• один | التجلّي الأوّل •

ابدأ من البداية
                                    

قبلَ خطوةٍ واحدة نحو خارج المتجر هو قد ثبّت ذراعها فارتدت ثم أسقطت بعضًا مما كانت تحشوه داخلَ ملابسها

تسمّرت وتسارعت أنفاسها ، وهو قد أسفرَ عن ملامح الانتصار اللذيذ فأدار وجهه للمحاسب الذي دُهشَ مما رآه

"إنها سارقة !"

"أيتها الشقية !!!"

ابتلعت ريقها ثم انحنت للمحاسب عدة مرات تفرغ كل ما قد خبأت تحتَ سترتها ، وقد كان عددُ الحاجاتِ لا بأس به مما جعلَ الشاب يُذهل ويبتسم بغرابةٍ هو أعلم بها

"أنا حقًا آسفة..."

أدمعت عيناها ثم دفعت الباب وغادرت ركضًا من هنا ، لم تمضي الثواني حتى شعرت بخطواتِ أحدهم خلفها في هذا الشارعِ الخالي من الشخوص

ارتبكت فغطّت رأسها بالقلنسوةِ ثم جهزت نفسها للدفاعِ عن هذا الجسدِ الضئيل تحتَ المعطف الذي ترتديه

أولَ ما أمسكَ بها الشخصُ هي قد إلتفتت إليه تخدش وجنته بالسكينة التي كانت في يدها ، فيجفلَ هو في مكانه جاحظًا العينين

"إنه أنت ! أنتَ من أوشيتَ بي "

صاحت في وجهه لتعيدَ عقله إليه ، أغلقَ عينيه فاستفاقَ من حالةِ الجمودِ التي أصابته

مسحَ خدّه فنظرَ للدماء على أصابعه مذهولًا ثم حوّل بصره إليها

"أنتِ..."

هي تراجعت للخلفِ مزامنة مع انخفاضِ مستوى الشجاعةِ داخلها

أي شجاعةٍ وهي ترى رجلًا يبدي تعابيرًا ملتويةً كهذه ؟ ، ما سرّ تلكَ الابتسامةُ التي اعتلت شفتيه مع عينيه الجاحظة ؟

" رائعة !"

"ماذا ؟!"

بالطبع هي لن تفهم ما يعنيه ولن تستطيع فكّ شفراتِ لسانه غريبِ الأطوار مثله

"إسمعِ...انتظري هنا "

"لماذا؟!!"

"أعرف ، لابد أنكِ سرقتي لحاجتكِ لا غير
لذا انتظري هنا سأشتري الأغراضَ وأعود إليك"

الحماسُ في نبرته قد قشعرت جسدها ، دققت فيه فقد كان يبدو مملوءً بالطاقة مما يثير إهتزاز خصله الساقطة على جبينه بطريقةٍ مدهشة

إضافةً إلى تجاهله لجرحِ خدّه النازف !

انطلقَ راكضًا وهي قد اسهبت النظرَ في كيانه هذا ، ثم استوعبت أنها بالفعل واقفة في مكانها تنتظر مصيرًا مجهولًا أقربَ للخطر

نظرت حولها بذعر ..

ثم اتخذت الخطوة المفروضة ، فعادَ ولم يجد لها أثرًا

أسقطَ الكيسَ خائبًا

حتمًا كانت غنيمة لا تفوت ، متى عساه يقابلُ سارقة في باكورة الإجرامِ مثلها ؟ متى يا ترى ؟

____________

خلتني سأحتويكِ فأصنع منكِ ما لا أذنَ سمعت ولا عين رأت
خلتني وجدتُ ذلكَ النّصفَ الذي يقولونَ عليه أنه المكمّل للذي لا ينتظر للكمال أن يولدَ في قاموسه

.
.
.

616 كلمة

أعرف أنّ هذا قليل ، لكنّها فقط البداية

القصّة تمامًا من ابتكاري فلو حدث و صدف أن تشابهت مع قصة أخرى فذلك أمر خارجٌ عن يدي !

{ KILL ME WITH KINDNESS  | B.B.H }حيث تعيش القصص. اكتشف الآن