أمال رأسهُ قليلاً و ببطء .. ببطءٍ شديدٍ جداً فرد ذراعه و أصابعه الآسية ، يلمس الفراشَ الخالي وراءه ..

و عاد يثبُ بصره.

" .. "

بعد كُل شيء .. ذلك لم يكن وصفٌ لطيف.

الفراغ الوحدة الضياع .. عدمُ الانتماء و الإمتلاء ..

لم يحمل قدرةً على الخلاص من تكوينه , لقد ظن ( و ظننتُ أنا ) ذات مرةٍ خائبة .. لربما هو في البرِّ و سيصلُ للحافة , حيثُ الخلاص من الأشياء .. الأمور و ليس الأشخاص لأنه قطعاً لم يحمل في داخله شخصٌ يرعاهُ حتى نفسه , الحافةُ التي قصدها و أرعدَ دم قدميه للوصول إليها لم تكن موجودة .. لم تكن حقيقة .. ولربما تلك هي الحقيقةُ المعدومة التي أثبتها لنفسه مهما جالت بهِ القوانينُ من إحباط..

كان يهذي فقط عندما قال ذات قشّةٍ جافةٍ من الزمن ( أنا سأكبر , أنا سأشعر ، أنا سأستعيدُ ذاتي الضائعه .. )

كان يهزأ من نفسه ، يهزأ كثيراً من نفسه.

ضوءٌ شريدٌ عبَر الطريق ليعكس فقرهُ أعلى ملامحه وبطشُ عيناه العسلية قد ارخى غُصنه طوعاً له.

" .. "

فيما تفكر ؟

( .. )



لامست شفتاهُ اللينة قمّة كتفه الظاهر يفركها هُناك و يبتعد مع سرحانه الشديد..

وأجابَ بالصمت حيثُ تسكنُ أجنّةُ الإجاباتِ هناك.

بزخ غسقٌ من الذكريات في مُخيلته , لم يستدعي القصص من الذاكرة لأنه قد اشتاق .. و ذلك مؤلمٌ خبيث ، ألا يشتاق للذكرى و ألا يذكر اشتياقه لصفائحِ دُنياه.

عندما كان صغيراً , اعتاد على مُشاركة اخوه و اخواته الغرفه .. كان يذكر كيفَ تنازع اخوته على السرير الوحيد في الغرفة , و كيف أنه من خلفهم لم يرغب في أن يحتضنه صُلبٌ غير الأرض .. حيثُ سيُدفن , اخته حصلت على السرير .. و كيونقسو لم يظن وقتها هو سينامُ على سريرٍ أبداً .. حتى الأبدية و ما خلفها , حتى اللانهايةَ من الحيوات.

-ابتسم-

( أنت تنامُ على سريرٍ الآن ).

أطلقَ تنهيدةً صغيرة , يستسلمُ بها من البقاء في محلّه ليُغادر السرير و يبدأ بإرتداء ثيابه بتأنٍ شديد , عندما رفع بنطاله الرياضي عالياً كان قد إستقامَ بظهره أمام المرآة .. يرى كيف هو .. وكيف يبدو .. و لأنه لم يختلف , هو لم يكف عن النظر.

Kaisoo || Spotlight-الضَوء المسرحِيWhere stories live. Discover now