الحلقة الرابعة

9.5K 223 3
                                    

الفصل الرابع

نظر لها (عمر) محاولا إن يمتص غضبها
-يا حبيبتى انا هسافر لشغل ٠٠ الشركة اللى بعتالى دى شركة كبيرة وساعتها هيبقى ليا اسمى فى السوق وهنكبر سوا وانا نفسى اسعدك وميبقاش نفسك فى حاجة
نظرت له (مريم) وهى تشعر بالحزن
-بس ٠٠ بس سنتين كتير اوووى يا (عمر)
-هيمروا هواا يا حبيبتى ٠٠ انا كان نفسى تبقى مخلصة دراستك عشان اتجوزك ونسافر سوا بس انتى لسه فى بداية الترم الاول ومش عاوز اعطلك اول ما ارجع هنتجوز ع طول وإن شاء الله هنستقر فى مصر مش فى حتة تانية
نظرت له (مريم) بحزن
-بس ٠٠ انا مش قادرة اتخيل انى هقعد سنتين مشوفش وشك
نظر لها بهيام قائلا
-انا كمان مضايق جداا من النقطة دى ٠٠ بس عاوز اكمل لسبب واحد انا شايف انى هحقق نفسى وهلبى طلباتك كلها اكتر واكتر
هزت رأسها نافية
-بس انا مليش طلبات غير انك تبقى معايا
شعر (عمر) بالحزن قائلا
-متصعبيش الموقف عليا يا (مريم) انا اصلا مش عارف هقعد من غيرك سنتين ازاى
حاولت رسم ابتسامة خافتة على وجهها ثم هزت رأسها بالإيجاب فتحدث (عمر) قائلا
-إن شاء الله هسافر بعد بكرة ٠٠ عاوزك تبقى معايا قبل ما اسافر
أتسعت عينان (مريم) قائلة
-بعد بكرة !! اوام كده
نظر (عمر) إلى اسفل قائلا
-العرض جاه فجاءة
هزت رأسها بالإيجاب بتفهم ثم قالت
-إن شاء الله هترجع بالسلامة
*******************
مر اليوم سريعا  وكان (عمر) قد جلس فترة طويلة مع (مريم) وطلب منها إن تقم بأيصاله إلى المطار حتى يستطيع أن يودعها لأخر لحظة على أرض مصر قبل إن يغادر ٠٠
قبل موعد الطائرة بساعتين كان يجلس كل من (عمر) و (على) و (مريم) بالمطار كانت (مريم) تبكى بشدة فنظر لها (عمر) قائلا
-ارجوكى متصعبيش عليا الموضوع اكتر من كده يا (مريم) انا مش حمل دمعة واحدة من دموعك مش هقدر استحمل كل الدموع دى
بدئت (مريم) فى مسح دموعها ثم أبتسمت قليلا قائلا
-ماشى ٠٠ بس تكلمنى لما توصل فاااهم ؟! طمنى عليك
هز (عمر) رأسه بالإيجاب كان (على) يقف بعيدا عنهم ليعطيهم مساحة لكى يستطيعوا أن يتحدثوا لكنه مازال ينظر عليهما ٠٠ اخرجت (مريم) كتيب صغير من حقيبة يدها ثم نظرت له لتقول بصوت خافت
-انت سألت قبل كده حبى الأول كان مين ؟
نظر لها (عمر) مطولا ثم قال
-انتى عاوزة تحرقى دمى قبل السفر !!!
