حزن مكتوم

30.2K 2.3K 644
                                    

يسعد مساؤكم....مسار الاحداث ما اكدر اغيره...
وتعذروني اذا نزلت دمعتكم...وهالبارت كتبته وحاولت اختصر بيه حتى ما اقهركم..تحياتي
البارت الثاني عشر
همس ليل
سمعت اصوات جوة وهوسة...
ما اهتميت...اعرف عدي وتهريجه ومرته نفسه
هم من تحجي صوتها عالي...
بقيت كاعدة بغرفتي واني افكر صار شهر ونص وحسام ماكو...
عدي اتصل على فوجه كالوا ناقليهم...
وية كل صلاة فجر اكعد ادعيله...
يارب هذا فرحتي ديمها علية...
فجأة انفتح الباب...
رفعت راسي واشوفه واكف كدامي كله تراب
ركضت بدون وعي شبكته حيل واشم بيه...
حاوط خصري بيديه...
_ولج كلي عرك وتراب ششمين
_يمة اروح فدوة لريحتك بعد رويحتي
_بوية لو كل ماتأخر هيج...النوب اطول يلا
سديت حلكه بأيدي ...لا تكول هيج فدوة
_دتعاي اغسليلي تعبان
_يا عيب من عدي
_مالج شغل طلع ...اريد سبحة مثل ليلة عرسنا
نزلت وراه واني شايلة ملابسه ومستحية...
تلكتني خالتي...كرت عينج يمة بسلامته...
تبسمت له...تسلمين خالة...
دخلت ليفت له وسبحته جان مسبل كلش مال واحد تعبان...
_نعيما حبيبي...
_وين رايحة
_اطلع اسويلك لكمة بين ماتبدل...
مد ايده وجرني ...دتعاي ليش اني هيج سبحتج
تاخرنا يلا طلعنا...
ومن طلعت صار عدي بوجهي...
حيل استحيت
_عمي حسام نعيما....اريد اروح للجبهة بلكت احد يدللني...
حياتي وياهم جانت حلوة صح اكو منغصات
مثل عركة زهراء الي تتلاغى على كلشي يخص التنظيف...
بس ما اهتم لان ادري بيها فطيرة شوي وترجع تضحك وتتشاقة...
والشي الثاني التحاق حسام...
كل ٢١ يوم ينزل ٧ ايام مالحك اشوف منه شي
لان يخلصها بين المحل وطلبات البيت الثانية
ومرت سنتين ماصار عدنا اطفال...
مرتين احبل انام اكعد الكى نفسي فايضة دم
اكون طارحة...
والمرتين حسام يتفاجأ بية لان احلل منة يومين وثالث اطرح.. وهو ملتحق
خالتي ودتني هواي للدكتورة يكولون مابيها شي
ودتني لعلوية...كالت هاي جافلة من صغيرة وصاير عدها تابعة...
سألتني بشنو تحلمين من تصيرين حامل...
_وحدة شكلها بشع تجيني بالحلم وتخلي ايدها على بطني
نطتني حروزات وايات قرانية اشيلها
زهراء حبلت وجابت ولد ثاني...
واني ابد ماقصرت وياهه بولادتها...
خاصة اشوف حسام يموت على جهال عدي ...
عمر صفاء جان ٣ سنوات وعلاء سنة من صرت حامل ...
هاي جانت نهاية ٨٤ وبنص ٨٥ تقريبا جبت احمد
حسيت بالولادة نص الليل ...
وعدي ركض جابلي جدة هو خالتي...
بس ولادتي جانت صعبة للفجر وماجبت الجدة كالت ودوها للمستشفى...
وبمستشفى اليرموك كوة يلا جبت ...
ماجنت اصيح يمة لو يابة...جنت اصيح حسام لحكني ...
رجعوني للبيت ونيمتني خالتي يمها...
بس بلحظتها حسيت شنو ماعندج ام تحظرج بولادتج....
اذكرت زهراء من جابت شلون امها فوك راسها...
وتجي بعد يومين محملة لها شغلات..
صح خالتي ماقصرت بس مو مثل امج...
عمر احمد ٣ اسابيع يلا نزل اجازة حسام...
لان بعد التحاقه بيوم جبت...
كعدت على بوسات على راسي وكصتي...
من فتحت عيني شفته...
وشفت فرح بعينه...
كام من يمي وراح للكاروك شال احمد
بوسه وشمه من ركبته...
