الفصل الخامس عشر

5.5K 143 2
                                    

خلال الطريق لم تنتبه جيني لنفسها وهي تقضم أظافرها ألى أن امسك توني بيدها وأوفقها موبخا.
((أسفة, أنها عادة قديمة..))
(( لقد كنت أفكر.. جيني ما رأيك أن نعود غدا ألى المنزل.؟))
(( ألى ناغودا.؟ اعتقد أنك تريد أن تبقى مع عائلتك ألى ما بعد رأس السنة. ))
(( غدا هو عيد رأس السنة على أي حال ))
(( حسنا كما تريد ))
(( أنت مجددا لا تفكر الا بنفسك توني )).. قالت ميرندا وهي تلتفت أليه ثم أضافت (( أن أمي تتوقع أن
تبقى معنا لاسبوعين على الاقل.. وها انت تريد أن تقطع العطلة ))
تدخل روبرت في الحديث لاول مرة قائلا بهدوء:
(( أشك أنها ستمانع, ميرندا ))
(( لكن لا أعرف لماذا هو مستعجل هكذا )).. قالت ميرندا بنفاذ صبر .
شعرت جيني أن روبرت يريدها أن تغادر بسرعة.. لقد انتهى كل شيء ولم يعد أمامها أي فرصة لتتقرب منه وتكون بجانبه.
(( ميرندا أن أمي ستفهم الامر.. فلدي عمل )).. قال توني ثم أضاف:
(( وأنت جيني..لا تمانعين في ذهابنا غدا, أليس كذلك.؟))
(( لا, لا أمانع )).
(( حسنا, أذن سنستيقظ باكرا ونتناول الافطار مع العائلة ثم ننطلق ))
(( نعم ))
لم تستطع جيني البقاء مع روبرت لوحدهما خلال الساعات القليلة المتبقية لها,
فحين وصلوا أمسك توني بيدها قائلا:
(( لا تقلق بشأننا روب.. أذا احتجنا أنا وجيني ألى أي شيء فسنقول لك ))
(( هاي.! )).. صاحت ميرندا بحماس وأضافت (( هذا تروفر جاك.. )) ولوحت لشاب وسيم ثم 
استأذنت: (( حسنا, سأراكم فيما بعد ))
التفت روبرت ألى جيني وتوني وقال:
(( كما اخبرتكما ميرندا فأن هذه رغم كونها حفلة ألا أنها وقت عمل بالنسبة لي, فأذا كنت واثقا
توني من أنك تستطيع أن تتدبر أمرك سأذهب الأن )).. ثم وجه نظراته ألى جيني دون أن يظهر أي تعاطف 
وتابع كلامه: (( أراكما لاحقا ))
انصرف روبرت مبتعدا دون أن يلتفت وراءه.
(( لنقم بجولة حول المنزل )).. اقترح توني وأضاف:
(( فهذا فهذا منزل فنان ومعظم زراره فنانون أيضا ))
تجولا بعض الوقت حول المنزل وادخله,وعندما عادا ألى القاعة, أمسك بيدها وقادها باتجاه الغرفة ا
الموسيقية لكنه أوقفها بعيدا واقترب لوحده من الغرفة حيث كان روبرت واقفا يتناقش 
مع أحد أعضائها. ودون أن يتحدث معه توني تناول الغيتار ثم عاد ألى جيني وسارا مبتعدين.
(( اعزفي لي جيني واسمعيني احدى اغنياتك.. ها نحن بعيدون وتحت النجوم الملألئة ))... قال توني
بعد أن اصبحا في الخارج.
ترددت جيني قائلة:
(( أوه, توني لا أستطيع ))
(( جيني.. أرجوك )).
(( حسنا, أغنية واحدة ))...اجابته وهي تحمل الغيتار بين يديها.
وقبل أن تنتظر منه اشارة بدأت تعزف أغنية التمنيات. لم تهتم للجموع التي اصبحت تحيط بها.. 
بل أخذت تغني باحساس عميق وهي تنظر ألى روبرت لكنها وللأسف لم تجد على وجهه 
الجواب الذي تنتظره بشوق.
حين انتهت صاح احدهم:
