدة ويبقى تفكيرنا على أقل من مهلنا يا نضال..أى غلطة فيها رقاب هتروح....!!!!
*********************
فى أحد الأماكن العامه..
يجلس رامى وأمامه رغد التى تشدد على حقيبتها بيد متعرقة وهى تنظر له بترقب ليقول هو بابتسامة مصطنعة:
اشربى العصير يا رغد.
التقطت كوب العصير لتقول له بتشدق:
ممكن أعرف فيه إيه يا أستاذ رامى؟
اقترب بجذعه إلى الأمام وهو يقول:
فى بنت كنت بحبها أووى..فوق ما تتصورى..يمكن كانت هى كل حياتى..
امتعضت ملامح وجهها وهى تجذ على أسنانها بشدة حتى أحدثت صريرا ألم فمها لتحاول تهدئه نفسها فاستطرد هو مكملا ما يقول:
بس هى ماتت من زمن ويمكن منستهاش بس مش بحبها زى زمان..مدة مرت بحلوها ومرها وبعدين جيتى إنتى يا رغد..بصى من الآخر كدة أنا بحبك..وهطلب إيدك من باباكى موافقة!!!!!!
جحظت عيناها بصدمة وفتحت فمها ببلاهة ليضحك هو قائلا:
يبقى موافقة.
أغلقت فمها بسرعة وخرج صوتها بنبرة متحشرجة:
هو إنت بتقول إيه!!
اقترب ليلتقط كف يدها بين أصابع يده لتسرى قشعريره فى جسدها بفعل لمسته تلك ، شعر بها ليضحك بداخله بإنتصار مرددا:
أوعى تكونى مش موافقة يا رغد!!
سحبت يدها لتقف وهى تقول بتلعثم:
مم..ممكن نروح لحسن اتأخرت.
قام هو الآخر بتساؤل:
ورأيك إيه يا رغد؟!!
أجابته رغد بإرتباك وهى تحوم بعينيها فى ملامح الأخرين:
مش هينفع إلا لما أخلص تعليمى يا أستاذ رامى.
ابتسم رامى وقال ببساطة:
يبقى هقول لباباكى ويكون عنده علم ماشى.
أومأت برأسها لتتقدمه وهى تذهب لسيارته ليهمس لنفسه بشر:
نيالك يا رامى.
*******************
فى المشفى..
" إنت ازاى متقوليش يا لؤى!! معرفش إلا من نادين السكرتيرة ! "
وقف لؤى قائلا بهدوء:
آسف يا عمى من سربعتى جيت من غير ما أقول لحد.
اقترب حسان وعلى ثغره ابتسامة حنونة قائلا:
ربنا يخليكو لبعض يا حبايبى..
ليستطرد وهو يسأل حنين بابتسامة:
وانتى اخبارك إيه دلوقتى؟!!
أجابته حنين ببعض الإرهاق:
بخير يا عمى.
وفجأة بدون استئذان دخلت راندا مهرولة على حنين قائله بخوف:
إيه اللى حصلك يا حنين..ما إنتى كنتى بخير الصبح!!
ابتسمت حنين على هلع الجميع عليها لتعدل وضعيه جلوسها قائلة:
أنا بخير والله ربنا يخليكو ليا..
لتكمل حديثها وهى تربت على كتف لؤى بسعادة:
ويخليلى سندى فى الدنيا..ده بعد حضرتك يا عمى طبعا.
ابتسم الجميع ليقاطعهم طرق الطبيب باب الغرفه ومن ثم يدخل قائلا بهدوء:
إنتى بقيتى كويسه يا آنسه حنين وتقدرى تروحى كمان دلوقتى.
أومأت برأسها متشكرة وبعد قليل بالفعل غادرت المشفى مع لؤى ليقول حسان بإلحاح:
لؤى مش هازهق من إنى أقولك تيجى تعيش معانا إنت وحنين يا ابنى.
نظر لحنين ومن ثم قال بابتسامة:
تشكر يا عمى...بس إحنا بنحس بإرتياح أكتر وإحنا فى بيتنا وهما حوالينا.
أطرق حسان رأسه بأسف قائلا:
ربنا يرحمهم...
ليردف:
خلاص تعالو معانا باتوا النهاردة.
لتكمل راندا بسرعه متلهفه:
أيوه..ما تباتوا معانا.
قال لؤى بهدوء مبتسما:
وأنا معنديش مانع.
ذهب لؤى لسيارته ليفتح الباب لحنين فتنظر له بابتسامة ومن ثم تدخل ليغلق الباب ، ومن ثم يركب هو الآخر بعدما ركب حسان وراندا مع السائق وذهبو جميعا للقصر..
**********************
فى منزل مايا..
صاحت صبرين بعصبيه بالغه وصوتها يهز أركان المنزل:
ممكن أعرف إيه اللى حصل امبارح يا مايا!!
قشعر جسدها بخوف ولكنها قالت:
أنا أسفه يا ماما..مش هاروح أى حفلات تانى أوعدك.
اقتربت منها صبرين قائله بتساؤل:
مش إنتى قايلالى إنك هتروحى مع ريماس حفلة فى بيت واحدة صديقتكم..إيه اللى وداكى النادى!!!
نظرت لوالدتها بإرتباك ولم تتحدث لتقول صبرين بغضب:
بينك إيه إنتى ورامى إبن حسان بيه يا مايا انطقى!!!!
نظرت لها بصدمة وهى تقول فى نفسها برهبة:
هى عرفت منين..!!
لتجيب بتلعثم:
مفيش يا ماما..مفيش.
زفرت صبرين بضيق قائلة:
إنتى هتسافرى إنتى وريماس الرحلة اللى طالعة باريس بكرة..وريماس هى اللى قالتلى وطلبت منى إنك تروحى معاها وأنا وافقت.
اقتربت منها وهى تحتضنها بسعادة بعدما ذهب الخوف تدريجيا من قلبها:
بجد يا ماما !
ملست صبرين على رأسها وهى تقول
بقلق:
أيوة يا مايا..أنا خايفة عليكى يا حبيبتى..أوعى تعصى كلامى تانى يا مايا..ولو فى أى حاجة أوعى تخبيها عليا ماشى يا مايا!!
خرجت مايا من حضنها قائلة ببعض التوتر:
حاضر يا ماما..حاضر.
*********************
بينما والجميع جالسين تحدث رامى قائلا وهو ينظر للؤى بخبث:
بابا...إيه رأيك لو خطبت رغد!!!
نظر لؤى لرامى هاتفا بدهشة:
ايييييه!!!!!
#يتبع
ارائكم من غير تم و..م
#نورهان السيد

الفراق قدرىWhere stories live. Discover now