الدم والنار الخامسة عشر للكاتبة حنان عبد العزيز

Start from the beginning
                                    

فى الإسكندرية فى المستشفى عند محمد مازال يعانى من الصداع المفتك برأسه ،

وهو مازال لا يتذكر أى شيء سوى ذالك الكابوس الذى أصبح يتارده حتى فى ،

يقظته ، وتلك العيون المثتغيثة ،

حامد بوجه حديثه لمحمد انا ابوك يا حبيبى ، اللى بيتعذب بقاله اكتر من تمن

شهور مقهور عليك ، بس كان جوايا ، احساس بيقولى ان ربنا كريم ، وعادل ،

رفع يده يتضرع بالدعاء ، احمدك يا رب كنت عارف انك مش هتسانى فيه ،

وجثى على رقبتيه ، وسجدا شكرا لربه ،

عم سيد يبكى فكان يحدث نفسه ياريتنى ماجيت ،

جبتك اطمن عليك هرجع من غيرك ،

هقول اية لجمالات اللى اتعلقت بيك ،

وانا اللى قولت انى ربنا عوضنا بيك فى اخر ايامنا ،

بس الحمد لله ، انك رجعت لاهلك ،

حتى لو ده على حساب سعادتى انا وجمالات ،

ظل محمد يصارع كوابيسه وهو يتذكر ذالك الحربى وهو يفعل بزوجته ما يفعل،

وهو مقيد عاجز لا يملك حتى الدفاع عنها ،

وهى تستغيث به أن ينقذها من براثن ذالك الذئب البشري ،

حتى أصدر صرخة مدوية اتجمع على إثارة الأطباء وأمر الطبيب با حضار حقنة.

مهدائة ، وما أن غرسها فى يده حتى هدء واسترخى كأنه كان فى صراع مع نفسه ،

فأخذ صدره يعلو ويهبط على اثاره ،

سماح تصرخ باسم بدر وكأنها تحث نفسها بندائه على تحمل الآلام والاوجاع ،

وحامد يشكر سيد ، انا مديولك بعمرى ، بجميلك ده

ولو طلبت منى اى حاجة هعملهالك دلوقتى انت رديت فيا روحى ،

سيد ، انا رديتلك روحك ، وانت اخدت روحى انت متعرفش رضا ده كان اية ،

كان ابنى اللى مخلفتوش ، بس الحمد لله أنه ربنا رده ليك تانى ولمراته وأهله ،

بس ابقى اسمحلى ابقى اجى أزوره انا وجمالات ، وما أن نطق باسمها حتى

تذكرها فهى الان فى غاية القلق عليه ، فدرب كفه على مقدمه رائسه ، وهم

بالاتصال بها واخبارها على كل ما حدث ، والتى بكت على اثاره ، قائلة ، فين عنوان

المستشفى ده انا جاية ، اشوفه واودعه ،

وما أن أغلق التليفون حتى سمع صريخ ذالك الصغار معلنين عن وجدهم فى تلك

الحياة ،
عم حامد الحمدلله يارب يا ما انت كريم ، وكاد أن يقفز من شدة السعادة ،
*************
فى قنا فى مستشفى المركز ، كان قد آفاق مما هو فيه ، نظر له الطبيب اية يا حج،

الدم والنار Where stories live. Discover now