الفصل الرابع عشر

Start from the beginning
                                    

-بتهربي مني ليه يا بنتي؟ أنا مصدقت لاقيتك

صرخت فيها الأخيرة بلا وعيٍ:

-دلوقتي بس ظهرتي في حياتي؟ دلوقتي جاية تقوليلي بنتي؟!

-أنا ....

قاطعتها بانفعال غاضب وقد تسللت العبرات إلى مقلتيها:

-ولا كلمة، مش عاوزة أسمع حاجة، ابعدي عني!

تلفتت "نادية" حولها بتوتر مراقبة ردة فعل المتواجدين، خشيت أن يظن أحدهم وجود خطب ما أو شجار ما بينهما، فيفسد محاولتها للتودد إليها، لذا وضعت يدها على كتفها قائلة بصوتٍ شبه مختنق:

-تعالي نتكلم بعيد عن هنا وأنا هافهمك كل حاجة يا "آسيا"

نفضت يدها بعيدًا عنها صائحة بنبرة مهتاجة:

-تفهميني إيه بالظبط؟

ردت بصوتٍ شبه لاهث:

-الحقيقة!

صاحت فيها "آسيا" متسائلة بسخطٍ:

-أنهو حقيقة بالظبط؟!

أجابتها بصوتها المهتز:

-اللي باباكي خباها عليكي وفهمك إني السبب و....

قاطعتها صارخة وهي تشير لها بيدها محذرة إياها من الاقتراب منها أو تلمس جسدها:

-أنا مش محتاجة أعرف حاجة منك عشان أفهم، أنا مريت بأسوأ ما تتخيلي، وبصي شوفي بقيت إيه، وإنتي عايشة هنا في سعادة وسط ابنك وجوزك!

-يا "آسيا" إنتي غلطانة، باباكي خطفك مني و....

-بلاش أعذار فارغة، إنتي لو كنتي عاوزة توصليلي كنتي عرفتي، بس إنتي نستيني ببساطة وكملتي حياتك عادي

قالت جملتها الأخيرة وهي تسرع في خطواتها لتبتعد عنها، هرولت "نادية" خلفها محاولة اللحاق بها وهي تقول:

-ماتظلمنيش، إديني فرصة أدافع عن نفسي

توقفت عن السير لتستدير كليًا نحوها ثم صرخت بها تسألها:

-وأنا مين كان إداني فرصة أختار حياتي؟

تحركت "نادية" لتقف قبالتها متابعة رجائها:

-اهدي طيب وخليني أشرحلك الظروف وإنتي احكمي عليا!

رمقتها بنظرة ناقمة على كل شيء وهي ترد بإحباط:

-هايفرق في إيه لما تحكي؟ هترجعي الزمن تاني لورا وتعوضيني عن اللي فات؟

ردت عليها والدتها بيأسٍ:

-لو أقدر هاعمل كده

نظرت لها "آسيا" بكرهٍ كبير وهي تقول ساخرة:

المُحترَمُ البَرْبَريُّ ©️ - كاملة ✅Where stories live. Discover now