شفت الدمع بعينه يلالي...
اذكرت من اجى وكتله اني حامل...
الفرحة بيومها ماساعته...وحتة كام يخاف يتقربلي
ومن راح ظل يوصي بامه...
وكل واحد من اصدقائه ينزل يدز رسالة بيده يريد يطمن...
_صدك فرحة الله جبر بخاطرنا
نزلت من الجرباية وتقربت منه شبكته من ورة وراسي على ظهره...
_شلون مايجبر بخاطرك وانتة جبرت بخاطر يتيمة..
رجع احمد على كيفه بالكاروك والتفت علية
_ما اريد اسمع هاي الحجاية منج مرة ثانية...
شبكني وباس راسي...كافي انتي فرحتي بهالدنيا
تدرين مرات احس الله ينجيني لخاطرج...
من يصير هجوم ويقوى اظل افكر بيج...
اكول منو لها وحتى طفل ماصار عدنا يسندهة بعدي
جنت مخلية راسي على صدره ولافة ايدي حول خصره
وهو حنجه مخلي على راسي...
من كال هيج فزيت وشبكته حيل
_عفية لا دكول هيج...اروح فدوة لك اني ووليدي بس كون انتة سالم...
مد يده ورفع وجهي له
_لج ثولة هية حياتي من دونج لها معنى...
طبعا الحرب مستمرة وقافلة الشهداء مالها نهاية...
العراق تحسه مابقى بي شباب مالتحق بالجيش
وحتى طلاب الخامس اعدادي ضموهم تحت جناح قوات سموهة الحرس الجمهوري اخذوه سنة مقابل ينطوهم درجات زيادة بالبكلوريا...
هذا اذا رجع سالم...
وغير الجيش الشعبي...وهذا جانت مفارز تنصب بنص المناطق وياخذون من الرجال المارة...
حتى اهلهم مايدرون بيهم والجيش الشعبي جان للاعمار الكبيرة الفوك الاربعين...
الاعدامات الي طالت الزلم الي تهرب من المعركة..
وفي ساحات مفتوحة وكدام اهلهم...
وسعر الطلقات من الاهل وبدون فاتحة للمعدوم
حرب طاحنة راح ضحيتها نص مليون جندي من الطرفين...
وبكد هالعدد مدينين...غير الاسرى والجرحى
معارك شرسة مثل المحمرة ونهر جاسم والفاو..
وطبعا اخرها الفاو الي استمرت من ٨٦ لغاية ٨٨
يهجم كل طرف ياخذها ويرجع الطرف الثاني يستعيدها...
ارض المحرمة...جانت تمثل ساحة سقوط الشهداء ويبقون مدة طويلة لحد ما يتوقف اطلاق النار ويدخل الهلال الاحمر ...
حتى كل طرفه يسحب قتلاه...
بس من تجي لبغداد الحياة طبيعية...
الشي الي جان يصدم القادم من الخارج جان مصور بغداد يلكاها خراب على مايسمعون من بيانات اعلامية ....
جنت وية كل بيان هجوم احس كلبي يوكف ومااخلي ما ادعي ...
صار عمر احمد ٣ سنوات وماصار عندي طفل
من جان ينزل حسام ماكو هيج يدلل احمد
وحتى ولد عدي مايقصر وياهم
طبعا المشاكل زادت لان ولد ولازم يتعاركون
ورغم ولد عدي هم يكتلون احمد لان اصغر منهم
وخالتي دافع له...
زهراء تتخبل وتظل بس تتعارك دكولها انتي عمتي اخت ابوية ودافعين للغريبة...
وتفضلين ابن حسام على ولدي...
من يجي عدي تشكيله...جان يكلبها شقة
_لجن عقلجن صغير ...جهال يتعاركون منة ويتصالحون...
ويكوم ياخذهم تلاثتهم ويطلع يونسهم ويرجع
ومن يدخل اتشوفه شايل احمد لان اصغر واحد
تتخبل زيادة...
بس اللحظات حلوة الي تجمعنا اكثر من المرة
يوم ض١٩٨٨/٨/٨...المغرب سمعت هلاهل
جنت غاسلة لاحمد واغيرله ملابسه...
وافكر قبل مدة اخذتني خالتي للدكتورة
وانطتني علاج...واخر نزلة لحسام جانت قبل شهر...
ومن قبلها بشهر ماجتني الشهرية
بس ماكتله بنزلته كلت اجيك يلا
والبارحة اخذتني خالتي للمستوصف...