هزت رأسها نافية ومدت يدها لتعطى له ذلك الكتيب وهى تقول
-ارجوك افتحه اول ما تطلع الطيارة هتشوفه وهتعرف هو مين ؟
جز (عمر) على أسنانه قائلا
-انتى لسه بتفكرى فيه يا (مريم) ؟
صمتت (مريم) قليلا ثم قالت
-ارجوك هتعرف اجابة السؤال لما تفتحه ٠٠ وتأكد انى مش عاوزة انكد عليك
عض (عمر) شفتاه بغيظ شديد قائلا
-انا مش فاهم لحظة زى دى بتحشريه بينا ليه ؟ انتى بتحبينى ولا بتحبيه
أبتسمت (مريم) قليلا ثم قالت
-بحبك يا (عمر) ٠٠ هتوحشنى اووووى ٠٠ خلى بالك ع نفسك ومتنساش اول ما توصل تكلمنى
أستشاط (عمر) غضبا من برودها ولكنه تحدث ببرود
-ماشى ٠٠ انا هروح اكمل الاجراءت
-اوعى تنسى اول ما تطلع تبص عليه وع الرسايل اللى كنت بكتبها ليه
تحدث (عمر) بأنفعال شديد
-ما خلاص بقى يا (مريم)
أبتسمت (مريم) قليلا فتمتم (عمر) قائلا بصوت خافت
-باردة
ثم ذهب ليودع (على) ٠٠
ما أن أكمل (عمر) اجراءت سفره حتى صعد على متن الطائرة وما  أن صعد حتى جلس على مقعد للجلوس حيث كانت اعصابه متوترة قليلا مما سمعه من (مريم)  ثم قرر فتح ذلك الكتيب وهو يشعر بغضب وفضول شديد ليعرف من هو ذلك حبيبها الأول فتح (عمر) الكتيب وجد صور له وهو بالجامعة وأسفل كل صورة رسالة
(بحبك يا (عمر) )
(امتى هتحس بحبى يا غتت انت )
أبتسم قليلا ثم قام بعرض الصفحة التى تليها وجد صور له فى مرحلة الجامعة واسفلها رسائل ايضا
(كل يوم حبك بيزيد فى قلبى )
(انت عملت فيا ايه انا وقلبى)
فعرض صفحة أخرى وجد الكثير من الصور له فى مراحل متأخرة من عمره واسفلها مكتوب رسائل ايضا
(انت ليه بقيت بتاع بنات !! )
(انا بدعيلك فى كل صلاة عشان تتغير وتبقى احسن وتبطل تبقى بتاع بنات)
(بجد بتعذب لما بتقول انك رايح تقابل بنت ومش حاسس بيا ولا بحبى )
شعر (عمر) بالضيق من نفسه لأنه جعلها تشعر بتلك المشاعر ولكنه أبتسم قليلا اذا فهو ذلك الشخص التى كانت هى متيمة به ثم تحدث قائلا فى نفسه
-بحبك يا (مريم) ٠٠ وبإذن الله مش هعذبك تانى ولا هجروء حتى انى اخونك انتى لو كنتى قدامى دلوقتى
ثم تنهد بحرقة
-بحبك
********************
وصل (عمر) إلى السكن الذى سيقيم به الخاص بالشركة التى سيعمل بها وما أن وصل حتى قام بالأتصال ب (مريم) عن طريق هاتفه النقال بهاتف (على) الخاص اتاه صوت (على) قائلا
-وصلت يا (عمر) الحمد لله ؟
أبتسم (عمر) بسعادة ثم قال
-أيوة الحمد لله ٠٠ عاوز اكلم (مريم) اطمنها
-اهاا تكلم الأهم فالمهم
ضحك (عمر) وهو يقول
-يا غتت ٠٠
فدخل (على) على شقيقته فى الشرفة حيث كانت تقف وقال
-(عمر) ع التليفون ٠٠
شعرت (مريم) بسعادة كبيرة ثم قامت بأخذ الهاتف من شقيقها مسرعة لتجيب
-الو ٠٠
-بقى انا الغبى ده
أبتسمت (مريم) بخجل وهى قد فهمت مقصده ثم قالت لتغيير مسار الحوار
-وصلت امتى ؟
أبتسم وقد فهم ما ترمى إليه
-هو اخوكى الغتت مش سايبك براحتك
اجابت بعفوية
-اه
ثم استدركت ما قالت وتابعت
-وبعدين معاك بقى
فضحك (عمر) بشدة ثم تحدث بهيام
-كنت غبى عشان يبقى الجمال ده قدامى ومحبوش ٠٠ انتى الوحيدة اللى تستاهلى قلبى (مريم)
أحمر وجهه خجلا وقد لاحظ (على) ذلك فأختطف منها الهاتف وقال
-كنت بتقولها ايه ؟ ٠٠ البت احمرت اوووى
مط (عمر) شفتاه بعدم رضا
