فى الإسكندرية فى المستشفى عند محمد مازال يعانى من الصداع المفتك برأسه ،
وهو مازال لا يتذكر أى شيء سوى ذالك الكابوس الذى أصبح يتارده حتى فى ،
يقظته ، وتلك العيون المثتغيثة ،
حامد بوجه حديثه لمحمد انا ابوك يا حبيبى ، اللى بيتعذب بقاله اكتر من تمن
شهور مقهور عليك ، بس كان جوايا ، احساس بيقولى ان ربنا كريم ، وعادل ،
رفع يده يتضرع بالدعاء ، احمدك يا رب كنت عارف انك مش هتسانى فيه ،
وجثى على رقبتيه ، وسجدا شكرا لربه ،
عم سيد يبكى فكان يحدث نفسه ياريتنى ماجيت ،
جبتك اطمن عليك هرجع من غيرك ،
هقول اية لجمالات اللى اتعلقت بيك ،
وانا اللى قولت انى ربنا عوضنا بيك فى اخر ايامنا ،
بس الحمد لله ، انك رجعت لاهلك ،
حتى لو ده على حساب سعادتى انا وجمالات ،
ظل محمد يصارع كوابيسه وهو يتذكر ذالك الحربى وهو يفعل بزوجته ما يفعل،
وهو مقيد عاجز لا يملك حتى الدفاع عنها ،
وهى تستغيث به أن ينقذها من براثن ذالك الذئب البشري ،
حتى أصدر صرخة مدوية اتجمع على إثارة الأطباء وأمر الطبيب با حضار حقنة.
مهدائة ، وما أن غرسها فى يده حتى هدء واسترخى كأنه كان فى صراع مع نفسه ،
فأخذ صدره يعلو ويهبط على اثاره ،
سماح تصرخ باسم بدر وكأنها تحث نفسها بندائه على تحمل الآلام والاوجاع ،
وحامد يشكر سيد ، انا مديولك بعمرى ، بجميلك ده
ولو طلبت منى اى حاجة هعملهالك دلوقتى انت رديت فيا روحى ،
سيد ، انا رديتلك روحك ، وانت اخدت روحى انت متعرفش رضا ده كان اية ،
كان ابنى اللى مخلفتوش ، بس الحمد لله أنه ربنا رده ليك تانى ولمراته وأهله ،
بس ابقى اسمحلى ابقى اجى أزوره انا وجمالات ، وما أن نطق باسمها حتى
تذكرها فهى الان فى غاية القلق عليه ، فدرب كفه على مقدمه رائسه ، وهم
بالاتصال بها واخبارها على كل ما حدث ، والتى بكت على اثاره ، قائلة ، فين عنوان
المستشفى ده انا جاية ، اشوفه واودعه ،
وما أن أغلق التليفون حتى سمع صريخ ذالك الصغار معلنين عن وجدهم فى تلك
الحياة ،
عم حامد الحمدلله يارب يا ما انت كريم ، وكاد أن يقفز من شدة السعادة ،
*************
فى قنا فى مستشفى المركز ، كان قد آفاق مما هو فيه ، نظر له الطبيب اية يا حج،
الدم والنار الخامسة عشر للكاتبة حنان عبد العزيز
Start from the beginning