وفعلا طلعت حامل..الفرح ماسايعني...
انتظر حسام بفارغ صبر ...اعرفه يفرح...
رغم حبيبي ابد ما اشتكى ولا كال...
جان يكولي عندي انتي واحمد بالدنيا...
عقدت محكمة من بلغت ال١٨ وهسة دخلت ب٢٢
صح صار ست سنوات وشوية مزوجة حسام بس اذا اجمع ٧ ايام من كل شهر ولسنة تطلع اقل تلث اشهر مجموعة وياه...
معدل ماشفته سنة ونص...
شكد ظالمة الحرب ...
صحاني صوت الهلاهل....نزلت اركض...
_شكو خالة...
_لج يمة خلصت الحرب
_شلون يعني
عدي...ذاعوا بيان وقف اطلاق النار...
من دون ما اشعر شاركت خالتي الهلاهل...
وصوت الجوارين ويانة
الفرع امتلى هلاهل غير الي طلعت تركص بالشارع
الناس ضجت ورغم ماكو بيت مالاحه شهيد لو اسير
بس العراق كله فرح
عبروا عن فرحتهم باجياس المي الي تنطش بالشوارع على السيارات والمارة
ساحة الاحتفال ابغداد ضجت بالناس الي تحتفل...
فرحتي جانت جبيرة...منة حملي ومنة راح يرجع حسام بحظني...
وانضافت لها فرحة تبادل الاسرى...كلت بلكت اعرف شي عن بيت عمي ...
بس اليتيم الظاهر ماتكمله فرحة....
يومين والثالث وحسام نتصل على الفوج مالته ماكو لان تاخر...
لحد يوم دك الجرس...جنة كاعدين نتغدى...
صح متأخر حسام عن نزلته...
بس كلنا الحرب وخلصت شكو خايفين...
عدي كام يفتح الباب...اقل العشر دقايق وسمعنا صيحته...
طلعنا نركض برة وخالة الي صعبة كومتها من الكاع
فزت على صوته وكامت اسرع منه...
تلاكها عدي بالمطبخ وهو يشك قميصه
_لج يمة راح الحنين...راح حسام
امه بقت واكفة مبهوتة..
وزهراء كامت تعيط ...
_عدي وين راح...الحرب مو خلصت
جانت الوجبة الاخيرة الي استشهدوا قبل البيان بيوم
حتة تبليغ باستشهادهم صار عن طريق المنظمات
الي بمناطقهم...
_لج استشهد ...لج راح حاميج
بقيت اصفن بوجهه...
الجيران التموا على العياط...
خالتي وكعت متخربطة واني لساني نشل...
لا اعرف اعيط ولا اعرف ابجي...
الدموع الي جانن مايفركني من زوجته ماشفتهن
زين ليش ماينزلن على الي وكفهن ...
ماعرف شلون وصلت للهول ولا منو جرني...
بس ماجنت ابجي...اباوع بس بالوجوه...
ساعات اني هذا حالي لحد ما كالوا جابوه
دخلوه ملفوف بالعلم...هذا الحلم دائما جنت اشوفه
نفس هالدخلة...
ونفس التابوت ونفس لفة العلم عليه...
بقيت كاعدة امكاني امه ...اخواته... خالاته تلكنه..
بس اني عيني من بعيد على التابوت...
جرتني زهراء...لج تعاي هذا حسام...
لج هذا حبيبج ابو احمد...
اباوع بوجهه مااستوعب شدكول...
لحد.مافتحوا التابوت...شفته عبالك نايم
اكو بسمة بوجهه غريبة...ساعتهت واحد كفخني
جيتت عليه اريد اجره واشبكه حسيت واحد جرني
ضربته واني اسحب نفسي منه...
اريد يهدني...
_عوفوني اريد اشوفه ...
لك حسام منو لي مو كلت ماتعوفني...
لك.روحي انتة منتظرتك تجي ابشرك..
تالي بشرتي بروحتك...
جروني ورجعوا الغطا ويريدون يشيلوه
جلبت بيهم...اخذوني وياه شلي بعمري بعد
اخذوا للنجف وماخلوني اروح...
وكعت من طولي من طلعوه...
من صحيت كعدتني زهراء وبدلتي شداشتي بسودة
وهية تبجي...
ماعرف شلون خلصت الفاتحة...