-مفرق الجماعات وهادم اللذات انت ٠٠
فضحك (على) عليه بينما اسرعت (مريم) إلى غرفتها خجلا من شقيقها ٠٠
*****************
مر شهران كان (عمر) يتصل دوما ب (مريم) للأطمئنان عليها وعلى حالها من فترة إلى الأخرة كان حبهم لا يقل ابداا بينما يزداد دوما ٠٠
بينما فى عمله تعرف (عمر) على الكثير هناك حيث كان يوجد عرب مثله بالشركة ومصريين ايضا توطدت علاقته بهم ٠٠ كانت سكرتيرته الخاصة  تدعى (إلينا) من اب مصرى ووالدة ايطالية كانت بدئت (إلينا) فى ان تشعر بالحب نحو (عمر) وقد لاحظ (عمر) ذلك لذا بدء أن لا يتحدث معها خارج العمل شعرت (إلينا)  بالضيق والغضب من تجاهل (عمر) المستمر لها حتى فى يوم قررت إن تذهب له إلى المنزل بعد العمل فذهبت إليه ثم قامت بدق باب شقته وحين فتح (عمر) الباب وجد (إلينا) أمامه فصدم وهو يقول
-(إلينا) !! خير فى حاجة ؟
فتحدثت (إلينا) بدلال
-مش هتقولى اتفضلى
تردد (عمر) قليلا ثم قال على مضض
-اتفضلى
دخلت (إلينا) فلاحظ (عمر) إنها ترتدى فستان احمر قصير وشعرها الأصفر مسترسل للخلف فحاول الا ينظر اليها قائلا بصرامة
-خيير يا (إلينا) ؟! متهيئلى الشغل خلص
مطت (إلينا) شفتاها بعدم رضا قائلا
-وهو اللى بينا شغل بس ؟
تحدث (عمر) بنبرة حاسمة
-طبعااا ومفيش اى حاجة تانية بينا
تحدثت (إلينا) بنبرة دلال قائلة
-انا مش طالبة منك كتير يا (عمر) ٠٠ انا بحبك وانت عارف
-وانا مش بحب غير خطيبتى ٠٠ يااريت تفهمى
حاولت ان تقترب منه فعاد (عمر) للوراء قائلا
-خطوة زيادة وهنسى انك زميلتى فى الشغل وهرميكى رمية الكلاب
تغير وجه (إلينا) للحنق ثم قالت
-مش طالبة كتير انا مطلبتش تتجوزنى ٠٠ ممكن نبقى سوا وخطيبتك متعرفش
احتدت نظرات (عمر) لها ثم ذهب إلى باب المنزل وفتحه قائلا
-انا هعمل نفسى مسمعتش اى حاجة وده عشان اعرف اتعامل معاكى فى الشغل بس مش اكتر
شعرت (إلينا) بالأهانة فخرجت وهى تتوعد إلى (عمر) ٠٠ اغلق (عمر) باب المنزل وهو يزفر بضيق قائلا
-رخيصة ٠٠
*****************
خلال شهر انصرم حاولت (إلينا) اغواء (عمر) بكل الطرق الممكنة احيانا كان يشعر (عمر) بالضعف قليلا فهو فى النهاية رجل لديه مشاعر وتلك الفتاة سلعة رخيصة تعرض نفسها ودون مقابل ايضا !! ولكن ذلك لم يتخطى سوى حصون افكاره فدائما ما كان يردع نفسه يذكر نفسه دائما ببراءة (مريم) تلك البريئة التى احبته حتى سارت الأن شابة فرفض تلك الرخيصة لأنه بالطبع لا يوجد وجه للمقارنة بينها وبين (مريم) ٠٠
بينما (إلينا) شعرت بأهانة تلو الأخرى كانت تشعر بالضيق بالغضب تريد فقط ان تنتقم وما زاد شعورها بالأنتقام حتى تذكرت تلك المرة التى عرضت عليه فيها نفسها ولكنه قابلها بالرفض التام ٠٠
وفى كانت بمكتبه تنتظر منه أن يمضى بعض الأوراق وما إن انتهى توجهت لباب المكتب لتفتحه وقبل أن تخرج من غرفة مكتبه أستمعت إلى صوت هاتفه يعلن عن وجود أتصال سمعته يقول مسرعا
-(مريم) وحشتينى اوووى ٠٠ افهم من سكوتك ده ان وشك بقى زى الطماطم ؟
ثم اضاف قائلا
-بعشق خجلك يا (مريم) ٠٠ بحبك كلك ع بعضك كده ٠٠ ومش قادر افهم انتى ازاى لحد دلوقتى لسه بتكسفى منى
