الفصل الرابع عشر

5.3K 144 0
                                    

خلال الأيام التالية لم ترى جيني روبرت كثيرا, وبدا كانه حقا يلعب بمشاعرها كما أخبرها توني سابقا.
فأحيانا يقربها منه وأحيانا يبعدها.
أخذها توني ألى أحد الحفلات الراقصة, فقررت ان تستمتع بوقتها وأن لا تفكر بروبرت أبدا.
(( هل تستمتعين بوقتك جيني.؟ )).. سألها توني.
(( نعم ...شكرا توني))
لكنها في الحقيقة لم تستطع نسيان روبرت أنها تفكر به دائما... وكأن توني أحس ان بها شيئا ما,
فاقترح أن يعودا ألى المنزل باكرا.
أوصلها ألى غرفتها وقبلها على جبينها وتمنى لها ليلة سعيدة, فشكرته على الأمسية بلطف, وقررت 
أنها لن نخرج معه لوحدهما ثانية أهنا تحترمه وتوده, لكنها لا تريد تسبب له خيبة أمل.
بعد منتصف الليل, حين عاد روبرت خرجت بسرعة من غرفتها فقد أرادت أن تذهب أليه,
لكن انتبهت ألى طيشها فعادت ألى غرفتها وأغلقت الباب.. وبدأت تفكر في حفلة رأس السنة..
لا شك أن روبرت سيمضي بعض الوقت برفقتها. بدأت تحلم وتنتظر تلك الليلة ألى أن شعرت بالنعاس
فنامت نوما عميقا.
كما وعدتها ميرندا. فقد أخذتها معها ألى السوق لابتياع شوب لقضاء حفلة رأس السنة. 
وفي يوم الحفلة صعدت معها ألى غرفتها تساعدها في لباسها وزينتها.
(( ألم تنته بعد.؟))..أتاها صوت توني من وراء باب الغرفة.
(( لن نتأخر.. انزل وانتظرنا في الأسفل )).. قالت جيني ضاحكة.
(( ولكن ماذا تفعلن أنتن الفتيات في لباسكن ))...سمعتاه يتمتم مبتعدا, ضحكت الفتاتان وقالت ميرندا:
(( سيرى بعد قليل ماذا نفعل ))
كانت ميرندا تهتم بمظهر جيني حتى بدت مختلفة تماما,
لكن ما كان يقلقها هو أن لا يعجب مظهرها روبرت.
(( حسنا, هذا كل شيء)) ...قالت ميرندا وهي تضع اللمسات الأخيرة.
(( شكرا لك ميرندا, لقد جعلتني أبدو..أنا حقا لم أر نفسي هكذا ابدا.. كأنها معجزة ))
ضحكت ميرندا: (( أنت حقا تبدين مذهلة))
(( أنا فعلا لا أصدق نفسي))
(( تعالي لننزل الأن ونرى ردة فعلهم ))
وما أن وصلتا غرفة الجلوس حتى صاحت ميرندا:
(( ها نحن أخيرا.. يجب أن تقولوا باننا نستحق الأنتظار))
ابتسم أدوارد نايت حين رأهما, أما روبرت فلم يظهر على وجهه اي تعبير رغم أن جيني كانت تهتم
فقط لردة فعلةه هو.
(( يا ألهي.! لابد أنك مجنونة ميرندا.. ما هذا الثوب.. أنها ليست جيني التي أعرفها ))... قال ساخطا.
(( توني..توقف))...صاحت والدته.
(( أنها تبدو رخيصة بهذا الثوب..وهذه الزينة التي أزالت لون البراءة من على وجهها..بحق السماء..))
شعرت جيني أنها على وشك الانهيار.. نظرت ألى روبرت تتوسله أن يوقف توني لكنه لم 
يقل أو يفعل شيء.