(( المزيد.. المزيد ))
فكرر الاخرين خلفه. 
(( توني, أوقفهم أرجوك.! ))
(( لقد كنت رائعه حقا ))
(( أرجوك, افعل أي شيء ))
(( معذرة أيها الرفاق )).. قال توني ثم أضاف بسرعة:
(( أنها اغنية واحدة فقط.. ارجو أن تتراجعوا..فأنتم تضيقون الخناق على الأنسة.. انها فعلت ما بوسعها
لتسمعكم اجمل اغانيها ))
وعندما تفرق الجمهور, قال لها توني:
(( أن ما قمت به.. مذهل جيني.. أكرر اعجابي ))
(( كل ما أريده أن أخرج من هذا الازدحام ))
نظرت ألى روبرت فراته يتجه نحوهما ألا أن أحدهم اوقفه.. توترت وهي تفكر كيف ستناقش أغنيتها معه.
اعطت الغيتار لتوني.. وحاولت أن تخرج لأن الناس كانوا يوقفونها بكلمات الأطراء, سارت مبتعدة وفجأة
شعرت بيد على كتفها.
(( جيني... )) التفتت لترى روبرت خلفها مباشرة.. توترت ولم تعرف ماذا تقول.
(( أغنيتك جيني.. كانت رائعة لقد أديتها بشكل مدهش.. كنت تنظرين ألى..))
(( لكنك تتجاهلني طوال هذا الليلة ))
(( اتجاهلك..! يا ألهي.. لو عرفت.. ))
وضع يده على عنقها.. فتحت فمها لتحتج , لكنه أطبق بفمه على شفتيها.
(( لا تقاوميني جيني.. ))
لف ذراعيه حول عنقها وأخذ يقبلها, فتعلقت به وكأنها كانت بانتظار هذه اللحظات.
سمعا صوت توني يقول صائحا:
(( اتركها أيها الشقيق العزيز.. ))
أبعدها روبرت عنه ولم يقل أيه كلمه, فتابع توني:
(( أن موهيتك ممزوجة بالشراب الأن.. كيف تتصرف مع جيني بهذه الطريقة البغيضه..؟ ))
(( توقف عن ذلك ))... صاح روبرت بعنف.
(( على أي حال انت تعرف أن الفتاة العديمة التجربة ليست من النوع الذي أفضله ))
نظر ألى جيني, ثم عاد نظره الى توني, واستدار مبتعدا. 
كانت جيني ترتعد, وقد امتلأت عيناها بالدموع لكلمات روبرت الأخيرة.
(( تعالي, سأجلسك في مكان ما, واذهب الاحضار مفاتيح السيارة من روب. سنعود ألى المنزل 
جيني, ولن يضايقك بعد الأن. أن تصرفه اليوم غريب جدا فهو لا يفعل ذلك عادة في مكان عام.
سأقول لميرندا أن تجد أحد يعيدهما ألى المنزل ))
لم تحتج جيني على كل ما قاله توني.. فذهولها جعلها تقف وكأنها تجمدت في مكانها.
وعلى غير عادته, قاد توني السيارة بهدوء في طريق العودة, ولم يتحدث مع جيني أبدا.
أوقف السيارة في المراب ثم نظر ألى جيني قائلا:
(( أنها ليلة سيئة.! في البداية أنا, ثم روب.. أنا أسف جيني, ولكن كان يجب أن أتدخل ))
(( أرجوك, لا تقل المزيد )).. تمتمت جيني ثم أضافت:
(( لندخل ألى المنزل ))
صعد معها ألى غرفتها.. واجلسها على السرير وجلس بجانبها وأخذ يداعب شعرها بلطف.
(( توني.. لا أريد أن أكون فتاة دون تجربة )).. لم يجبها توني, فاخذت تبكي.
(( أوه, جيني. لا تعرفين ما تفعلينه الأن ))
(( بل أعرف, ساعدني ))
(( اللعنة..! أنه روب من تريدين, أليس كذلك ))
صاحت في وجهه:
(( لماذا لا تريد مساعدتي..؟ .. لا أريد أن أراك, أخرج من هنا.))

الهروب من الحب ساندرا فيلد  Where stories live. Discover now