استمعت لذلك (إلينا) وغلت الدماء فى عروقها ثم قامت بصفع الباب وهى تخرج من المكتب بينما نظر إليها (عمر) بلامبالاة فقررت إن تنتقم منه ٠٠
***************
جلست (إلينا) مع شاب يبدو عليه الريبة ثم قالت
-فهمت هتعمل ايه ؟
تحدث الشاب وهو يبتسم بخبث
-متخافيش يا (إلينا) اعتبرى تليفونه اتسرق من دلوقتى
تحدثت (إلينا) بحدة
-مش تليفون بس قولتلك كمان محفظته بيحط فيها نوتة بأرقام تليفونات اللى يعرفهم مش عاوزه يعرف يوصلها تانى ولا هى تعرف توصله
-ماشى يا (إلينا)
****************
مر يومان وكان قد سرق ذلك الشاب المريب كل اغراض (عمر) بعد ان ضربه على رأسه جعله يفقد الوعى تماما وبالطبع طلبت (إلينا) له رقم الأسعاف لتنقله إلى مشفى ولم تظهر بالصورة حتى لا تجعله يشك انها وراء تلك السرقة أعطى ذلك الشاب أغراض (عمر) ل (إلينا) وأخذ بالمقابل مال كثير منها قامت  (إلينا) بالبحث عن رقم (مريم) ولكنها لم تجد احتدت نظراتها للهاتف وهى تتمتم
-انا متأكدة انه بيكلمها ع طول ازاى رقمها مش موجود
ثم اتت بقائمة المكالمات الصادرة وجدت ان معظم مكالمته تقريبا مع شخص يدعى (على) تذكرت انها استمعت لهذا الأسم قبل ذلك ثم أبتسمت قائلة
-صح صح ٠٠ ده شكله اخو (مريم) دى سمعته كذا مرة بيسألها عليه ٠٠
تشجعت قائلة
-هتصل بيها  واقولها بس يومين كده
ثم قامت بأغلاق الهاتف فى حالة أن افاق (عمر) لا يستطيع الوصول إليه ٠٠
***************
مر يومان لم يصل ل (مريم) أى أتصال من (عمر) ولكنها كانت قد اعتادت على ذلك فعندما يكون منشغل لا يتصل فلم تجد اى داعى للقلق ٠٠
بينما قضى (عمر) ذلك اليومان فى المشفى فقد كانت الضربة التى اصابت رأسه قوية للغاية فأحدثت تلف بسيط فى ذاكرته ظل لا يعى ما حوله لمدة يومان كاملان ٠٠
فى المساء قررت (مريم) ان تخرج مع (على) ليبتعوا اغراض المنزل سويا وهم عائدون سمع (على) صوت هاتفه فأخرجه وجد أن المتصل هو (عمر) فقال (على)
-ده (عمر) ٠٠
لم تعطى (مريم) فرصة ل (على) لكى يتحدث أكثر وأختطفت من الهاتف فقد كانت تفتقد (عمر) بشدة فتحدثت قائلة
-الو
جائها صوت أنثوى يتحدث بنبرة أسف
-انسة (مريم) معايا ؟!!
نظرت (مريم) إلى الهاتف وجدت انه رقم (عمر) فأتسعت عيناها قائلة
-مين معايا ؟
-انا سكرتيرة استاذ (عمر) ٠٠ البقاء لله
صدمت (مريم) مما تسمع واتسعت عيناها قائلة
-انتى بتقولى ايه ؟! مين ماات
أجادت (إلينا) التمثيل بتلك النبرة الأسفة
-من يومين كنا فى حفلة والحفلة دى كانت ع يخت كبير استاذ (عمر) كان معانا وتقريبا داخ فقد التوازن وقع حاولنا نلحقه وادينا اخبار للغواصين كتير بس لحد دلوقتى مفيش اى اثر لجثته بس هو مات بقاله يومين فى المايا وملوش اثر ٠٠
لم تستمع (مريم) لأى كلمة أخرى بعد ذلك ظلت تسير غير عابئة بالسيارت التى تزدحم فى الطريق كان (على) يسير خلفها يحمل العديد من الحقائب أنتبه لها تسير وسط السيارات القى بالحقائب على الارضية ثم اسرع نحوها ولكن كانت سيارة أتية اسرع منه لم تستمع (مريم) إلى صوت (الكلاكس) الخاص بها ثم ارتفعت عن الأرض لبضع ثوان وسقطت مغشى عليها والدماء تتناثر فى جسدها وعلى الأرضية اتسعت عينان (على) ووقف الطريق بإكمله ٠٠

#أحببته_مرتين

#علا_السعدني

أحببته مرتينWhere stories live. Discover now