امتلأت عيناها بالدموع. وقبل أن تسمع المزيد من انتقادات توني الاذعة ركضتمتجهة ألى غرفتها.
ارتمت على سريرها تبكي بشدة.. ثم دخلت لتأخذ حماما أزالت به كل أثر لما وضعته ميرندا.
سمعت طرقات خفيفة على الباب فسارعت بلف نفسها بمنشفة كبيرة وفتحت الباب فرأت 
توني ووالدته.
(( أنا أسفة لما حصل سأضع ثوبي وأمشط شعري وأنزله ثانية.. لن أتأخر ))
(( جيني..)).. وضع توني يده على كتفها.
(( ارجوك, لا تقل شيئا ))...قالت جيني بتوتر.
(( أريد أن أبقى مع جيني لوحدنا.. أرجو أن تتركنا قليلا توني ))... تمتمت والدته. غادر توني..
فدخلت والدته وأغلقت وراءها الباب.
(( جيني عزيزتي.. أنا حقا اسفة ))
(( أنا التي يجب أن تتأسف..فقد جعلت من نفسي عرضا سيدة نايت ))
(( ولكن هذا ليسبسببك..أمل أن تكوني قادرة على مساعدة توني أنه في حالة سيئة..
وأصر على الاعتذار منك ))
(( لقد قال توني الحقيقة ))...قالت جيني وقد امتلات عيناها بالدموع ثم أضافت:
(( أنه على حق ولا احمل اي شيء ضده بل أشكره لانه صرح بذلك قبل أن نذهب ألى الحفلة 
ويراني كل الموجودين))
(( لقد كنت رائعة جيني..لكن فقط بمظهر مختلف عما أنت فهذا ما لم يستطع توني أن يتقبله ))
(( لقد حالوت ميرندا أن أبدو مختلفة.. لكن لم يكن عليه أن يلوم ميرندا.. فأنا طلبت منها ذلك.. 
أردت أن .. أوه يا الهي..))
(( حسنا هل استطيع أن ارسل توني كي يعتذر منك.؟ ))
(( بل أفضل أن أواجه الجميع سيدة نايت.. سأكون في الاسفل خلال لحظات))
دخلت جيني غرفة الجلوس وهي تحاول أن تسيطر على أعصابها وأن تبدو غير منزعجة وقالت:
(( هل أبدو أفضل الأن.؟ ))
(( أنا حقا أسف جيني ))... قال توني بسرعة ثم أردف( كان يجب أن تصفعيني لكلماتي..
لكن لم أستطع ان أرى مستحضرات التجميل تملأ وجهك.. أنت ساحرة بدونها.))
(( لا بأس توني.. أنني أفهم ما تقوله ))
اقترب منها ووضع ذراعيه على كتفها قائلا:
(( أوه جيني.. أنت تعرفين أنني لا يمكن أن أفكر بمضايقتك ))
تنهدت جيني.. أنه لم يخطىء معها بل قال الحقيقة.. وسألها:
(( هل تريدين حقا أن تذهبي ألى الحفلة.؟ اذا كنت تفضلين...))
(( نعم أريد الذهاب.. أعتقد بانني جعلت الجميع ينتظرون وقتا كافا حتى الأن ))
ثم وجهت كلامها ألى ميرندا: (( أنا أسفة ميرندا لأنني جعلتك تضيعين وقتك معي.. لكنني أشكرك حقا))
(( حسنا جيني.. أنني منزعجة فقط من شقيقي الذي يتصرف أحيانا بعقلية ضيقة..! ))
(( حسنا.. حسنا يكفي هذا )) صاح توني معلقا: (( هل نذهب الأن..؟ روب هل نذهب بسارة 
أخرى أم ستأخذنا معك ))
(( بل سنذهب جميعنا بسيارتي ))
قاد روبرت السيارة وجلست ميرندا بجواره, بينما جلست جيني وتوني في المقعد الخلفي.

الهروب من الحب ساندرا فيلد  حيث تعيش القصص. اكتشف الآن