ولا شجنت اسوي...بس اذكر اباوع على خالتي وحمواتي يبجن ويلطمن واريد اسوي مثلهن
بس لا يد ترفع ولا دمعة تنزل...
شارعنا بطلوا فرحهم كلهم حزنوا ويانة ...
من خلصت السبعة...اجت خالتي علية...
لزمتني من اجتافي...
_باعي حسام راح مابيدنا شي...
بس بقوا جهاله ...ذولة من ريحته...
اوكفي على رجليج وكملي حملج ...
ماريد يروح الطفل...
لا احاللج ولا اوهابج اذا وكع...
ظليت صافنة بوجههة
زهراء...عمة هو بيدها...هذا رزق ربج
اندارت عليها...اي بيدها ...تاكل مثل الاوادم وودير بالها على صحتها.
رجعت باوعت علية...
_ابنج تاخذي بحظنج...وديرين بال على نفسج وما اعيد حجايتي...
طبعا عدتي يمهم وين اروح....واصلا عدي يدخل ويطلع مايرفع راسه...
حتى ضحكته غابت....وماعاد نسمع ذيج اللغوة والهوسة...
بالاربعين من رحنا وشفت كبره حظنته واني اون بسكوت لا احد يسمع صوتي ..
ومن يومها كل ونتي بسكوت ...خالتي اغلب وكتها مريضة ...
واني كل ماتغورب الوكت تلزمني خنكة...اظل انعي وابجي وهم مايرتاح كلبي...
احس روحي مفصولة عن جسمي...
محد يحس النار الي بكلبي...
هذا الكلب الي كم دوب يتحمل...
ليش مااموت كل هذا الشفته ومامتت شلون عين صلف وروح مجلبة بدنيا ماشافت بيها غير الهم والقهر...
طبعا عدتي ماتخلص الا بعد ما اجيب...
وعدي مشى بمعاملة الشهيد...
جانوا ينطون بيت وسيارة وراتب ..
من رادني اروح وياه ماقبلت
_ما اريد شي ....شسوي بيه
صاحت خالتي...غصب عنج تردين...فكري بجهالج
براهم طريق طويل
وفعلا عدي اخذ فلوس البيت والسيارة واشترالنا بيت بنفس منطقتنا...
والراتب صار بس لي وللجهال خالتي تنازلت عن حصتها...
لحد ماصارت ولادتي ...واخذوني للمستشفى راسا
جنت اصيح لك حسام الحكني...
وينك بعد منو لي ...جبت بنية...
سمتها خالتي هدى....
بس نفسي عايفة الدنيا...حتى رضاعة كوة ارضع الطفلة...
وعمتي تعصبت علية...
_شوفي يفرحة...اتجرين عدل لو اعرف شغلي وياج
ابني راح...ما اريد تضيعين جهاله
المفروض مثل ماشفتي نفسج ربيتي بغير ام واب...
تتمسكين بالدنيا علمود جهالج ...
ترة ماعدهم مرت عم مثل عمتج سمر وتتحملهم...
واني مادايمة هالشوفيني يوم صاحية ويوم بالفراش
صفنت عليها....
وظليت افكر بحجايتها..
اني ربيت يتيمة والله هيئلي مرت عم بنت اوادم
بس منو يكول جهالي نفس الشي...
باوعت لبنتي....نسخة من ابوها...
حسام جان حور عينه جبير وهدى نفس الشي
عكس احمد...خالتي دكول يشبه ابوج حيل...
شديت حيلي لخاطر جهالي...
صار عمر هدى خمس اشهر....يعني مر على حسام
سنة...
وطول هالفترة خالتي تاخذنا نزوره...
واني احاجيه...حبيبي جبتلك جهالك اكعد شوفهم
عدي ابد مارجع مثل قبل عبالك شي انكسر داخله
وزهراء هم بطلت ذاك العرك وكامت هية داري جهالي
البيت الي جان ماتغيب عنه البسمة والضحك
صار كئيب وحزين...
حتى حمواتي الي جانن كل خميس هنة وجهالهن يمنا...خاصة من يسمعن حسام نازل اجازة يجن ركض...
كامن كل فترة يلا يجن...ودائما يكابلن خالتي يبجن
يكللها راح الي جان يسئل عنة ويتفدكنا ...
وبعد داير السنة باسبوع...
وبالليلة كشرة اندك الباب...
...وللحكاية بقية

شفاه ذابلةTahanan ng mga kuwento. Tumuklas ngayon