مقدمة

23.3K 850 434
                                    

قرية أغاني السماء | القرن الخامس

وسط حشود البشر ثائرين ممسكين بفؤوس و مناجل زراعية اعتلى رجل اعزل ذو مَلامح قاسية و لحية خشنة حمراء متوسطة الطول و بملابس زراعية متسخة بسبب عمل شاق .

" الى متى سيدوم خوفنا يا قوم ؟
كم من الوقت علينا ننتظر حتى نشعر بالأمان ؟ ، كم من محصول سنخسر قبل ان نضع حداً لطغيانه ؟
متى سنرفع اسلحتنا في وجهه مرة واحدة و اخيرة !
متى سنقتل الوحش ؟ "

صرخ بقومه بينما يرفع قبضته نحو السماء و يخاطبهم بنبرة تحفيزية تجعل الفرد منه يظهر تعاوناً برفع سلاحه للأعلى .

" اليوم سننهي العذاب الذي استمر من أجيال عديدة ، سنقتله و نضع نقطة النهاية لأيام قرية أغاني السماء الحزينة و نتمتع بمستقبل زاهٍ و أمن لأبناءنا و أحفادنا ، من معي ؟ " .

" أنااا !! " وحد الجميع اصواتهم لنتج صوتاً عالياً و عميقاً احدث صدى من بعده ثم اخذوا يلوحون بتلك الأدوات الزراعية البدائية .

" اذا فليتبعني الجميع "
قال و نزل ليسير وسطتهم ثم تقدمهم و قادهم الي خارج القرية الي حقول الذرة خاصتهم التي دمرها الوحش و منها دخلوا الغابة لحثاً عنه .

و لكن ماذا فعل الوحش لأهالي تلك القرية ؟ .

كان الوحش الذي هم بصدد قتله الآن قد قام بتدمير منازلهم و محاصيلهم و قريتهم عن بكرة أبيها اكثر من مرة ، بل هم اصبحوا معتادين علي بناء منازلهم من بعد غارته عليهم ، لم يعلم احد من أين آتى أو مالذي يريده من قرية أغاني السماء و لما يدمرها كل ما يعرفونه و يحفظونه جيداً هو شكله المرعب ، فَبِطول السِتة أمتار كان و عرضة مترين و نصف المتر ، كما أن له شعراً غطى جسده بالكامل و أنياب تبرز من فكة و عيون تلمع كخاصة القطط بلون المياه و لا ننسى ذلك الجزء العظمي المسمى بالقرون علي جانبي رأسه .

تقدم ذلك السرب من الاشخاص الذين يضيئون سواد الليل بشعلاتهم النارية خلال الغابة الشرقية الكبيرة ، أشار قائدهم الى ذلك الكهف الصخري حيث يرقد الوحش .

" هيا يا رجال ! " هتف ذي اللحية و هجم الجميل بروح رجل واحد علي الكهف مستهدفين من بداخله ، و كما توقعوا كان نائماً هناك على بطنه و فور سَماعه حركتهم و صراخهم استفاق و راح يدافع عن نفسه ضد تلك الهجمات التي يشنونها و قد تأكدوا من غمر رماحهم و سيوفهم و كل ما بحوزتهم بسم قاتل قبل مجيئهم كي تسهل محاربته و القضاء عليه ، دفع الكثير منهم و الصقهم بجدار الكهف موتى و اصيب الكثير بتلك المخالب الحادة ، لكن مفعول سمهم بدأ بنخر عظامة لذا ركض بعيداً عنهم .

Monster™| وحشWhere stories live. Discover now