3 || حنين للماضي

ابدأ من البداية
                                    

" ارسوا أماه -حسناً امي -، سأفعل ذلك في المرة المقبلة ، اعدكِ " قالتها بنبرة دلال ممازحة .

" إستمتعي هناك و لا تكثري من شرب السوجو " نصحتها بصوتها الرقيق كنسيم ربيع .

لوت شفتاها مبتسمة " لن اكثر اعدكِ ، إلى اللقاء ، احبكِ " قالتها و هي تومئ برأسها بإيجاب كأنها تراها لتغلق الخط متمنية لها يوم ممتع ثم عادت إلى أصدقائها و اختلطت معهم و حرصت بشدة على عدم الإكثار من شرب الكحوليات .

.
.

أغلقت باب سيارتها بعد أن أوصلت أغلب أصدقائها إلى منازلهم لأنها كانت واعية و لم تكثر المسكرات و دائماً تفعل ذلك عندما يثملون جميعهم فهم يعتمدون عليها ، زفرت بتعب فهي كانت مرهقة جداً لتحرك جسدها من مقعد السيارة ، فقد حصلت على الاُمسية رائعة لكن بعد ذلك كانت كارثية تقريباً ، قامت بحمل أجساد ضخمه من سيارتها إلى أمام أبواب منازلهم مما ألحق الآذى بعمودها الفقري .

"حسناً إنها آخر مرة و لن أفعلها مجدداً ، إنني أعني هذا هذه المرة حقاً " زفرت بسخط ثم ترجلت من مقعدها و أغلقت باب السيارة بكسل ، دخلت إلى المنزل .

كانت ستذهب إلى غرفتها في الطابق العلوي حيث جناحها يقبع أمام مشتل منزلهم الذي يسلب الأنفاس .
" بيوتي عزيزتي ، هل عدتِ إلى المنزل ؟!" أتى صوت حنون رجولي لتلتفت إلى صالة الجلوس الفسيحة و تبتسم بسعادة محاولة إخفاء إرهاقها عنه .

" أجل أبي لقد عدت الآن " اجابته و هي تتجه نحو أبيها ثم قبلت خده و جلست بجانبه .

" لقد تأخرتِ كثيراً يا ابنتي ، هل حدث شيء ؟!!" سألها قلقاً ، لتنفي برأسها وتقول .
" لا يا أبي لم يحدث شيء سيئاً بل هناك خبر مفرح ، لقد فازت جامعة بوسان الوطنية بالأولمبياد ، لهذا السبب قمنا بعمل حفل ، أما سبب تأخيري هو بأنني كنت أوصل أصدقائي إلى منازلهم فقد أسرفوا بشرب " شرحت بحماس شديد و كانت فخورة بهذا النصر ، إبتسم الأب عندما رأى حماس ابنته .

" هذا جيد ، إنني سعيد لأجلكم " قالها أبيها و هو يربت فوق يد إبنته .
" شكراً أبي ، الآن عن إذنك سأذهب لإستبدال ثيابي " إستأذنت و هي تقف من على مكانها
" حسناً و لكن أسرعي ، العشاء أصبح تقريباً جاهز " أخبرها أبيها ، لتومئ برأسها و تذهب إلى الطابق العلوي حيث جناحها .

.
.

جلست على مقعدها على طاولة العشاء بعد أن إستحمت و غيرت ثيابها .
" أشعر بالجوع الشديد " قالتها بشكل طفولي و هي تشم رائحة الطعام .

" هنيئاً لكِ ، هيا فلتبدئي بتناول الطعام " قالتها أمها و هي تمسك أعواد الطعام لتبدأ بتناول طعامها ، نظر زوجها إليها و قال بشكل مستاء .
" عزيزتي ، لِمَ أصبحتِ لا تطعميني بيدكِ أم أن وقتي قد ولّى بالنسبة لكِ ؟!!" ضحكت بيوتي على مشاكسة إبيها بينما أمها إحمرت من الخجل ،

 إنه قاتل عائلتي|| He's my family killerحيث تعيش القصص. اكتشف الآن