أجابت حنين ببساطة وهى تهز كتفيها:
زى كل شهر ما بنعمل يا عمتو.

رد عليها حسان قائلا بتساؤل وهو ينظر لرغد بحنان :
بس رغد مش مدربة يا حنين وممكن تخاف.
نظرت رغد لوالدتها فريدة بيأس فقالت حنين بحماس بعدما استشفت بداية مشارف الموافقة:
ما يا عمو فى مدرب هيبقى معاها.
قال حسان بابتسامة وهو يومأ برأسه:
وأنا موافق.
حاول عمار والد رغد الرفض بقوله:
مينفعش يا حسان بيه.
زجره حسان بصوت جهور:
وأنا قولت أنا موافق..قومى يلا يا رغد روحى معاهم.
نظرت رغد لوالدها فأومأ لها برأسه لتقوم بسرعة بسعادة طاغية ، سارت بجانب حنين التى ذهبت لأخيها الذى انتشرت على جميع تقاسيم وجهه الفرحة و....الحب!

وقفت حنين قائلة كشرطي أجاب رئيسه بما يريد:
علم ونفذ يا لؤى باشا.
هتفت رغد بتفاجأ:
هو حضرتك اللى صاحب الفكرة !

فرك لؤى مؤخرة رأسه بإرتباك وقال متوجها للأمام:
مش يلا ولا إيه!!
ضحكت حنين عليه بخفه لتبتسم رغد بخفوت ، توجها إلى أحد الطائرات لتصيح رغد برهبة:
هو إحنا هنعمل إيه!!
قالت حنين وهى تضع كف يدها على منكب رغد تطمأنها:
متخافيش..لؤى وأنا واخدين شهادة يعنى مفيش أى خوف.
لاحت شبح ابتسامة على ثغر رغد وهى تسير معها ، القفز الحر ، تسكن المتعة والإثارة في تلك التجارب الفريدة التي لا يجرؤ إلا القليلون على خوض غمارها ، كونها تتطلب قوة القلب وهوس المغامرة والحماسة لمواجهة القدر في دقائق حاسمة ، قد تغدو أروع لحظات العمر ولعل أصعب ما في هذه التجربة هو الوقوف على باب الطائرة للمرة الأولى ، وأنت تعلم أن عليك أن ترمي نفسك بعد قليل ، تقف لتتأمل الغيم الذي يفرد ذراعيه لك ، ولكنك على موعد مع الحرية في أروع تجلياتها ، لهذا يصير الأمر أكثر إثارة عندما تقفز وتسلم نفسك للخوف والسعادة في اللحظة ذاتها ، وهذا بالفعل ما حدث معهم هما الثلاثة ، شعرت رغد بالخوف الشديد ولكنها حين قفزت شعرت بالتحرر والمتعة الحقيقة التى حدثتها حنين عنها بينما لؤى كان يختلس النظر إليها بعشق ، اقتربت حنين من رغد وهما فى الهواء لتصرخ رغد بسعادة فالتقطتها حنين من يدها آتية بالقرب من لؤى لتمسك بيده وهى تضحك ، قال لؤى لرغد بصوت عالى:
خلى بالك عدى لثلاثين وبعدين شدى السحاب سمعانى !
أومأت رغد برأسها ليبتسم لؤى وهو يلتقط كف يدها فى يديه اليمنى بينما الأخرى تلتقط كف حنين وهما ينفرجان فى الهواء كالطيور المحلقة بحرية وبعد العد لتسعة وعشرون سحبت حنين السحاب وفعل كذلك لؤى بينما كانت المشكلة مع رغد فصرخت برهبة تصيح:
مبيتشدش مبيتشدش.
قالت حنين بخوف وهى ترى رغد تهوى للأسفل بسرعة رهيبة:
لؤى..رغد مش عارفه تفتح المظلة.
علت دقات قلبها بخوف وهى تسقط ، اقتربت من الموت ، شارفت على خط النهاية ليساعدها عقلها فى فقدان الوعى ، ويخاطر لؤى بفك مظلته وحقيبته لتصرخ حنين باسمه بقلق جلى ، اقترب من رغد المغمى عليها فى الهواء وضمها لصدره وفى أقل من الفيمتو ثانية شد السحاب لتفتح المظلة ، حمد لؤى الله وبعد ثوان هبط الثلاثه للأرض وما زالت رغد فاقدة للوعي ، ضرب لؤى وجنتها بخفة هاتفا بهلع:
رغد..رغد..فوقى.
ولكن ما من مجيب لتقترب منهما حنين تنتحب ببكاء:
إحنا غلطانين مكنش ينفع نجيبها معانا.
وهنا هدر لؤى فيها بغضب طغى على خوفه ، انتبه على سؤال رغد التى استيقظت بخوف:
هو أنا مت!!!
ضمها لؤى بسرعة إلى صدره وهو يربت على رأسها فصاحت حنين بإنفعال:
لؤى.
استدرك لؤى ما فعله فقام وهو يقول بصريخ لرغد الشبه فاقدة للوعى:
هو أنا مش قولت فكى السحاب بعد ما تعدى لثلاثين..وليه بعدتى عننا أصلا...!!!!
نظرت رغد له ببكاء لتراه يبتعد عنهما ، أغمضت رغد جفنيها مستسلمة لفقدها الوعى مرة أخرى....!!!!!
*****************
استيقظت هى متأخرة بعض الشئ وهى تجد هاتفها يرن برقم ريماس صديقتها لتزفر بحراره وهى تقوم للتوجه للخارج ، ذهبت إلى المطبخ لكى تعد لنفسها فنجان القهوة الصباحى لها ، وفجأه وبدون سابق إنذار سمعت صراخ عالى فانفلت الكأس من بين يديها بسلاسة وهى تتوجه إلى الأعلى ومازال الصراخ مستمر ، توجهت للمصدر لترى ما يحدث فشهقت بعنف وهى تضع يدها على فمها و.....

#يتبع
ارائكم من غير تم و..م
#نورهان السيد

الفراق قدرىМесто, где живут истории. Откройте их для себя